محافظات

كابوس القمامة في الإسكندرية: صرخات المواطنين تتعالى والوعود تتلاشى والمشكلة تتفاقم

تتزايد الشكاوى من تكدس القمامة في شوارع المعهد الديني بالإسكندرية، حيث باتت أكوام القمامة تشكل مشهدًا مأساويًا يؤرق حياة السكان.

ورغم وعود المحافظ المتكررة بحل هذه الأزمة، إلا أن الواقع يظل كما هو، مما يثير قلق المواطنين حول صحة وسلامة مجتمعهم.

ويستعرض موقع “أخبار الغد” معاناة المواطنين وآراء المختصين في هذه القضية الغريبة، التي يبدو أنها بلا نهاية.

مشهد مأساوي

تجوب أركان شارع المعهد الديني أكوام القمامة التي تكدست دون حلول فعلية. يتجاهل البعض من مسئولي الإصحاح البيئي هذه الأزمة، فيما تتصاعد الروائح الكريهة التي تؤذي الأنفاس وتسبب الإزعاج للمارة.

وتتحدث أمينة فوزي، ربة منزل، قائلة: “أولادي لا يستطيعون اللعب في الشارع في ظل هذه الفوضى. الأمر لا يطاق، ورائحة القمامة تملأ البيت. عيب على المسؤولين أن يتجاهلوا هذه الأزمة”.

وعملت أمينة على الإشارة إلى أنه قد حدثت حالات من الأمراض التنفسية بين الأطفال بسبب تلوث الجو الناتج عن انتشار القمامة، مما يزيد من القلق في المنطقة.

وعود مالية بلا تنفيذ

على الرغم من الوعود المتكررة من جانب المحافظ والجهات المعنية، يظل الوضع على حاله.

ورصد شوقي عبد الرحمن، أحد سكان المنطقة، العديد من الاجتماعات التي حضرها المواطنون مع المسؤولين، حيث أكدوا على أنهم سيتخذون إجراءات سريعة لحل المشكلة، ولكن شيئًا لم يتغير.

“في كل مرة نقابل المحافظ أو أي مسؤول، نسمع نفس الجمل. نحن نريد أفعال، لا نريد وعودًا فارغة. ما رأيناه من سوء حال الشوارع يعكس فشل الإدارة في التعامل مع القضية”، يقول شوقي بوضوح.

مختصون يتحدثون عن المخاطر

تتوالى الأصوات من مختلف التخصصات الطبية للفت الانتباه إلى المخاطر الصحية الناتجة عن تراكم القمامة.

وتقول الدكتورة رنا سعيد، مختصّة في الصحة العامة: “القمامة ليست مجرد منظر غير جمالي؛ إنها تمثل خطرًا مباشرًا على صحة المواطنين.

والجراثيم والميكروبات تتكاثر في هذه الظروف، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض”.

تضيف: “من المهم أن تتخذ السلطات إجراءات عاجلة للتخلص من القمامة، وعدم الاكتفاء بالزيارات التعبوية أو الإعلامية. صحتنا جميعًا على المحك، والوقت ينفد أمامنا”.

تداعيات بيئية خطيرة

تتجاوز المخاطر الصحية فقط، بل تمتد إلى تداعيات بيئية خانقة. وفقًا لدراسة قام بها المعهد القومي للبحوث، ارتفعت نسب التلوث في منطقة الإسكندرية بسبب تراكم القمامة، مما يؤثر على الحياة البحرية ونقاء الهواء.

ويقول الدكتور طارق عوض، دارس للبيئة: “تأثير القمامة لا يقتصر على الشارع وحسب، بل يتعدى إلى الماء والهواء. إذا لم نتحرك الآن، سنواجه مشاكل بيئية أكبر قد تتطلب سنوات للتعافي منها”.

مطالبات المواطنين

يطالب المواطنون باتخاذ إجراءات فورية وفعالة من قبل الحكومة المحلية. تقول سحر منصور، ناشطة سياسية: “على الحكومة أن تستمع إلى أصواتنا.

ويجب على المسؤولين النزول إلى الشارع ورؤية الواقع الذي نعيشه. نحن في أزمة، وهذه ليست مجرد مسألة تجميل أحياء، بل تتعلق بحياتنا وسلامتنا”.

تضيف سحر: “المواطنون يحتاجون إلى الوعي والتدريب حول كيفية التعامل مع القمامة، لكن المسؤولين يجب أن يتحملوا الجزء الأكبر من المسؤولية.

ويجب أن يتوفر لدينا خدمات جمع القمامة بشكل منتظم، وتعليم المواطنين كيفية التخلص من النفايات بشكل صحيح”.

الحلول المقترحة

تتجه الأنظار نحو عدة حلول يمكن أن تساعد في معالجة الأزمة، ومنها تنفيذ برامج توعية بأهمية النظافة وكيفية التخلص الصحيح من النفايات.

كما يمكن تحديد جدول زمني لجمع القمامة دوماً، بالإضافة إلى توفير حاويات مخصصة للنفايات في كل منطقة.

كما تدعو بعض الأصوات إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني. يقول الدكتور أحمد عادل، خبير في العلاقات العامة: “يجب التنسيق بين جميع الأطراف لوضع إستراتيجية شاملة للتخلص من القمامة

وتحسين معايير النظافة. الأمر يحتاج إلى مشاركة الجميع، ولا يمكن أن يترك الأمر لمسؤول واحد أو جهة واحدة”.

صرخات تحتاج إلى حلول

تتعدد الآراء حول أزمة القمامة في الإسكندرية، لكنها تتفق جميعًا على وجود معاناة حقيقية تلقي بظلالها على حياة المواطنين.

وإن الأمل لا يزال قائمًا في إمكانية إحداث تغيير إيجابي يُعيد الحياة إلى الشوارع، ويضمن حياة صحية وآمنة للجميع.

يواجه المواطنون معه تحديات يومية، وصرخاتهم تطالب بحلول عاجلة وفعالة. إن ردود الأفعال تجاه الانتقادات وحدها لن تكفي، بل يحتاج الوضع إلى استجابات عملية تنقذ الإسكندرية من هذا الكابوس.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى