
رغم أنني أعترف بأنني صعلوك بالنسبة لعظماء السياسة والصحافة، إلا أنني أفتخر بأنني تتلمذت على أيدي رجالٍ عظماء تركوا بصمة واضحة في تاريخ مصر الحديث.
هؤلاء هم فؤاد باشا سراج الدين، وزير الداخلية الأسبق وزعيم مصر وحزب الوفد، وإبراهيم باشا فرج، وزير الشؤون القروية الأسبق ورفيق درب فؤاد باشا سراج الدين.
إضافةً إلى مصطفى بك أمين، عميد الصحافة المصرية، وأستاذ الأجيال، والفنان المبدع مصطفى حسين.
فلقد امتدت علاقتي بهؤلاء العظماء إلى مرتبة الصداقة، رغم فارق السن والمقام. وكانت تلك اللحظات التي قضيتها معهم كافية لتحدث تأثيرًا عميقًا في تشكيل شخصيتي المهنية والعامة.
فإن وجودهم في حياتي لم يكن مجرد مصدر إلهام، بل هو جزء لا يتجزأ من تكوين مفهومي للدنيا.
وإن كل هذه العوامل كان لها تأثير كبير على طبيعة ألفاظي ومواضيعي ومقالاتي وقصصي التي أكتبها سواء في الصحافة أو الإعلام.
فكل ما أكتب يعكس روح التجربة، ويستمد الدفء والحيوية من تلك الذكريات الجميلة.
وبالنسبة لي، الصعلوك الذي قد أبدو عليه هو في الواقع شخصٌ ينقل مشاعر حقيقية، تعكس الحياة التي أعيشها.
وأفخر بأن مهنتي الأدبية هي مرآة غير منكسرة ولا مقلوبة، بل تعكس الحالة الشعورية التي أعيشها، والتي كثيرًا ما طغى عليها الحزن والألم من قساوة الحياة.
وإنه شعور الفقد والاحتياج إلى الصدق في التعبير، الذي دفعني لأسرد قصصي ومواقفي بأسلوب يمس الروح وينقل الأحاسيس بوضوح.
وإنني أعتبر أن الكتابة ليست مجرد وسيلة نقل للأحداث، بل هي أداة تعبير عن المشاعر العميقة والمعاناة التي قد يواجهها الإنسان.
وعلى الرغم من أن الحياة قد تكون قاسية، فإن داخلي يحمل في طياته أصداء عظماء رحلوا، لكنهم سيظلون دائمًا أحياءً في قلبي، يدفعوني للمضي قدمًا بحماسة وتصميم.
وإن حديثي عن هذه العظماء لا يتعلق بمناقبهم فحسب، بل هو أيضًا محاولة لإبراز كيف يمكن للاحتكاك بأفكارهم وأعمالهم أن يشكل مسارات حياتنا ويحثنا على تحقيق التقاليد والقيم الإنسانية النبيلة.
وتظل ذكريات العظماء الذين رحلوا حاضرة في قلوبنا، فهي تعكس الحالة الشعورية والنفسية التي نمر بها، حيث يتغلغل الحزن والألم من جور الحياة وقساوتها في نفوسنا، مما يجعلنا أكثر احتياجًا لتلك الروح العظيمة التي أحدثتها إنجازاتهم.
هؤلاء العظماء، ممن أثروا في مسيرتنا وتركوا بصمة لا تُنسى، يعيشون بيننا بأفكارهم وقيمهم، ودائمًا ما يكونون مصدر إلهام لنا في مواجهة تحديات الحياة.
وإن إرثهم يبقى مرشدًا ينور دروبنا، فطالما حياهم الفؤاد، سيبقون أحياء في قلوبنا، يزرعون الأمل في النفوس حتى في أحلك الظروف.
وختاما، أدعو الجميع للاحتفاء بتلك الشخصيات التاريخية التي أثرت في حياتنا، ولا ننسى أننا نحن الجيل الجديد نحمل على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على تراثهم وتعزيز قيمهم في مجتمعاتنا.