محافظات

الكهرباء والمياه في بورسعيد: أزمات لا تنتهي وحلول غائبة

تُعتبر مدينة بورسعيد أحد أبرز المدن الساحلية في مصر، ويعتمد سكانها بشكل كبير على خدمات الكهرباء والمياه لتلبية احتياجاتهم اليومية.

ومع ذلك، تعاني المدينة من أزمات مستمرة في كلا القطاعين، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على حياة المواطنين ومستوى معيشتهم.

وفي هذا التحقيق، موقع “أخبار الغد” يستعرض آراء المواطنين والمختصين حول الأزمات المتكررة في خدمات الكهرباء والمياه، وكيف أن الفساد والإهمال يؤثران على حياة السكان.

أزمة الكهرباء: التعتيم والانتقادات

انقطاع مستمر للكهرباء

يُعاني سكان بورسعيد من تكرار انقطاعات الكهرباء، مما يؤدي إلى العديد من المشكلات. تقول زينب عبدالفتاح، ربة منزل: “كثيرًا ما تنقطع الكهرباء لفترات طويلة. هذا يسبب لنا مشاكل كبيرة، خاصةً في الصيف حين يحتاج الجميع إلى التكييف.”

تعطل الأعمال نتيجة انقطاع الكهرباء

تؤثر الانقطاعات المتكررة على الأعمال التجارية، مما يسبب خسائر مالية كبيرة. يقول حسام النمس، صاحب متجر: “أحيانًا تنقطع الكهرباء خلال ساعات العمل، ولا أستطيع تقديم الخدمة للزوار. الأمر يضر بسمعتي وبعملائي.”

الأزمات المائية: قلة الموارد وفساد التوزيع

نقص المياه الصالحة للشرب

تظل مشكلة المياه الصالحة للشرب واحدة من أكبر التحديات. يقول كريم المعلم، موظف حكومي: “المياه التي تتدفق من الصنابير غير نظيفة في كثير من الأحيان، وهذا يمثل تهديدًا لصحتنا.”

قضايا الفساد في توزيع المياه

توجه الاتهامات لبعض المسؤولين بتعطيل الإجراءات الخاصة بتوزيع المياه. وتقول الدكتورة شيرين سليم، أستاذة المياه: “يبدو أن هناك فسادًا في توزيع موارد المياه. يجب على الحكومة التعامل مع الأمر بشكل أكثر جدية.”

الجوانب الإدارية: فشل في إدارة الأزمات

الوعود الحكومية والمشاريع المتعثرة

شهدت بورسعيد وعودًا كثيرة من قبل الحكومة بإصلاح الوضع، ولكن دون تحقيق نتائج ملموسة. يقول الدكتور عادل مراد، خبير الخدمات العامة: “هذا الفشل الإداري يتطلب تدخلًا عاجلاً. نحتاج إلى خطط حقيقية وليس مجرد تصريحات.”

تجاوزات في عملية الصيانة والتشغيل

تُظهر العديد من التقارير أن الصيانة اللازمة لأجهزة الكهرباء ومرافق المياه لم تكن كافية. تقول هالة جاد، ناشطة في مجال الخدمات العامة: “كل سنوات المتابعة لم تساعد في تحسين الأوضاع. الوزارة تحتاج إلى إعادة ترتيب أولوياتها.”

مأساة المواطنين: معاناة مستمرة

قصص شخصية مؤلمة

تتناول قصة فاطمة، التي تعيش مع أولادها الخمسة في بورسعيد، والتي واجهت صعوبات مالية نتيجة فقدان مصادر الدخل بسبب انقطاعات الكهرباء المتكررة. تقول: “لقد خسرت الكثير من الأموال بسبب انقطاع الكهرباء. أحتاج إلى دعم حقيقي.”

فقدان الأمل في تحسين الخدمات

“لا نثق في أن الأمور ستتحسن. لقد سمعنا الكثير من الوعود، لكن الوضع يزداد سوءًا”، يقول عماد، أحد سكان المدينة.

الإرادة الشعبية: دعوات للتغيير

الاحتجاجات والمناشدات

تقاد مجموعة من النشطاء احتجاجات في شوارع بورسعيد للمطالبة بتحسين الخدمات. يقول أحمد جلال، ناشط بين أبناء المدينة: “نريد خدمة للكهرباء والمياه أكثر أمانًا وموثوقية. نحن نشعر باليأس بسبب الوضع الحالي.”

المجتمع المدني ودوره

يسعى المجتمع المدني إلى الضغط على الحكومة لتقديم الخدمات الأساسية. تقول الدكتورة ليلى الهواري، ناشطة حقوقية: “يجب أن يلعب المواطنون دورًا في محاسبة المسؤولين عن الفساد والإهمال.”

التقارير والتوصيات: وراء الكواليس

تواجد منظمات غير حكومية لمراقبة الأوضاع

“نقوم بمراقبة الوضع وإعداد تقارير تتعلق بالكهرباء والمياه لنساعد في تقديم الحلول المطلوبة”، تقول سارة عبد الرحمن، رئيسة إحدى المنظمات غير الحكومية.

التركيز على الاحتياجات المحلية

تشدد على ضرورة إعادة تخصيص الموارد لتلبية احتياجات المواطنين. يقول الدكتور حسن الوكيل، خبير التنمية: “المواطنون لديهم احتياجات أساسية، ويجب على الحكومة الاهتمام بها أولاً.”

الإصلاحات المطلوبة: خطوات نحو الحلول

خطط عاجلة لتحسين البنية التحتية

يجب على الحكومة التحرك بسرعة لتطوير الخدمات. يقول عماد الشافعي، مسؤول حكومي: “نحتاج إلى استثمارات توجيهية عاجلة لتحسين جودة الكهرباء والمياه.”

ذكرى الأمل: ما زال لدى بورسعيد فرصة للتغير

دعوات مستمرة للمشاركة الشعبية

يطلب العديد من النشطاء والجماهير في بورسعيد ضرورة دعم الجهود الشعبية. يقول كريم السعيد، ناشط اجتماعي: “عندما يتكاتف المجتمع سويًا، يمكننا أن نجعل صوتنا يُسمع.”

الأمل في غدٍ أفضل

تظل الأزمات في الكهرباء والمياه في بورسعيد حقيقة مؤلمة تواجه المواطنين، ومع ذلك، تظهر إرادة التغيير والتحدي. إن الدعوات المتكررة للإصلاح والمشاركة المجتمعية تمثل جزءًا من الأمل في تحقيق حياة أفضل للجميع.

إن تحقيق الأمان في توفير الخدمات الأساسية ليس مستحيلًا، وإنما يتطلب إرادة قوية ضخمة من الحكومة والمجتمع على حد سواء. يبقى الأمل معقدًا كما هو، لكن تركيز الجهود على التغيير قد يؤتي ثماره في النهاية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى