تقارير

الشيخ محمد علم الدين: رائد الأخلاق والعلم في إعداد جيل المستقبل

يبرز دور الشيخ محمد علم الدين ضاحي، أحد علماء الأزهر الشريف، كشخصية تربوية وروحية ملهمة، تعمل على غرس القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس طلاب معهد فؤاد الأول الأزهري، الذي يعرف الآن باسم “معهد أسيوط الأزهري للبنين”.

الشيخ محمد علم الدين ليس مجرد معلم يتفاعل مع طلابه يوميًا بل هو بمثابة نموذج حي للقدوة التي يتطلع إليها الطلاب في حياتهم العلمية والعملية فيطلق عليه لقب مُعلم الأجيال وناشر القيم الأخلاقية في معهد أسيوط الأزهري

رسالة يومية تحمل القيم

يستقبل الشيخ محمد طلاب المعهد برسائل تربوية يومية، والتي تحمل في طياتها دروسًا أخلاقية عميقة تساهم في بناء شخصية الطالب الأزهري.

إحدى تلك الرسائل، التي أصبحت حديث الجميع في المعهد وخارجه، هي الرسالة التي تحمل عبارة: “أنا راقي بأخلاقي”.

وهذه الجملة البسيطة لكنها المعبرة تحمل معاني عميقة عن أهمية الأخلاق في حياة الطالب، بل في حياة الإنسان عمومًا. فالرسالة تؤكد على أن الرقي والسمو لا يتحققان بالعلم وحده، بل بالأخلاق الرفيعة التي تعزز مكانة الفرد في مجتمعه.

الأخلاق كأساس للعلم

يؤمن الشيخ محمد علم الدين بأن الأخلاق ليست مجرد موضوع يُدرس، بل هي نهج حياة يجب أن يسير عليه الجميع، خاصة طلاب الأزهر الشريف الذين يحملون على عاتقهم رسالة نشر العلم والدين في المجتمع.

ومن خلال رسائله اليومية، يسعى الشيخ إلى تعزيز القيم الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها طالب الأزهر، مثل الصدق، والإخلاص، والتواضع، والتفاني في طلب العلم وخدمة الآخرين.

فالطالب الأزهري، وفقًا للشيخ محمد، ليس فقط طالبًا يسعى للحصول على درجات علمية أو شهادات، بل هو سفير للأخلاق والقيم الإسلامية في كل مكان يذهب إليه.

لذا، فإن غرس هذه القيم في نفوس الطلاب منذ صغرهم يساهم في إعداد جيل واعٍ ومدرك لمسؤولياته تجاه مجتمعه وأمته.

التربية الشاملة

من خلال تفاعله اليومي مع الطلاب، يحرص الشيخ محمد على تقديم نموذج متكامل للتربية الإسلامية الشاملة التي تجمع بين العلم والأخلاق.

ففي الوقت الذي يركز فيه على تعليم الطلاب العلوم الشرعية واللغوية، فإنه لا يغفل عن الجانب الأخلاقي والتربوي الذي يعتبره حجر الزاوية في بناء شخصية الإنسان.

الشيخ محمد دائمًا ما يذكّر طلابه بأن الأخلاق هي ما يميز طالب الأزهر عن غيره. فبينما قد يكون العلم متاحًا للجميع، فإن الأخلاق هي الصفة التي تجعل الإنسان يتفوق في حياته ويكسب احترام الآخرين. وهو ما يجعل هذه الرسائل اليومية، التي يحرص الشيخ على تقديمها لطلابه، ذات أهمية خاصة.

تأثير الرسائل على الطلاب

لا يمكن إنكار التأثير العميق الذي تتركه رسائل الشيخ محمد على نفوس الطلاب. فقد أصبح الطلاب يتفاعلون مع هذه الرسائل بشكل إيجابي، حيث يرون فيها دافعًا لهم للتفوق في دراستهم وحياتهم اليومية.

فعبارة “أنا راقي بأخلاقي” ليست مجرد كلمات تُردد، بل أصبحت شعارًا يرفعه الطلاب في كل تعاملاتهم داخل المعهد وخارجه.

ومن خلال هذه الرسائل، يتعلم الطلاب أن الرقي الحقيقي لا يأتي من التحصيل العلمي وحده، بل من التمسك بالقيم والمبادئ الأخلاقية التي تجعل الإنسان قادرًا على التعامل مع التحديات التي تواجهه في حياته بطريقة حضارية وإنسانية.

قدوة ملهمة للأجيال

لا شك أن الشيخ محمد علم الدين ضاحي يمثل قدوة للأجيال الحالية والقادمة. فهو نموذج للمعلم الذي لا يقتصر دوره على تقديم المعلومات للطلاب، بل يتعدى ذلك إلى بناء شخصياتهم وصقل مهاراتهم الأخلاقية والاجتماعية.

فقد أدرك الشيخ منذ البداية أن العلم بدون أخلاق لا يكتمل، وأن طالب الأزهر يجب أن يكون متميزًا في أخلاقه كما هو متميز في علمه.

من خلال هذا النهج التربوي المميز، استطاع الشيخ محمد أن يترك بصمة واضحة في حياة طلاب معهد أسيوط الأزهري، حيث أصبح الطلاب أكثر التزامًا بأخلاقهم وأكثر حرصًا على تطبيق القيم التي يتعلمونها يوميًا.

الرسالة المستمرة

إن رسائل الشيخ محمد علم الدين لا تنتهي بانتهاء اليوم الدراسي، بل تظل محفورة في عقول وقلوب الطلاب الذين يعتبرون هذه الرسائل مصدر إلهام دائم لهم.

فكل رسالة تحمل معها توجيهًا جديدًا، ودعوة إلى التفكر في أهمية الأخلاق ودورها في تحقيق النجاح الحقيقي في الحياة.

ومن خلال هذه الرسائل، يبرز الشيخ محمد علم الدين ضاحي كواحد من أبرز علماء الأزهر الذين يسعون إلى إحياء القيم الإسلامية الصحيحة في نفوس الشباب، ويعملون بجد لإعداد جيل جديد قادر على قيادة الأمة نحو مستقبل أفضل.

الدور الاجتماعي للأزهر الشريف

إن الدور الذي يقوم به الشيخ محمد علم الدين في معهد أسيوط الأزهري للبنين لا يعكس فقط رسالته الشخصية كعالم ومعلم، بل يعكس أيضًا الدور الكبير الذي يلعبه الأزهر الشريف كمؤسسة دينية وتعليمية في المجتمع المصري والعالم الإسلامي.

فالأزهر ليس مجرد مكان لتلقي العلوم الشرعية واللغوية، بل هو مؤسسة تعمل على بناء الإنسان من جميع النواحي، سواء العلمية أو الأخلاقية.

ومن خلال هذا الدور، يساهم الأزهر في إعداد علماء وقادة قادرين على نشر العلم والخير في المجتمع، ويصبح طلابه نماذج يُحتذى بها في الأخلاق والسلوك.

الشيخ محمد علم الدين: قدوة في العلم والأخلاق

إن الشيخ محمد علم الدين ضاحي يمثل نموذجًا مشرفًا للعالم الأزهري الذي يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه الأجيال الشابة.

ومن خلال رسائله اليومية، التي تحث على الرقي بالأخلاق، يؤكد الشيخ على أن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالعلم والأخلاق معًا.

فالطالب الأزهري، بفضل هذه التوجيهات، ينمو ليصبح ليس فقط عالماً متفوقاً، بل إنسانًا نبيلاً يعمل لخدمة مجتمعه وأمته بكل إخلاص وتفانٍ.

المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى