تقارير

قصف الكولا: تصعيد كارثي يغير معالم الصراع في لبنان

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تصعيدًا غير مسبوق منذ فجر اليوم الاثنين، حيث تعرضت منطقة الكولا لقصف جوي إسرائيلي مكثف، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.

وتعتبر هذه الغارات الأولى من نوعها التي تستهدف قلب العاصمة منذ اندلاع الصراع، مما يعكس تصعيدًا دراماتيكيًا في الحرب الإسرائيلية على لبنان.

المعلومات الأولية تشير إلى مقتل أكثر من 12 شخصًا وإصابة العشرات في الغارات التي طالت مناطق عدة، بما في ذلك البقاع الشمالي والهرمل.

وفي سياق متصل، استهدفت غارة أخرى الجمارك السورية في منطقة يابوس عند الحدود مع لبنان، مما يعكس توسيع نطاق الهجمات الإسرائيلية لتشمل الأهداف المتاخمة للحدود.

تضمن الهجوم الأخير استهدافًا مباشرًا لثلاثة من قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث قُتلوا في غارة استهدفت شقة سكنية في حي الكولا.

والقتلى هم محمد عبد العال، عماد عودة، وعبد الرحمن عبد العال، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة وأثار ردود فعل قوية من الأطراف المعنية.

تُعد منطقة الكولا ذات الكثافة السكانية العالية وقربها من الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار بيروت، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا.

وقد أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل الإعلام أضرارًا كبيرة في المباني والمرافق المحيطة، حيث تهدمت أجزاء من الشقة المستهدفة.

إلى جانب ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له عن قيام طائراته بشن غارات على عدد من الأهداف المرتبطة بحزب الله في منطقة البقاع، مدعيًا استهداف مواقع إطلاق صواريخ ومخازن للأسلحة.

وتأتي هذه الهجمات في إطار حملة عسكرية متواصلة تستهدف تقويض قدرة حزب الله على تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل.

في الأيام القليلة الماضية، تكبد لبنان خسائر فادحة، حيث أفادت وزارة الصحة اللبنانية بمقتل 132 شخصًا نتيجة الغارات الإسرائيلية خلال 24 ساعة فقط.

وتمثل هذه الأرقام تجسيدًا حقيقيًا للكارثة الإنسانية التي تمر بها البلاد، وسط تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

على صعيد آخر، استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية في اليمن أيضًا، حيث أعلنت عن غارات أدت إلى مقتل خمسة وإصابة 44 آخرين.

وتأتي هذه الضغوط العسكرية المتزايدة في ظل الوضع الإقليمي المتوتر، حيث يستمر الحوثيون في تهديد إسرائيل بإطلاق صواريخ، مما يفاقم الأوضاع ويزيد من خطر اندلاع نزاع أوسع.

وفي ظل هذه الأوضاع المتدهورة، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من عواقب تفشي النزاع في المنطقة، داعيًا إلى ضرورة تجنب أي تصعيد إضافي.

ولكن، يبدو أن التصعيد العسكري من قبل إسرائيل لن يتوقف في الوقت الراهن، في ظل الأوضاع المتشابكة والمعقدة التي تعيشها المنطقة.

وهذه الأحداث ليست مجرد جزء من الصراع العسكري، بل تعكس أزمة إنسانية متفاقمة.

ومع تصاعد القتال، يظل المدنيون هم الأكثر تأثرًا، إذ يواجهون تحديات البقاء والنجاة في ظل هجمات متواصلة.

وإن الضغوط العسكرية والسياسية ستؤثر بلا شك على مستقبل لبنان، مما يجعل المشهد أكثر تعقيدًا في الأيام والأسابيع المقبلة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى