اليوم سأتحدث عما يحصل في بنغلادش من كارثة إنسانية بعد هروب رئيسة الوزراء حسينة وإعدام قائد من قادة الجيش وتعليقه في ساحة عامة والمذابح التي تحصل للأقلية الهندوسية وغيرها من أحداث يندى لها جبين الإنسانية ويدخل بنغلادش بدوامة الدم التي لن تتوقف،
والمتوقع إن لم تتم السيطرة والتحكم بمجريات الأمور أن تتدخل الهند وبالتالي تتدخل الباكستان لتزيد الالتهاب الحربي والاحتقان الديني والمذهبي الذي يتطور في المنطقة لمستويات كارثية.
طبعا ودون شكك حكم حسينة كارثياً وغير ديمقراطي واستبدادي ولا إنساني وقتل نظامها الكثير من مناهضيه ليس فقط من الاحزاب الإسلامية السياسية وإنما كل من ناهض حكمها بعد أن سيطر به الاولوغارشية البنغلاديشية على الأوضاع من بعد استقلال بنغلادش عام 1971 وحتى سقوط حكم حسينة،
لذلك أرجو وأتمنى من الإسلام السياسي أن لا يهتم من ينتقد تصرفات الدموية التي نشاهدها والتي لا تقل عن مشاهد الدواعش ولا أقل عن مشاهد حكم طالبان ولا أقل عن مشاهد ما رأيناه في سحل شحادة في مصر أيام حكم الإخوان ولا عن المشاهد التي تحدث في نيجيريا والصومال ولا مؤخراً السودان.
المشهد العام في المنطقة الممتدة من كابول حتى نواكشوط مشهد دموي كارثي بامتياز، ونحن نعيش بنتيجة تشجيع ودعم الغرب وأنظمة منطقتنا للتيارات الدينية السياسية التي بدأت بعد هزيمة مصر وسوريا في حرب عام 1967،
وأنا هنا أتحدث عن أحزاب وتيارات سياسية وليس عن دين أو شريعة لكي لا تضحك التيارات الدينية السياسية السنية منها والشيعية لافرق بينهم على البسطاء باتهام كل من يكشف دورهم الدموي في المجتمعات بأنه معادي للدين.
بنغلادش ستدخل في مرحلة دموية كارثية لا تقل عما شاهدناه ونشاهده اليوم في دول شمال أفريقيا ودول جنوب الصحراء على يد بوكحرام وعلى يد داعش في الشام وعلى يد طالبان في أفغانستان وعلي يد الأحزاب والتيارات الدينية الشيعية السياسية في لبنان وسوريا والعراق واليمن بغض النظر عن أي تبريرات اخرى.
بنغلادش ستتحول لبؤرة دموية كارثية على الإنسانية لتُظيف بقعة دموية على خارطة العالم وبالتالي ستنطلق منها تدفقات دموية لن يسأل عنها العالم وسيتركها تنزف إن لم تمس مصالح العالم الحُر الذي سيكون رد فعله كارثيا على الشعب البنغالي غير المنتمي لأي تيار سياسي ديني ليزيد فقرهم فقراً
وبالتالي وزبدة ما حصل وما سيحصل هو تطويق دول الخليج من الأربع جهات الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية ومن لا يرى ذلك فهو عمي البصر والبصيرة والحل لدرء كل ما سينتج من مخاطر تهدد أنظمة المنطقة وشعوبها هي الحُرية والديمقراطية
فهل تعي أنظمة المنطقة هذه الحقيقة وتُصحح خطأها الاستراتيجي الكارثي المتمثل بدعم التيارات الدينية السياسية وهدم ومحاربة التيارات المدنية؟
هذا ما آمله.