تحقيق لصحيفة هآرتس يكشف استخدام الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين كـ دروع بشرية
في تقرير مثير للجدل نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، كشفت التحقيقات أن عددًا من العسكريين الإسرائيليين أقروا بأن الجيش الإسرائيلي يستخدم الفلسطينيين كـ “دروع بشرية” خلال العمليات العسكرية، وذلك بعلم القيادات العليا في الجيش.
هذا الكشف أثار جدلاً واسعًا حول الأخلاق القانونية والإنسانية لاستخدام المدنيين كوسيلة في الصراع.
تتضمن شهادات العسكريين المعتدين عبر التحقيق وصفًا للظروف التي يتعرض لها الفلسطينيون، حيث ذكر أحد الجنود أن الجيش يستخدم السكان المحليين للتواجد في مناطق الاستهداف، قائلًا: “هناك غموض في التعليمات. الأمور تتجه نحو استخدام المدنيين كغطاء”.
هذه الممارسات لقيت انتقادات شديدة من قبل منظمات حقوق الإنسان، التي اعتبرت أنها تعد انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى كونها خرقًا للقوانين الدولية.
وقد أعربت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها العميق بشأن ما تم الكشف عنه في التقرير، مُشيرين إلى أنه ينبغي التحقيق بشكل شامل في هذه الشهادات واتخاذ تدابير لمحاكمة المسؤولين.
وأوضح أحد الناشطين المحليين: “لا يمكن لأي جيش، مهما كانت مبرراته، أن يعتبر المدنيين أدوات لتحقيق الأهداف العسكرية. يجب أن تنتهي هذه الانتهاكات”.
من جانبه، دافع الجيش الإسرائيلي عن ممارساته، زاعمًا أن الإجراءات يتم اتخاذها في إطار الدفاع عن النفس ودون اعتداء على المدنيين.
وصرح متحدث باسم الجيش: “الجيش الإسرائيلي يتبنى أعلى المعايير الأخلاقية في الحرب، ويدرك خطورة استخدام المدنيين في العمليات العسكرية”.
وعلاقة بموضوع الدروع البشرية، كانت هناك دعوات للأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتدخل من أجل حماية حقوق الفلسطينيين.
وأكدت تقارير سابقة عن شهداء فلسطينيين سقطوا بسبب ممارسات عسكرية مشابهة، مما يعيد إلى الأذهان ضرورة وجود مراقبة دولية لتجاوزات حقوق الإنسان في المناطق المتأثرة بالنزاع.
وفي ضوء ما تم الكشف عنه في هذا التحقيق، من المتوقع أن تتصاعد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لضمان عدم استخدام المدنيين كجزء من العمليات العسكرية مستقبلًا.
واعتبرت هذه الأنباء أيضًا خطوة إضافية نحو كشف النقاب عن قضايا إنسانية أوسع تتعلق بحقوق الفلسطينيين.
شدد البعض على أهمية توثيق الشهادات الخاصة بالجنود كوسيلة لزيادة الوعي بجوانب الحرب الإسرائيلية-الفلسطينية، معربين عن أملهم أن تؤدي هذه التطورات إلى تغييرات إيجابية على الأرض.
مع تصاعد التوترات في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يبقى التحقيق في هذه القضية مفتوحًا، مما يستدعي متابعة مستمرة من قبل وسائل الإعلام والمجتمع الدولي.
إن استخدام دروع بشرية هي واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا وحساسية في النزاعات المسلحة، وينبغي البحث عن حلول تعزز من حقوق الإنسان وتحظر مثل هذه الممارسات في المستقبل.