استقالة رئيسة وزراء بنغلاديش بعد اقتحام المتظاهرين لمقر إقامتها
استقالت رئيسة وزراء بنغلاديش، شيخة حسينة، في الساعات الأخيرة من يوم الاثنين، عقب اقتحام متظاهرين معارضين للحكومة لمقر إقامتها، وذلك في ذروة سلسلة من الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الماضية.
وتأتي هذه الخطوة الجذرية في إطار أزمة سياسية متنامية أثارت قلق المجتمع الدولي.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في وقت سابق من اليوم، أعلن قائد الجيش البنغلاديشي استقالة حسينة، مشيرًا إلى أن الجيش يعتزم تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة البلاد في هذه الأوقات العصيبة.
وأوضح في تصريحات له أن القوات المسلحة تأمل في استعادة الأمن والاستقرار في البلاد، واعدًا بتقديم الدعم اللازم لاستعادة النظام.
تشهد بنغلاديش حالة من التوتر المتزايد، حيث تفيد التقارير الصادرة صباح يوم الحادثة بأن الشرطة والجيش قد اشتبكوا مع المتظاهرين في مظاهرات ضخمة عاشتها العاصمة داكا.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود المتظاهرين الذين تجمعوا اعتراضًا على سياسات الحكومة، مما أدى إلى تفاقم الموقف وزيادة مستويات التوتر في الشوارع.
حيث أفاد أحد الصحفيين من شبكة CNN بأن أحد المتظاهرين أصيب بجروح خطيرة، بعد أن أطلق عليه النار في الرأس.
وبهذا، تصاعدت المخاوف حول قدرة الحكومة والقوات الأمنية على التعامل مع المظاهرات السلمية دون استخدام القوة المفرطة، وهو ما أدى إلى انقسامات عميقة بين مختلف فئات المجتمع البنغلاديشي.
تأتي استقالة حسينة بعد سنوات من قيادتها للبلاد منذ عام 2009، حيث تميزت فترة حكمها بالعديد من الإنجازات،
ولكنها تعرضت أيضًا لانتقادات لاذعة بسبب أسلوب إدارتها للأزمات السياسية وتضييق الحريات. كانت المعارضة تتهم حكومتها بالقمع السياسي وتجاهل مطالب المواطنين.
ترتبط هذه الأحداث بخلفية تاريخية متعاقبة من التوترات في السياسة البنغلاديشية، إذ شهدت البلاد العديد من الاحتجاجات والمظاهرات في السنوات الأخيرة،
كان أبرزها ضد الفساد وفشل الحكومة في معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. ومع تصاعد الضغوط من المعارضة، يسعى المتظاهرون إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في البلاد.
الآن بعد استقالة شيخة حسينة، تبقى التساؤلات قائمة حول مستقبل بنغلاديش وكيف ستتعامل الحكومة المؤقتة مع الوضع القائم.
وبينما يتابع المجتمع الدولي التطورات عن كثب، يتطلع الكثيرون إلى محاولة لإعادة بناء الثقة وتحسين الظروف للحوار والمشاركة السياسية.
تستمر الأوضاع في البلاد في التطور، حيث تتجه الأنظار نحو ما ستؤول إليه الأحداث في الأيام والأسابيع المقبلة.
وإن الوضع الراهن يتطلب حلًا سياسيًا يضمن الاستقرار، ويجنب البلاد المزيد من العنف والانقسام.