مقالات ورأى

الدكتور أيمن نور يكتب : رحيل حسن نصرالله آخر الرجال المحترمين.

يرحل الرجال الكبار ليتركوا في القلب وجع و غصة، وفي الواقع فراغًا لا يمحوه النسيان ولا تطويه الأيام.
الشهيد السيد حسن نصرالله هو الرجل الذي طالما ارتبط اسمه بمصطلح المقاومة والكرامة،

اختار طريق النضال ضد إسرائيل ولهذا يأتي سقوطه شهيدًا، في قلب المعركه الدائره الان في #لبنان ،كما عاش دائمًا في قلب هذه المعركة.
غاب القائد الذي لم تنحرف بوصلته يومًا تحديدا في الصراع مع إسرائيل
فهو لم تهتز عزيمته يوما ،أمام أعتى التحديات، رغم عواصف الخلاف الداخلي والضغوط الخارجية .
التقيت الشهيد السيد حسن نصر الله ،


شخصيا لمرات عديدة في تسعينات القرن الماضي ، وقبل إقامتي في لبنان-لمدة عامين (٢٠١٣ -٢٠١٥)
كان اخرها وقت استشهاد نجله هادي في معركة مع إسرائيل وصدمت عندما كنت ذاهبا اليه للتعزية ،مرتديا رابطه عنق سوداء

فوجدت الرجل مرتديا ملابس وعمامه بيضاء !!
ومتهلل المشاعر ومبتهج وكاننا في حفل زفاف

وليس في عزاء !
عندما استجمعت بعض عبارات التعازي قال لي اننا نتلقى فقط التبريكات في الشهداء‼️
بالفعل اختلفت وجهات النظر ما بعد ٢٠١٣/٢٠١٤، تحديد افي موقف ودور الحزب في سوريا واليمن
لكنها لم تختلف أبدا في القضية الفلسطينية
اشهد أن السيد الشهيد حسن نصر الله لم يكن زعيمًا -عاديًا -بل كان نموذجًا للصلابة في وجه العواصف ،رمزًا لأجيال عاشت وتأثرت بمواقفه وكلماته. (أنا واحدا منهم) كأن الفقيد،رجلًا -استثنائيًا-بامتياز، اجتمع في شخصه الحلم والجرأة، والبساطة والعنفوان. ▪️الابتسامة الرائعة ، والنظرة الثاقبة .

وكان حتى في لحظات الخلاف (حول سوريا)

التي كانت احد اهم اسباب مغادرتي للبنان ٢٠١٥ وعدم زيارتها ل ٨سنوات متصلة
لكن الرجل ظل حاضرًا بشموخ لا يُنكر في عقلي ومشاعري.

هو رجل ناضل ببسالة
اخطأ واصاب
انتصر وتراجع
لكنه لم يخن قضيته المركزية القضية الفلسطينية أبدًا.

إعلان رحيله ليس مجرد حدث، بل هو محطة في تاريخ أمة بأكملها.
فمنذ بزوغ نجم السيد حسن نصر الله، كان واضحًا أن لبنان والمقاومة العربية قد شهدتا ميلاد قائد لا يشبه الآخرين.~لا من طائفته او من جيله ~او اقرانه من ساسة لبنان -وكثير منهم اقرب الى سياسيا وفكريا- لكنها -شهادة حق –
لرجل في زمه الله ورحمته
في جحيم الارض
نختلف ونتفق
لكن لا احد يمكن ان ينكر ان الرجل في كل معركة، كان يقف بصلابة مدافعًا عن الاراضي اللبنانية المحتلة،
فقاد حربًا مفتوحة ضد الاحتلال الصهيوني، ولم يستسلم حتى تكللت جهوده بانتصار المقاومة في تحرير جنوب لبنان عام 2000.
▪️كان هذا النصر التاريخي شهادة على قوة الرجل وعزيمته التي لم تلن.
لم تتوقف معاركه عند حدود لبنان، بل امتدت إلى غزة، حيث كان سندًا وداعمًا للمقاومة الفلسطينية، يقدم لها المساندة والتأييد في كل مواجهة.
حسن نصر الله لم يكن قائدًا، لحزب سياسي او ديني او طائفي ،كي يأتي بعده من يخلفه، فهو رمزًا للمقاومة العربية والإسلامية في وجه الاحتلال الصهيوني.
خطبه كانت تشعل قلوب الجماهير، تشد على أيادي المقاومين، وتؤكد أن الكفاح ضد الظلم والاحتلال هو :- قدرٌ لا مفر منه.

بوجهٍ صارم وكلمةٍ لا تعرف الضعف، أسس حسن نصر الله لرؤية سياسية عربية وإسلامية متفردة. ▪️ورغم كل الخلافات التي نشأت حول موقفه من الأزمة السورية، إلا أن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أنه كان لديه مبررات واضحة -اختلف معها بطبيعة الحال –
لكنها شديدة التعقيد والحساسية في ظل حسابات التوازنات والارتباطات الاقليمية والدولية
الشهيد نصرالله كان دوله وليس فقط رجل دولة بامتياز
كاريزما نادرة كانت تلامس قلوب الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج
رجل يلهم بحضوره ويحكم بمسؤوليته،
نعم ..تأرجحت الآراء حوله، ولكن بقيت شخصيته ساحرة ،وآثره

سيناريوهات ما بعد غياب حسن نصر الله:

ما قبل 27 سبتمبر٢٠٢٤ ليس كما بعده!
فهو يوم مفصلي لـ”حزب الله” وللبنان وللمنطقة باكلمها.
▪️فهذه الجريمة الاسرائيلية ترتقي الى جريمة حرب، لن تمر ، وسيكون لها تداعيات كبيرة وضخمة
▪️واولى تداعياتها ستكون على “اسرائيل”، لما سيتبع ٢٧ سبتمبر من تحولات جذرية في نهج الحرب الدائرة بين فصائل المقاومة ، في العديد من الدول وبين جيش الاحتلال.
▪️احسب ان ليلة 27 سبتمبر ادخلت المنطقة في مرحلة جديدة خطرة ودقيقة جداً، لن يسلم منها احد.
▪️ويمكن الاشارة إلى ~اهم المتغيرات~
بعد استشهاد السيد حسن نصر الله…هي:-

مستقبل حزب الله:
غياب السيد حسن نصر الله يفتح باب التساؤلات حول مستقبل حزب الله. الحزب الذي استمد قوته من شخصية نصر الله وكاريزمته، يواجه اليوم تحديًا كبيرًا يتمثل في ضرورة الحفاظ على وحدة الصف وتماسك القيادة. هل سيتمكن الحزب من تجاوز هذه المرحلة الانتقالية دون أن يفقد تأثيره على الساحة اللبنانية والعربية؟
-و للأسف الشديد لا اعتقد أن اجابة السؤال ايجابية-

الوضع اللبناني الداخلي:
داخليًا، يشكل غياب نصر الله زلزالًا سياسيًا للبنان. حزب الله كان أحد الأعمدة الرئيسية في النظام السياسي اللبناني، وغياب زعيمه قد يؤدي إلى اضطرابات داخلية قد تستغلها الأطراف السياسية الأخرى.
فهل سيستطيع الحزب الحفاظ على تماسكه وتوازنه؟ أم أن هذا الغياب سيفتح المجال أمام صراعات جديدة على النفوذ والسلطة؟

الوضع الإقليمي والدولي:
▪️على الصعيد الإقليمي، يعتبر غياب نصر الله حدثًا مفصليًا في موازين القوى. إسرائيل، التي كانت ترى في نصر الله عدوًا صلبًا، قد تسعى لاستغلال هذا الفراغ لإعادة ترتيب أوراقها في لبنان وفلسطين. في المقابل، القوى الإقليمية الأخرى، خاصةإيرانبقيادتها الجديدة التي ستجد نفسها أمام تحديات جديدة للحفاظ على مواقعها ونفوذها في المنطقة.
▪️أما على المستوى الدولي، فإن غياب نصر الله قد يكون فرصة لبعض القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، لإعادة صياغة سياساتها تجاه لبنان والمنطقة بأسرها.

الصراع العربي الإسرائيلي:
في غياب نصر الله، ستشهد الساحة الإقليمية فراغًا كبيرًا في جبهة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني. كان نصر الله واحدًا من أعتى أعداء إسرائيل، ورغم قدرات حزب الله العسكرية الكبيرة، فإن غياب قيادته التاريخية سيؤثر على توازن القوى. **فهل سيظل الحزب قادرًا على حمل راية المقاومة؟ أم أن إسرائيل ستسعى لفرض معادلة جديدة تستغل فيها هذا الغياب؟
موقف إيران في المنطقة:
إيران، الحليف الأبرز لحزب الله، ستجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم موقفها في ظل غياب نصر الله. كان نصر الله حلقة الوصل الأساسية بين طهران وحزب الله، ومع رحيله، قد تواجه إيران تحديات كبيرة في كيفية المحافظة على تأثيرها ونفوذها داخل لبنان وفي المنطقة.

موقف القوى الكبرى: أمريكا وفرنسا:


أما على مستوى القوى الكبرى، فإن الولايات المتحدة وفرنسا قد تنظران إلى غياب نصر الله كفرصة لإعادة تشكيل الخريطة السياسية في لبنان. **هل ستتخذ أمريكا مواقف أكثر حدة تجاه

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى