مصر

مصر: موجة جديدة من الوجود الأجنبي تتجاوز التوقعات

في تطور غير مسبوق، تتصدر الجاليات الأجنبية المشهد السكاني في مصر، حيث كشف تقرير حديث عن أرقام صادمة لأعداد المقيمين من دول عربية وإفريقية مختلفة.

وتتنوع هذه الجاليات بين دول الجوار والصراعات الإقليمية، ما يعكس تغيرات جذرية في الخارطة السكانية المصرية وتأثيراتها على المشهد الاجتماعي والاقتصادي.

الجالية السودانية تتصدر المشهد بلا منازع، حيث تجاوز عدد المقيمين السودانيين في مصر حاجز 4 مليون و300 ألف، ما يجعلهم أكبر جالية أجنبية في البلاد.

ويأتي هذا التدفق نتيجة لعوامل متعددة أبرزها الاضطرابات السياسية والأوضاع الاقتصادية المتدهورة في السودان، ما دفع العديد إلى اللجوء لمصر بحثًا عن فرص معيشية أفضل.

في المرتبة الثانية، جاءت الجالية السورية التي ارتفع عدد أفرادها إلى مليون و700 ألف مقيم. هذا العدد الكبير يعكس تأثير الحرب الأهلية المستمرة في سوريا، التي أجبرت الملايين على الفرار بحثًا عن الأمان والاستقرار.

ومصر كانت وجهة رئيسية للسوريين، حيث يجدون فيها مجتمعًا داعمًا نسبيًا مقارنة ببلدان أخرى.

الجالية الفلسطينية تأتي في المركز الثالث بعدد يصل إلى 450 ألف مقيم. رغم تاريخ اللجوء الفلسطيني الطويل، إلا أن هذه الأعداد تعكس استمرار تدفق الفلسطينيين إلى مصر على مدار السنوات، نتيجة للصراع المستمر في الأراضي الفلسطينية.

الجاليات الأخرى التي تشكل جزءًا من النسيج المصري تشمل الجالية اليمنية التي بلغت 289 ألف مقيم، والليبية التي وصل عدد أفرادها إلى 224 ألفًا. كما يتواجد في مصر 190 ألف عراقي و147 ألف إثيوبي و75 ألف من إريتريا.

الجاليات الأفريقية أيضًا لها وجود ملحوظ، إذ تضم مصر نحو 71 ألف مقيم من جنوب السودان و50 ألف صومالي، ما يعكس التحديات التي تواجه تلك الدول من نزاعات داخلية وأزمات اقتصادية، والتي تدفع مواطنيها للبحث عن ملاذ في مصر.

وهذه الأرقام تفتح باب التساؤل حول قدرة مصر على استيعاب هذا الكم الهائل من الوافدين والتحديات التي قد تفرضها هذه الجاليات على الموارد والخدمات، مما يستدعي مناقشة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لهذا الملف المعقد والشائك.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى