تقارير

انتخابات تونس الرئاسية..رأى عام متأجج وسلطوية ممتدة لقيس سعيد

شهد آخر يوم من الحملة الانتخابية للمرشحين الرئاسيين في تونس تظاهرات واسعة رفضا للمسار الانتخابي موضع الشك والاتهام، مصعدين احتجاجاتهم ضد الرئيس قيس سعيد، قبل الانتخابات الرئاسية التي ستبدأ يوم غد الأحد والتي يقولون إنها دون مصداقية وغير نزيهة بسبب استخدم سعيد للقضاء وهيئة الانتخابات لإقصاء منافسيه بهدف البقاء في السلطة.

وانطلقت الحملة الانتخابية الرئاسية داخل البلاد في 14 سبتمبر 2024 لتنتهي يوم 4 أكتوبر الجاري، فيما انطلقت بالخارج في 12 سبتمبر وانتهت في 2 أكتوبر 2024. ويشارك في السباق الرئاسي، الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد، والأمين العام لحزب “حركة الشعب”، زهير المغزاوي، والأمين العام لحركة “عازمون” الموقوف في السجن بتهم تتعلق بتزوير التزكيات الشعبية.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “انتخابات مهزلة” و”حريات، لا رئاسة مدى الحياة”، إلى شارع الحبيب بورقيبة انطلاقا من ساحة الباساج. وتصاعدت التوترات السياسية في تونس منذ أن استبعدت لجنة الانتخابات التي عينها سعيد نفسه ثلاثة مرشحين بارزين آخرين، ولاحقا جرد البرلمان المحكمة الإدارية من سلطة الفصل في النزاعات الانتخابية.

انتقادات واسعة

يواجه المسار الانتخابي في تونس انتقادات واسعة من جانب أحزاب المعارضة والمنظمات الحقوقية والرقابية، حيث تتهم الهيئة العليا للانتخابات بتعقيد شروط الترشح للرئاسيات بهدف إزاحة خصوم الرئيس من السباق وتعبيد الطريق أمامه لولاية ثانية.

وتأجج غضب المعارضة بعد أن تلقى المرشح الرئاسي، العياشي زمال، ثلاثة أحكام بالسجن بلغ مجموعها 14 عاما. ويقبع زمال في السجن منذ اعتقاله قبل شهر بتهمة تدليس وثائق انتخابية، وينفي زمال الاتهامات ويقول إنها كيدية لإقصائه من السباق وتقليص حظوظه.

ودعت الشبكة التونسية للحقوق المدنية والحريات، وهي شبكة تضم أحزاب ومنظمات حقوقية إلى مقاطعة الانتخابات، وشارك المئات في هذا التحرك الاحتجاجي ورفعوا شعارات مناهضة للرئيس التونسي قيس سعيد والمسار الانتخابي عموما.

وحسمت أغلب قوى المعارضة موقفها من الانتخابات الرئاسية ودعت إلى المقاطعة، ماعدا بعض الأحزاب غير الوازنة وبعض الشخصيات التي ترى أنه من الضروري التصويت لمرشح أخر غير قيس سعيد خلال هذه الانتخابات الرئاسية، ونعني بذلك العياشي زمال أو  زهير المغزاوي.

مقاطعة التصويت

من جانبه قال النائب البرلماني ماهر المذيوب إنه لن يدلى بصوته في الانتخابات التونسية، لأنها انتخابات غير حرة ولا شفافة ولا نزيهة، وتفتقد لأدنى المعايير الدولية للإنتخابات، وأضاف في منشور على صفحته الخاصة بالفيس بوك أنه يحترم كل تونسي سيقوم بواجبه الانتخابي، وأفهم و أتفهم المقاطعين لهذه المهزلة.

ودعا المذيوب الناخبين لعدم التصويت لقيس سعيد، لأنه وصمة عار في تاريخ تونس، وكارثة بكل المقاييس. وخطره سيصبح زلزاليا بعد هذه البيعة المنتظرة، ودعا المذيوب الجميع للبقاء موحدين أمام التحديات المصيرية التي تواجهها الأمة التونسية، فنحن مواطنون أخوة في السراء والضراء، و لن تفرقنا هذه المحطة الزائلة مطلقا. ودعم المذيوب كل المرشحين الذين واجهوا وما زالوا يواجهون بصدور عارية شتى أنواع التشويه الخبيث و الشيطنة الدنيئة والتحريض الخطير و التشفي العجيب التنكيل الممنهج في معركتهم الشريفة لتعرية الملك العاري.

ويبدو أن المعارضة ومن خلال الشعارات التي رفعت يوم أمس حسمت موقفها من النظام الحالي ولا تعترف بشرعيته وتدعو إلى إسقاطه عبر التظاهر السلمي في الشارع. وبخصوص هيئة الانتخابات فإن عدد من المنظمات والأحزاب المعارضة اتهمت الهيئة بعدم الحياد في هذه الانتخابات، خاصة بعد حرمانها لعدد من الجمعيات المدنية من تغطية أو من مراقبة عملية الاقتراع يوم غد الأحد، حيث ستجري الانتخابات داخل تونس. 

وفي وقت سابق استبعدت لجنة الانتخابات التي عينها قيس سعيد نفسه ثلاثة مرشحين بارزين آخرين، ولاحقا جرد البرلمان المحكمة الإدارية من سلطة الفصل في النزاعات الانتخابية في قانون جديد أثار الجدل في تونس ووسّع من حالة السخط الشعبي على قيس سعيد.

تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية بدأت في الخارج وستنطلق يوم غد الأحد في تونس. وكانت هيئة الانتخابات أعلنت أنها أنهت استعداداتها اللوجستية ليوم الاقتراع، فيما أصدرت عدد من المنظمات التونسية تنديد لحرمانها من مراقبة عمليات الاقتراع رغم تقديمها لطلبات لهيئة الانتخابات خلال الأجل القانوني. 

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى