عربي ودولى

الحكومة العراقية تشتري القمح من المزارعين بأسعار تفوق الثمن العالمي

أعلنت الحكومة العراقية عن تحقيقها الاكتفاء الذاتي من إنتاج القمح للعام الثاني على التوالي، حيث بلغ إجمالي الإنتاج 6.3 ملايين طن هذا العام.

ويُظهر هذا الرقم زيادة تصل إلى نحو 21% مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس نجاح سياسة الحكومة في دعم المزارعين وتعزيز الأمن الغذائي في البلاد.

ومع زيادة الإنتاج، تتبنى الحكومة العراقية سياسة مثيرة للجدل تتعلق بأسعار شراء القمح من المزارعين.

حيث تشتري الحكومة القمح بأسعار تتجاوز بشكل ملحوظ الثمن العالمي، مما يؤدي إلى حالة من الاستغراب بين العديد من الخبراء والمراقبين.

وهذا السعر المرتفع يشكل حافزًا للمزارعين المحليين للاستمرار في الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل، ويخدم في الوقت نفسه استراتيجية الحكومة لزيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.

الجديد في هذه الإجراءات هو دعم الحكومة للمزارعين من خلال تقديم تسهيلات وتمويلات لمساعدتهم على تحسين عمليات الزراعة والتسويق.

وقد ساهم هذا الدعم في رفع مستوى الإنتاج وتعزيز الأمن الغذائي، مما يعكس التزام الحكومة بالإنتاج الزراعي وتنمية القطاع الفلاحي.

وذكر تقرير صادر عن “الشرق بلومبيرج” أن العراق قد اعتمد بشكل متزايد على القمح المحلي، وهو ما يُعتبر تحولًا كبيرًا في ظل الظروف السابقة التي كان يعتمد فيها العراق بشكل كبير على استيراد القمح من الخارج.

وتحسن الإنتاج يعكس أيضًا استجابة المزارعين للمبادرات الحكومية، وأصبح الإنتاج المحلي للقمح بديلاً فعالًا عن الاستيراد.

على الرغم من تلك النجاحات، فإن الخبراء يحذرون من المخاطر المرتبطة بشراء الحكومة القمح بأسعار تفوق الأسعار العالمية، حيث يمكن أن تؤدي هذه السياسة إلى آثار سلبية على السوق المحلي في المستقبل، مثل ارتفاع الأسعار وتأثيرها على تنافسية صادرات المنتجات الزراعية.

من جانبهم، أعرب المزارعون عن تقديرهم للخطوات التي اتخذتها الحكومة، وأكدوا أن أسعار الشراء المرتفعة كانت الدافع الأساسي لزيادة الإنتاجية.

وأشاروا إلى أن هذه السياسة ستساعد في تعزيز الاستقرار الزراعي، وتوفير فرص عمل، وتحسين سبل العيش في المناطق الريفية.

وفي إطار الخطط المستقبلية، تسعى الحكومة العراقية إلى تعزيز ميزانية الزراعة بشكل أكبر، مع التركيز على تطوير التقنيات الزراعية الحديثة وتحسين جودة المحاصيل.

كما تتطلع الحكومة إلى تحقيق شراكات مع الشركات الخاصة والمستثمرين لتحسين عمليات التخزين والتوزيع، مما يمكن أن يساهم في تحسين الكفاءة العامة للقطاع الزراعي.

ختامًا، تظهر هذه التطورات في إنتاج القمح في العراق التزام الحكومة بإحداث تغييرات إيجابية نحو الأمن الغذائي، وما زالت التحديات قائمة.

إذ يتوجب على الحكومة أن توازن بين تقديم الدعم للمزارعين والعمل على تحسين الكفاءة الاقتصادية لحماية السوق المحلية. مع استمرار تحسين إنتاج القمح، يبقى الكثير على المحك بالنسبة لمستقبل الزراعة في العراق وكيفية تحقيق الاستدامة في هذا القطاع الحيوي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى