عربي ودولى

تصعيد كارثي: صواريخ من لبنان تهز أركان الأمن الإسرائيلي

في حدث غير مسبوق، دوت صافرات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية سبع مرات متتالية خلال ساعات الفجر، بدءًا من الساعة الواحدة قبل فجر اليوم وحتى منذ قليل الساعة السادسة والنصف صباحاً.

ما يثير القلق أن هذه المستوطنات، التي تبعد أكثر من 40 كيلومترًا عن الحدود اللبنانية، أصبحت هدفًا لصواريخ أُطلقت من أراضٍ تشتعل بالصراعات.

لقد أظهرت هذه الليلة كيف أن الحملة الجوية العنيفة التي تقودها إسرائيل لم تفلح في تحقيق أهدافها، بل على العكس، كشفت عن صمود المقاومة وقدرتها على إيلام العدو، مما يُظهر زيف الادعاءات الإسرائيلية بتمكنها من تدمير منصات إطلاق الصواريخ.

تُعتبر صواريخ “فادي 1″ و”فادي 2” التي استُخدمت في هذا الهجوم جزءًا من arsenal متنوع، حيث يأتي الأول بعيار 220 ملم ومدى يصل إلى 80 كيلومترًا، بينما الثاني بعيار 302 ومدى يصل إلى 105 كيلومترًا.

وقد جاءت هذه الضربات بعد توقف دام لعدة أشهر، مما يبرز قدرة المقاومة على تطوير استراتيجيات جديدة وتكييفها مع الظروف المتغيرة.

والمثير أن هذه الصواريخ تُعتبر الأولى من نوعها التي تُستخدم منذ 8 أكتوبر، وهو ما يلفت الانتباه إلى تغييرات جذرية في سلوك المقاومة.

وفي سياق المعارك الجوية، لم تلجأ المقاومة إلى استخدام الصواريخ الدقيقة في هذا الهجوم، مما يدل على اعتمادها على القوة النارية التقليدية.

ومع ذلك، تبين أن المنشآت التي أُطلقت منها الصواريخ لم تتأثر بالغارات الإسرائيلية، مما يطرح تساؤلات حول فعالية هذه الحملات وأهدافها.

على صعيد آخر، لم يتطرق حزب الله في بيانه الرسمي إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها الضاحية الجنوبية، بما في ذلك اغتيال القادة والهجمات العسكرية، مما يدل على استراتيجية متعمدة في توجيه الرسائل.

وإن تركيز الحزب على هذا المدى من العمليات الهجومية يمكن اعتباره بمثابة رد مباشر على الغارات الإسرائيلية، حيث يُظهر رغبة في تعزيز الروح القتالية داخل صفوف المقاومة ويؤكد على عدم الاستسلام أمام الضغوط.

تتوسع جبهة الإسناد التي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى كبح جماحها، مع استمرارية التهديدات من لبنان.

والهجمات المتكررة من مناطق الجنوب نحو الجليل الأسفل ومدينة حيفا تشير إلى تكثيف أنشطة المقاومة، بينما تتعاظم مخاوف إسرائيل من تصاعد هذا التحدي.

كما أن اعتراض طائرة مسيرة فوق مطار رامون في إيلات يعكس استمرار الأنشطة العسكرية على الحدود، مما يُعزز من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

يتضح من مجمل الأحداث أن التطورات الأخيرة تشير إلى تصعيد عسكري خطير قد يُدخل المنطقة في دوامة جديدة من العنف.

وإن استمرار إطلاق الصواريخ والعمليات العسكرية الأخرى قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، ويدعو المجتمع الدولي إلى التدخل قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.

وإن الأبعاد الاستراتيجية لهذه الصراعات ليست فقط عسكرية، بل تشمل أيضًا تداعيات إنسانية وسياسية قد تؤثر على الجميع في المنطقة.

وفي خضم هذه الأوضاع المتوترة، يبقى السؤال الأهم: هل ستستمر التصعيدات هذه لتقود إلى مواجهة شاملة، أم أن هناك فرصة للتوصل إلى تهدئة؟

ما زالت الأنظار موجهة إلى التطورات القادمة، إذ يُظهر الواقع أن الأمل في تحقيق السلام يبدو بعيدًا في ظل هذا التصعيد المتزايد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى