مقالات ورأى

يوسف عبداللطيف يكتب: تغييرات وزارية مرتقبة هل تُغير شيئا في المشهد

اقتربت فترة التغيير في الحكومة والسلطة التنفيذية وبدأت التكهنات تتصاعد حول الحركة المحتملة للمحافظين والوزراء وفي ظل هذا الجو المشحون بالتكهنات والتوقعات، يظل الكثير من الناس غير مهتمين بهذه الأحداث

فقد أتصل بي صديق اليوم يسألني عن حركة محافظين وتغييرات وزارية مرتقبة ويعبر عن رأيه أو قلقه بخصوص هذه التغييرات فأجبته بأنني غير مهتم بالتغييرات ولم يخف صديقي المقرب عن إهمالي لهذه الأخبار، حيث أبلغته بأنني لا أملك أي معلومة حولها

فعلى الرغم من كوني لا أهتم بتغييرات الحركة الوزارية، فإنني أستمد إيماني من حقيقة أن السياسة والإعلام في مصر تعمل وفقًا لمعايير مسبقة ومحددة بشكل صارم.

ولم يعد لدى الصحف ووسائل الإعلام الكبيرة نفس الثقة التي كانت تتمتع بها في الماضي، حيث أصبحت مجرد وسائل لنشر بيانات حكومية وتلميع الصورة الحكومية وتبرير السياسات المتبعة. وبالرغم من جهودها، يظل الكثير من المواطنين بلا اهتمام بأخبارها وإصداراتها.

وعلى الرغم من اهتمامي المتزايد بالشؤون السياسية، إلا أن موقفي يعكس عدم اكتراثي لهذه التطورات وتلك هي ثقافة السياسة والإعلام التي نعيشها اليوم، حيث يبدو أن “أحمد” يشبه “الحاج أحمد”، كمثال عن الكثيرين، يتحرك بينما أحداث الحياة تسير وفقًا لمسلسل معقد من الأحداث المجدولة مسبقًا وقد يكون ذلك بسبب الشعور بعدم القدرة على التأثير على هذه القرارات

بالطبع، النهج السياسي والمؤسسات الصحفية تلعب دوراً حيوياً في نشر الأخبار والتوجيهات السياسية. ومع ذلك، قد يكون لدينا الشعور بأن تلك المؤسسات لم تعد تمارس دورها بشكل فعال، وأنها قد تحولت إلى أدوات للترويج للسياسات الحكومية بدلاً من نقل الأخبار بشكل محايد وموضوعي.

وفي الوقت الذي يتحدث به البعض عن هذه التطورات بشغف واهتمام، يفضل البعض الآخر أن يبقى غير مهتم بها وربما يكون الإفادة الحقيقية من هذه التغييرات والحركات هو الحاجة لتقييم النظام السياسي والإعلامي بشكل عام .. هل يعكسون بالفعل مصالح الشعب وينقلون أصوات الناس بشكل صحيح؟ أم أنها أدوات لتحقيق أهداف معينة دون مراعاة الرأي العام؟

وعندما نتحدث عن التغييرات الصحفية وحركات المحافظين والوزراء، يجب أن نفهم أن القوى السياسية والمؤسسات الإعلامية تعمل وفقًا لمصالح وأجندات محددة

ففي الواقع، يبدو أن عدم الاهتمام بالتغييرات الحكومية أمر شائع في هذه الأيام وعلى الرغم من أن التغييرات في الحكومة قد تكون ذات أهمية كبيرة بالنسبة لبعض الناس، إلا أن الكثيرين قد يجدون أنفسهم غير مهتمين بها ويمكن أن يكون السبب وراء ذلك هو التركيز على القضايا الشخصية أو المهنية اليومية التي تشغل وقتهم واهتمامهم. وربما يرجع الأمر أيضًا إلى عدم الثقة في السياسيين والنظام السياسي بشكل عام

وعندما يتحدث الأفراد عن التغييرات السياسية والوزارية، يمكن للبعض الشعور بعدم الاهتمام والاستقرار. يعتقد البعض أن هذه التغييرات لا تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية، حيث يشعرون أن السياسة والمعايير القائمة تحدد سير الأمور بغض النظر عن من يكون في السلطة ونجد البعض أن الصحف أصبحت مجرد وسيلة لنشر بيانات حكومية وتسويق سياسي، دون أن يلتفتوا إلى محتواها

في النهاية، بغض النظر عن السياق السياسي، فإن الهدف الرئيسي هو التأكد من أننا نفهم تأثير هذه التغييرات على حياتنا والمجتمع من حولنا ويبدو أن الكثير من الأشخاص ليسوا مهتمين بالتغييرات السياسية والحكومية وإن كنت لم أكن مهتماً بهذا الأمر، فأنني لست وحيداً. فالعديد منا قد يشعر بالإحباط من الحكومة ويرونها كمجرد مجموعة من الوجوه الجديدة التي لا تحمل أي تغيير حقيقي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى