تقاريرفلسطين

عام من الإبادة في غزة: الاحتلال الإسرائيلي تحت نيران الرفض العالمي

على مدار عام كامل تتصاعد موجات العنف والدمار في قطاع غزة، حيث يقف العالم شاهداً على أكبر جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث، جرائم يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العزل، أطفالاً ونساءً وشيوخاً، في مشهد لا يمكن وصفه إلا بالإرهاب المنظم، جريمة متكاملة الأركان بحق الإنسانية جمعاء.

وهذه الأفعال المروعة لم تستثنِ أحداً، فقد استهدفت القصف الوحشي جميع الفئات المجتمعية، بما في ذلك الفئات الأضعف مثل الأطفال وذوي الإعاقة وكبار السن.

الأرقام تتحدث بوضوح، فقد بلغ عدد الشهداء ممن وصلوا إلى المستشفيات حتى تاريخ هذا التقرير أكثر من 41,600 شخص، فيما لا يزال أكثر من 10,000 شهيد آخرين تحت الأنقاض، ضحايا البنايات المدمرة التي عجزت الفرق الطبية عن الوصول إليها في ظل الحصار الخانق والقصف المستمر.

تواصل آلة الحرب الإسرائيلية استهداف الأبرياء بلا تمييز. القطاع الصحي بات مشلولاً، حيث بلغ عدد المصابين أكثر من 96,000 شخص، 69% منهم من الأطفال والنساء.

ولم تتوقف جرائم الاحتلال عند القتل والقصف، بل تجاوزت ذلك إلى اختطاف أكثر من 5,000 فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، يتم تعذيبهم بوحشية في سجون الاحتلال التي أصبحت رمزاً للقهر والمعاناة الإنسانية.

والهدف الإسرائيلي غير المعلن بات واضحاً للجميع، إبادة جماعية لمدنيين عزل وتهجير قسري لآلاف الأسر التي أصبحت مشردة بلا مأوى.

نسبة الدمار في غزة بلغت 86% من مجمل القطاع، حيث لم تسلم أي بنية تحتية أو منشأة حيوية من الهجوم الهمجي، فتم تدمير أكثر من 15 قطاعاً حيوياً بشكل كامل.

رغم قسوة المأساة، انتصرت الرواية الفلسطينية الصادقة على كذب الاحتلال، وها هي أصوات الحق ترتفع في كل مكان حول العالم مطالبةً بالعدالة، مدافعةً عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية.

على مدار 76 عاماً، والاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع أشكال القتل والتهجير والتدمير بحق الشعب الفلسطيني، إلا أن إرادة هذا الشعب تظل أقوى من كل آلة الدمار، رافضةً الاستسلام، ومتمسكةً بحقها في أرضها ومقدساتها.

وهذا الصمود المذهل قد كسر السردية التي حاول الاحتلال ترويجها، ليبقى شعب فلسطين صامداً رغم كل المحن، والاحتلال إلى زوال.

خلال 366 يوماً من حرب الإبادة الجماعية، ارتكب جيش الاحتلال 3,654 مجزرة بشعة، ذهب ضحيتها أكثر من 51,870 شخصاً بين شهيد ومفقود، بينهم 10,000 مفقود لم يتم العثور على جثامينهم. ومن بين هؤلاء الشهداء، وصل إلى المستشفيات 41,870 جثة، من بينهم 16,927 طفلاً.

وأرقام صادمة تعكس مدى الوحشية التي انتهجها جيش الاحتلال ضد الأطفال، بما في ذلك 171 رضيعاً ولدوا واستشهدوا تحت القصف، و710 أطفال قتلوا قبل أن يكملوا عامهم الأول. كما استهدف القصف العائلات بأكملها، حيث تم محو 902 عائلة من السجل المدني، ولم يتبقَ لهم أي أثر.

ولم تكن المجاعة بعيدة عن هذه المأساة، فقد استشهد 36 شخصاً بسبب نقص الغذاء، بينما لقيت 11,487 امرأة حتفها في هذا العدوان الوحشي.

كما تم استهداف الطواقم الطبية، حيث سقط 986 شهيداً من العاملين في القطاع الصحي، بالإضافة إلى 85 من رجال الدفاع المدني و175 صحفياً استشهدوا أثناء تغطيتهم للجرائم البشعة.

في مشهد يصعب تصديقه، أقام الاحتلال 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات، حيث تم انتشال 520 جثماناً من هذه المقابر التي تعد انتهاكاً فاضحاً لكل القيم الإنسانية.

الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عند حد قتل المدنيين، بل أمعن في تدمير البنى التحتية والمراكز الحيوية، فاستهدف 187 مركزاً للإيواء، ما أدى إلى تشريد الملايين.

كما يعاني عشرات الآلاف من الأطفال من فقدان آبائهم، حيث يعيش 25,973 طفلاً بدون أحد الوالدين أو كليهما، فيما يواجه 3,500 طفل خطر الموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء.

مع إغلاق الاحتلال لجميع معابر قطاع غزة على مدار 152 يوماً، أصبح من المستحيل تقريباً توفير الرعاية الطبية اللازمة لأكثر من 12,000 جريح يحتاجون للسفر للعلاج، بالإضافة إلى 12,500 مريض بالسرطان يواجهون الموت المحقق دون علاج، و3,000 آخرين يعانون من أمراض مختلفة تتطلب علاجات لا يمكن توفيرها داخل القطاع.

انتشار الأمراض بات كابوساً آخر يضاف إلى مأساة غزة، مع تسجيل 1,737,524 حالة إصابة بأمراض معدية نتيجة النزوح المستمر.

كما تم تسجيل 71,338 حالة عدوى بالكبد الوبائي، بينما تواجه 60,000 سيدة حامل خطر الموت في ظل انعدام الرعاية الصحية. والحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال أدى أيضاً إلى نقص حاد في الأدوية، مما وضع حياة 350,000 مريض مزمن في خطر.

موجة الاعتقالات كانت جزءاً لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية، حيث اعتقل الاحتلال 5,000 فلسطيني من قطاع غزة، من بينهم 310 من الكوادر الصحية و36 صحفياً تم التعرف على هوياتهم.

ومع تزايد أعداد النازحين إلى أكثر من 2 مليون شخص، أصبح الوضع الإنساني كارثياً، حيث تهالكت 100,000 خيمة كانت تأوي هؤلاء النازحين وأصبحت غير صالحة للاستخدام.

لم يكن استهداف البنية التحتية أقل وحشية من استهداف المدنيين، فقد دمر الاحتلال 204 مقرات حكومية، 125 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و337 أخرى بشكل جزئي، كما قتل 12,700 طالب وطالبة خلال الحرب، وحرَم 785,000 آخرين من حقهم في التعليم.

لم تسلم المؤسسات الأكاديمية من هذا الدمار، حيث أعدم الاحتلال 130 عالماً وأستاذاً جامعياً وباحثاً، في محاولة متعمدة لتدمير الأمل في بناء مستقبل علمي للشعب الفلسطيني.

المقدسات الدينية كانت هدفاً مباشراً للهجوم، حيث دمر الاحتلال 814 مسجداً بشكل كامل، و148 مسجداً آخر تعرضت لأضرار جسيمة.

حتى الكنائس لم تسلم، فقد تم استهداف 3 كنائس، بالإضافة إلى تدمير 19 مقبرة بشكل كلي أو جزئي. لم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل سرق 2,300 جثمان من المقابر.

أما الوحدات السكنية، فقد نالها النصيب الأكبر من الدمار، حيث دُمر أكثر من 150,000 وحدة سكنية بشكل كامل، و80,000 أخرى أصبحت غير صالحة للسكن، فيما تعرضت 200,000 وحدة للتدمير الجزئي.

والقصف الإسرائيلي ألقى على قطاع غزة ما يزيد عن 85,000 طن من المتفجرات، ما أدى إلى تدمير 34 مستشفى وإخراجها من الخدمة، بالإضافة إلى 80 مركزاً صحياً و162 مؤسسة طبية.

لا يمكن إغفال استهداف المواقع الأثرية، حيث دمر الاحتلال 206 مواقع أثرية وتراثية، فيما تضررت شبكات البنية التحتية بشكل كارثي، مع تدمير 3,130 كيلومتر من شبكات الكهرباء، و330,000 متر طولي من شبكات المياه، و655,000 متر طولي من شبكات الصرف الصحي، و2,835,000 متر طولي من الطرق والشوارع.

أما على صعيد الرياضة، فقد استهدف الاحتلال 36 منشأة رياضية. وبلغت الخسائر الاقتصادية جراء هذا الدمار الهائل نحو 35 مليار دولار كخسائر مباشرة لحرب الإبادة الجماعية، وهو ما يمثل كارثة اقتصادية تضاف إلى المأساة الإنسانية المستمرة.

العالم يقف شاهداً على الإبادة وينادي بالعدالة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى