السعودية والإفتاء: حسم الجدل حول وحدة الأديان
الإفتاء السعودي وقرار وحدة الأديان
في خطوة فاجأت الكثيرين، أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية فتوى واضحة ومباشرة بشأن الدعوة لوحدة الأديان. وقد تمحورت الفتوى حول الدعوات الأخيرة التي تهدف إلى إنشاء مجتمع ديني مشترك بين الإسلام واليهودية والمسيحية، والتي عُرفت أيضًا بمصطلح “البيت الإبراهيمي”. حيث أكدوا على وجود اختلافات جذرية بين الديانات وأن الإسلام هو الدين النهائي والحق.
تفاصيل الفتوى وأبعادها
استعرضت اللجنة البحوث والأسئلة الواردة إليها المتعلقة بتوحيد الأديان، بما في ذلك مشاريع بناء المعابد والكنائس والمساجد في بيئات مختلفة. وتضمنت الفتوى تأكيدًا على عقيدة المسلمين بأن دين الإسلام هو الدين الحقيقي والمهيمن، حيث قال الله تعالى: “إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ”. لذا تعتبر الدعوات لوحدة الأديان غير متوافقة مع المبادئ الإسلامية الأساسية.
ردود الفعل وتأثير الفتوى
حسمت الفتوى الجدل القائم وشددت على أهمية التمسك بمبادئ العقيدة الإسلامية. تفاعلت المجتمعات الإسلامية مع هذه الفتوى، حيث رأى البعض فيها تجسيدًا للهوية الإسلامية، في حين رآها آخرون كتعزيز للانقسام بين الأديان. ومع استمرار الجدل، تبقى الفتوى بمثابة مرجع أساسي يُستند إليه في النقاشات المستقبلية حول وحدة الأديان والممارسات الدينية.
ثانياً: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام: أن كتاب الله تعالى: (القرآن الكريم) هو آخر كتب الله نزولاً وعهداً برب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل؛ من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها.
ثالثاً: يجب الإيمان بأن التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان، كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم.
رابعاً: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام: أن نبينا ورسولنا محمداً هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
خامساً: ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم، وتسميته كافراً ممن قامت عليه الحجة، وأنه عدو لله ورسوله والمؤمنين، وأنه من أهل النار.
سادساً: وأمام هذه الأصول الاعتقادية، والحقائق الشرعية، فإن الدعوة إلى (وحدة الأديان) والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد، دعوة خبيثة ماكرة، والغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجر أهله إلى ردة شاملة.
سابعاً: وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله.
ثامناً: إن الدعوة إلى (وحدة الأديان) إن صدرت من مسلم فهي تعتبر (ردة صريحة عن دين الإسلام) لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد، فترضى بالكفر بالله، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الشرائع والأديان، وبناءً على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعاً، محرمة قطعاً بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع.
تاسعاً: وبناءً على ما تقدم:
١- فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياُ ورسولاً الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلاً عن الإستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والإنتماء إلى محافلها.
٢- لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد؟ فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد؛ لما في ذلك من الجمع بين الحق (القرآن الكريم) والمحرف أو الحق المنسوخ (التوراة والإنجيل).
٣- كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة: (بناء مسجد وكنيسة ومعبد) في مجمع واحد؛ لما في ذلك من الإعتراف بدين يعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كله، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة، لأهل الأرض التدين بأي منها، وأنها على قدم التساوي، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان، (ولا شك أن إقرار ذلك واعتقاده أو الرضا به كفــر وضلال؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.