محافظات

التربية الإيجابية في ندوة إعلام منفلوط: إنقاذ الجيل أم تعميق الأزمات؟

في ظل تصاعد القلق حول مستقبل الأجيال الجديدة، نظم مركز إعلام منفلوط لقاءً حوارياً استثنائياً حول “التربية الإيجابية ودورها في خلق جيل قوي ومتماسك”.

هذا القاء أنعقد في يوم 16 سبتمبر 2024، جاء ضمن الحملة الإعلامية الواسعة تحت شعار “إيد في إيد .. هننجح أكيد”، والتي تسعى للتوعية بالمبادرات الرئاسية والتي أطلقها قطاع الإعلام الداخلى برعاية الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات وتحت رئاسة الدكتور احمد يحيي رئيس قطاع الإعلام الداخلي

تحدث مدير عام إعلام وسط الصعيد، محسن محمد جمال، عن أهمية هذا اللقاء كجزء من الجهود الرامية إلى بناء إنسان متمكن وقادر على مواجهة التحديات. واستعرضت منى أحمد قطب، مدير مركز إعلام منفلوط، الأبعاد المختلفة للتربية الإيجابية وكيف يمكن أن تسهم في تقليل مظاهر العنف والتفكك الأسري.

الحديث في اللقاء تناول دور الأسرة والمدرسة في غرس القيم والمبادئ لدى الأطفال، خصوصاً في مراحلهم المبكرة والمراهقة. شارك في النقاش مجموعة من الخبراء، بينهم الدكتورة شاهيناز فرغلي زكي، التي سلطت الضوء على أهمية الحوار كأداة لبناء الثقة وتعزيز التواصل الفعال بين الأجيال.

أثارت المديرة الاجتماعية، زينب محمود، قضية ملحة تتعلق بأساليب التربية التقليدية، مؤكدة على ضرورة الاستماع للأبناء واحترام آرائهم. وقدمت رؤيتها حول التربية الإيجابية، مشددة على أهمية التشجيع وليس المقارنة، حيث أن المقارنة قد تؤدي إلى شعور باليأس والإحباط بين الأطفال.

في الوقت نفسه، تناول الدكتور عبد الحافظ عمران التحديات التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة. فقد أشار إلى أن وجود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يضيف عبئاً إضافياً على الأهل، مما يتطلب منهم أن يكونوا أكثر وعيًا ومتابعة لأبنائهم. ولفت الانتباه إلى ضرورة تقديم النصح بشكل هادئ ومنطقي بدلاً من استخدام أساليب الأمر والنهي، التي غالباً ما تؤدي إلى عناد الأطفال.

كما تناولت أمل عمران، مسؤولة الإعلام والتثقيف الصحي، بعض المبادرات الصحية الرئاسية مثل “100 مليون صحة”، مشيرة إلى أهمية هذه البرامج في تحسين صحة المجتمع. وأكدت أن هذه المبادرات تُعتبر حقًا لكل فرد، مما يعزز أهمية الوعي الصحي ضمن استراتيجية التربية الإيجابية.

تفاعل الحضور بشكل ملحوظ خلال النقاش، حيث طرحوا العديد من الاستفسارات والأفكار. تنوعت الفئات الحاضرة لتشمل معلمين، أخصائيين اجتماعيين، وأولياء أمور، مما عكس عمق المشكلة وضرورة التفكير الجماعي في حلول فعالة.

ختاماً، يثير هذا اللقاء تساؤلات حقيقية حول فعالية التربية الإيجابية في ظل التحديات المعقدة التي تواجه الأجيال الجديدة. هل ستسهم هذه الأساليب في بناء جيل قوي حقًا، أم أن الوضع يتطلب استراتيجيات أكثر جرأة لمواجهة الأزمات المتزايدة في المجتمع؟ الإجابة تحتاج إلى مزيد من النقاش والتفكير العميق، إذ تبقى مسؤولية بناء الأجيال القادمة على عاتق الجميع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى