مؤامرة قويسنا .. هل يُسكت الفساد صوت الوفد
في خضم الأزمات التي يعيشها حزب الوفد، يتردد صدى كلمة واحدة تتعلق بمؤامرة خطيرة تهدف إلى إسكات الأصوات المنادية بالشفافية والمحاسبة.
وهذه المؤامرة، التي أُطلق عليها “مؤامرة قويسنا”، تأخذ أبعادًا شائكة ومتعددة تعكس الانقسامات الداخلية والمشاكل الهيكلية التي يعاني منها الحزب.
وفي هذا السياق، موقع “أخبار الغد” يستعرض تفاصيل هذه المؤامرة، آراء أعضاء الحزب، والمختصين، ويتناول الآثار المحتملة على مستقبل الوفد.
خلفية الأحداث
مؤخراً، تلقى عدد من قدامى قيادات الوفد دعوة من عصام الصباحي، عضو الهيئة العليا ورئيس اللجنة العامة للحزب بالمنوفية، لحضور لقاء مع رئيس الحزب عبدالسند يمامة.
وكان اللقاء يُفترض أن يكون فرصة لتقريب وجهات النظر، لكن الأمور أخذت منحى آخر. اللقاء الذي تم تنظيمه في إحدى الكافيهات بالدقي، شهد حوارًا طويلًا أبدى فيه القيادات مخاوفهم بشأن تدهور وضع الحزب، وضرورة الشفافية في إدارة الميزانية.
أعضاء الوفد: صوتهم في المعركة
تقدم كل من محمد الزاهد، فؤاد بدراوي، حسين منصور، محمد حلمي سويلم، محمد عبده، وطارق سباق، بمطالب واضحة لرئيس الحزب.
تمحورت مطالبهم حول ضرورة عرض ميزانية الحزب والجريدة على اجتماع الهيئة العليا، وإقالة الدكتور أيمن محسب من إدارة الصحيفة، وكذلك عدم تدخل محسب في العلاقة مع تنسيقية شباب الأحزاب. ولكن، كانت ردود عبدالسند يمامة فاترة، حيث اكتفى بالابتسام وعدم الالتزام بأية تعهدات.
التحليل: تساؤلات مشروعة
لكن، ما الذي يدفع عبدالسند يمامة لتجاهل مطالب القيادات؟ وهل يُعزى ذلك إلى مخاوف من كشف الحقائق المظلمة المتعلقة بميزانية الحزب؟ وفقًا لمصادر مطلعة، فإن محسب، الذي يُعتقد أنه مرتبط بديون تصل إلى 12 مليون جنيه، قد يلعب دورًا رئيسيًا في تلك المؤامرة، مما يثير العديد من التساؤلات حول نزاهته.
تآمر أم سوء إدارة؟
عندما اجتمع القدامى مع يمامة، كان الواضح أن الرئيس لا يرغب في سماعهم. تلك الاستجابة قد تُعبر عن وجود مؤامرة، ولكنها قد تعكس أيضًا فشلًا إداريًا وعدم قدرة على التعامل مع الأزمات. فهل يتعرض الحزب لعملية تدمير ذاتي بسبب قياداته الحالية؟
قلق مختصين حول مستقبل حزب الوفد: صراعات داخلية وحاجة للشفافية
في حديث مع عدد من المختصين في الشأن الحزبي والسياسي، عبروا عن قلقهم العميق بشأن الوضع الراهن لحزب الوفد.
ويقول الدكتور جمال المصري، أستاذ العلوم السياسية، “ما يحدث داخل حزب الوفد هو انعكاس لصراع قوى داخلية، ويجب على الأعضاء أن يكونوا أكثر حذرًا”.
بينما أشار الدكتور عادل سعيد، خبير في الشؤون الحزبية، إلى أن “الشفافية والمحاسبة هما المفتاحان الرئيسيان لإنقاذ الحزب من الانهيار”.
خدعة قدامى الوفديين
تشير مصادر إلى أن عصام الصباحي قد خدع قدامى الوفديين بتنسيق مع عبدالسند يمامة. الثمن، وفقًا لما يُقال، هو أمانة الصندوق، والتخلص من الدكتور ياسر حسان الذي لم يتسلم مهام منصبه حتى الآن. والأمر الذي يطرح تساؤلات جديدة حول ما إذا كان هناك بالفعل خطة مدروسة لتفكيك الحزب من داخله.
الأثر المتوقع
إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن حزب الوفد قد يواجه حالة من الانهيار الداخلي. وفي الوقت الذي يسعى فيه عبدالسند يمامة إلى تلميع صورته، قد يجد نفسه في مواجهة تحديات أكبر من تلك التي يتخيلها.
فالصمت الذي يسيطر على الحزب قد يكون علامة على تآكل الثقة بين أعضائه، مما يعجل من فقدانهم للأمل في التغيير.
التصريحات المُقلقة
في تصريحات له، أكد فيصل الجمال، أمين صندوق حزب الوفد سابقاً، أن الأعضاء يجب أن يكونوا يقظين لما يجري. “إذا استمر السكوت، فإن الأمور ستتجه نحو الأسوأ، وستكون هناك تداعيات كارثية على الحزب بأكمله”، يقول الجمال.
طريق التغيير
ويبدو أن حزب الوفد يقف عند مفترق طرق. هل سيكون هناك من ينقذ الحزب من مصيره المظلم، أم سيظل الجميع مشغولين بمصالحهم الشخصية في ظل الفساد المستشري؟
وفي الوقت الذي تتوالى فيه التحذيرات من قيادات الحزب، يتوجب على الجميع أن يسألوا أنفسهم: “أين ميزانية الحزب؟ وأين مستقبل الوفد؟”
المسؤولية تقع على عاتق الأعضاء، ولا بد من الوقوف ضد الفساد والمطالبة بالشفافية. إذا لم يتحركوا الآن، فستكون النتائج وخيمة. إن الوقت ليس في صالحهم، فهل سيستجيبون؟