محافظات

صرخة استغاثة لمحافظ أسيوط: كارثة وشيكة تهدد حياة المواطنين على طريق المعصرة

في قلب أسيوط، وتحديداً عند مدخل قرية المعصرة على طريق أسيوط الجديدة، تقف أعمدة الكهرباء كقنابل موقوتة، تهدد سلامة وحياة المواطنين كل يوم.

وهذه الأعمدة المائلة، التي فقدت استقامتها بفعل الزمن والإهمال، ليست مجرد مشهد مؤسف يعكس تدهور البنية التحتية في المنطقة، بل هي خطر داهم يلاحق المارة والمركبات ليلاً ونهارًا.

ومع أنها تؤدي دورًا حيويًا في إضاءة الطريق، إلا أنها تحولت إلى مصدر للتهديد، بعد أن توقفت عن العمل وأصبحت تكتسي بحالة من الانهيار الوشيك.

أسلاك متهالكة وأعمدة مائلة: مأساة تنتظر الحدوث

مما يزيد الأمر سوءاً أن الأسلاك الكهربائية المتدلية من هذه الأعمدة المتهالكة قد أصبحت مرتبطة بحبال ضعيفة لا يمكن أن تصمد أمام أقل هبة ريح أو صدمة.

وهذه الحبال المتهالكة تشكل خطراً أكبر، إذ أنها لا تستطيع تحمل وزن الأسلاك الثقيلة، مما يجعل سقوطها على الطريق أو على رؤوس المارة في أي لحظة أمرًا محتملاً.

وإن هذا الوضع البائس ليس فقط إهمالاً في صيانة البنية التحتية، بل هو إهمال في الحفاظ على أرواح المواطنين التي باتت مهددة كل يوم.

لم تقتصر الأضرار الناتجة عن هذه الأعمدة المائلة على تعطل الإنارة فقط، بل تجاوزت ذلك لتصبح مصدراً محتملاً للإصابات والحوادث.

والمواطنين الذين يسيرون في تلك المنطقة، سواء كانوا عابرين للطريق أو يقودون مركباتهم، يجدون أنفسهم في مواجهة خطر حقيقي.

فقد حدثت بالفعل عدة إصابات، بعضها ناجم عن اصطدام المركبات بالأعمدة المائلة، بينما تسببت الأسلاك المكشوفة في حالات صعق كهربائي.

والكارثة الكبرى هي أن هذا المشهد القاتم ما زال قائماً دون أي تدخل حاسم من الجهات المعنية.

طريق الموت: الصحراء المظلمة والحوادث المتكررة

ولم يتوقف الأمر عند حدود أعمدة الكهرباء المتهالكة في قرية المعصرة، بل يمتد الخطر ليشمل الطريق الصحراوي نفسه في تلك المنطقة.

وهناك، حيث يفترض أن تكون الإضاءة عامل أمان لسائقي السيارات، نجد أن غياب الإنارة عن الطريق بات سببًا رئيسيًا في سلسلة من الحوادث المميتة التي تحدث عند المطب القريب من اليافطة.

وفي هذا الموقع بالتحديد، تسببت الظلام الحالك وسوء حالة الطريق في العديد من الحوادث، بعضها أدى إلى فقدان الأرواح.

المشهد في الليل يصبح مرعبًا؛ السائقون يمرون عبر طريق مهجور يلفه الظلام الدامس، معتمدين على أضواء سياراتهم فقط لتجنب الاصطدامات.

والمطب الذي يقع على الطريق غير مرئي بشكل كافٍ، مما يجبر السائقين على التوقف المفاجئ أو المناورة الخطيرة لتفاديه، وفي أغلب الأحيان يؤدي ذلك إلى وقوع حوادث مروعة.

والوضع الحالي لا يقتصر فقط على التسبب في خسائر مادية جسيمة، بل يتعدى ذلك ليصبح مأساة إنسانية تعصف بأرواح الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم سلكوا هذا الطريق في الظلام.

تجاهل مستمر واستغاثة لا تجد من يستجيب

مع تفاقم الوضع وتكرار الحوادث، كان لزامًا على الأهالي أن يرفعوا صوتهم عالياً ويطالبوا بالتدخل الفوري من المسؤولين.

والأهالي في قرية المعصرة والقرى المجاورة قد أرسلوا العديد من النداءات والاستغاثات إلى الجهات المعنية، وعلى رأسها السيد محافظ أسيوط، للتدخل العاجل وإنقاذ الوضع قبل أن تقع الكارثة الكبرى.

وهذه الأصوات المكلومة لا تطالب بأكثر من حقهم في الحياة والأمان، حيث أن توفير الإضاءة على الطريق وإصلاح الأعمدة المتهالكة ليس طلبًا مستحيلاً، بل هو حق أساسي يجب أن يضمنه أي نظام يحترم حياة مواطنيه.

ولكن للأسف، يبدو أن هذه الاستغاثات لم تجد من يصغي إليها حتى الآن. الطريق الصحراوي ما زال مظلمًا، والأعمدة ما زالت مائلة، والحبال المتهالكة تواصل تمسكها اليائس بالأسلاك الكهربائية التي تهدد بالسقوط في أي لحظة.

وهذا التجاهل المستمر من قبل الجهات المسؤولة يعكس حالة من الاستهتار بأرواح الناس، ويطرح تساؤلات جدية حول مدى التزام المسؤولين بأداء واجباتهم في حماية المواطنين.

الكارثة وشيكة والحل في يد المسؤولين

المخاطر التي تحيط بهذه المنطقة ليست خيالية أو مبالغ فيها، بل هي واقع يعيشه المواطنون كل يوم.

ومع استمرار هذا الوضع دون حل، فإن الكارثة الحقيقية قد تكون قريبة جدًا. وسقوط أحد الأعمدة على سيارة أو على أحد المارة، أو انهيار الأسلاك الكهربائية المكشوفة على الطريق، قد يؤدي إلى نتائج كارثية لا تحمد عقباها.

وفي ضوء هذه المخاطر الداهمة، يصبح من الضروري التحرك السريع من قبل السيد المحافظ والجهات المسؤولة في المحافظة لإصلاح هذا الوضع الكارثي.

وإن توفير إضاءة كافية للطريق الصحراوي، وإصلاح الأعمدة المتهالكة، واستبدال الأسلاك المربوطة بحبال بأسلاك جديدة وآمنة، هي حلول بسيطة ولكنها حيوية للحفاظ على الأرواح.

مطالب عاجلة قبل وقوع الكارثة

المواطنون لا يطالبون بمعجزات، بل يطالبون فقط بحقوقهم الأساسية في العيش بأمان.

وإن ما يحتاجه هذا الطريق هو إضاءة كافية لإرشاد السائقين، وصيانة دورية للأعمدة لضمان استقامتها وسلامتها، وتحديث كامل للأسلاك الكهربائية القديمة والمتهالكة.

وهذه المطالب العاجلة يجب أن تكون على رأس أولويات الجهات المعنية، ولا يمكن تأجيلها أو تجاهلها بعد الآن.

إن الحلول ممكنة، والكوارث يمكن تجنبها إذا ما تحركت الجهات المسؤولة بسرعة. ولكن الوقت ينفد، وكل يوم يمر دون إصلاح يزيد من احتمالات وقوع كارثة لا يمكن تداركها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى