د. أسامة شعث: نتنياهو يسعى لتأكيد قدرته على استكمال الحرب

قال د. أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يخضع لأي ضغوط لوقف الحرب في غزة ولبنان، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تموّل هذه الحرب ولا تسعى لإنهائها، لأنها تدرك أن إيقاف الحرب قبل تحقيق انتصار واضح لنتنياهو سيعني فشله. لذلك، يحاول نتنياهو إظهار قوته للعالم من خلال استكمال الحرب ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية في آن واحد.

وأضاف شعث في تصريحات خاصة لموقع أخبار الغد أن نتنياهو يبعث برسالة واضحة إلى الجميع بأنه قادر على مواصلة الحرب، بل ويفكر في توسيع نطاقها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وربما المنطقة العربية بأكملها. وهذا يشير إلى أن هناك مصالح غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في استمرار هذه الحرب.

وأشار شعث إلى أن تركيبة المجتمع الإسرائيلي تشير إلى أن 53% من الناخبين الذين صوتوا ضد نتنياهو هم في الواقع أكثر تطرفًا منه، مما يعكس الاتجاه المتطرف داخل إسرائيل ورغبة البعض في القضاء على المقاومة العربية بأي ثمن. وأكد أن هذا التوجه يشكل خطورة كبيرة، حيث يدفع باتجاه تصعيد الصراع مع العالم العربي.

وأكد شعث أن 75% من البنية التحتية في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد تم تدميرها على يد القوات الإسرائيلية، ولكن ذلك لم ينجح في القضاء على المقاومة الفلسطينية. وأضاف أن نتنياهو يستغل انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الأمريكية لتمرير مخططاته التوسعية دون معارضة دولية كبيرة.

كما أضاف شعث أن نتنياهو، في كتاباته السابقة، أشار إلى نيته تنفيذ عملية تهجير شاملة للشعب الفلسطيني من الأراضي المحتلة، وأنه يسعى الآن لتطبيق هذه الرؤية على أرض الواقع. وأوضح أن نتنياهو يعارض بشكل قاطع حل الدولتين، وهو ما يجعل “صفقة القرن” التي كان يدعمها الرئيس السابق دونالد ترامب بعيدة عن التحقيق، حيث لا ترغب إسرائيل في وجود دولة فلسطينية بجوارها.

واختتم شعث حديثه بتحذير من أن نتنياهو يسعى لاستغلال هذا الصراع لتحقيق أهدافه الشخصية والسياسية على حساب السلام والاستقرار في المنطقة، مما يستدعي تحركًا عربيًا ودوليًا عاجلًا لمواجهة هذا التهديد.