جميلة إسماعيل: “السلطة لا تخشى الاحتجاج بل تخشى تنظيم المجتمع” خلال افتتاح ورشة عمل حزب الدستور
في خطوة تعكس التوجه نحو تطوير العمل السياسي داخل مصر، افتتحت جميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور ومجلس أمناء الحركة المدنية، ورشة عمل تهدف إلى إعداد لائحة جديدة للحزب وصياغة رؤية وبرنامج سياسي للعام 2024.
جاء ذلك بحضور عدد كبير من قيادات وكوادر الحزب، حيث تم تناول العديد من القضايا السياسية والتنظيمية الهامة.
أكدت إسماعيل أن السلطة قد تبدو أحيانًا غير مكترثة بالاحتجاجات، إلا أنها دائمًا ما تخشى من قدرة المجتمع على تنظيم نفسه وبناء مؤسساته. وقالت في هذا السياق: “حتى الأنظمة الديكتاتورية في لحظات استقرارها تقبل أحيانًا بالاحتجاج بصوره المختلفة، أما التنظيم فلا تسمح به أبدًا لأنها تعرف جيدًا أن مظاهر السلطوية والدكتاتورية تنكمش عندما يستطيع المجتمع تنظيم نفسه، ويبني مؤسساته، ويكتب وثائق وأدبيات هذا البناء”.
تأتي تصريحات إسماعيل في وقت حرج تمر به مصر، حيث تسعى الأحزاب السياسية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها وتوجهاتها لتلبية احتياجات المواطن المصري في ظل التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ويعتبر تنظيم المجتمع وبناء مؤسساته خطوة حيوية نحو تعزيز الديمقراطية والمشاركة الفعالة للمواطنين في صنع القرار.
وشدَّدت إسماعيل على أهمية المراحل الحالية التي يمر بها الحزب، مؤكدة أن بناء كيان قوي هو أصعب ما يمكن مواجهته في معركة التغيير، ولكنه في الوقت نفسه يُعتبر أحد أهم خطواتها. وأعربت عن تفاؤلها بقدرة الحزب على تطوير لائحته وتحديث برامجه، خاصة في ظل الأزمات والتحديات التي تواجه المجتمع المصري.
إسماعيل تؤكد أهمية تطوير الحزب خلال ورشة العمل الجديدة
أشادت جميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور، بالكفاءات الموجودة في الحزب التي تشرف على عملية التطوير، معبرة عن ثقتها في جهودهم وقدرتهم على الخروج بمشروع لائحة وبرنامج يمثل أغلبية أعضاء الحزب بعد مرور 12 عامًا على تأسيسه.
وأوضحت إسماعيل أن اللائحة الأولى للحزب كانت في عام 2012، تلتها لائحة 2018 التي لا تزال قيد العمل حتى الآن، والتي تم إخطار لجنة الأحزاب بها خلال الانتخابات الأخيرة للحزب.
وأكدت إسماعيل أن تطوير وإعداد لائحة جديدة ورؤية وبرنامج للحزب بعد كل هذه السنوات أصبح مطلبًا هامًا وجوهريًا لاستكمال بناء الحزب وتمتين تنظيمه الداخلي.
وعبرت إسماعيل عن تفاؤلها بقدرة الحزب على صياغة رؤية مستقبلية تسهم في تعزيز دوره في الساحة السياسية، مضيفةً أن هذه الخطوة ضرورية للاستجابة لتطلعات الأعضاء ودعم الجهود لتحقيق أهداف الحزب.
كما تناولت ورشة العمل أهمية وضع المبادئ الأساسية التي ستقود الحزب في المرحلة المقبلة، وتفعيل دور أعضاء الحزب وكوادره في صياغة هذه الرؤية. ووضعت إسماعيل الإطار العام للعمل الذي يسعى الحزب لتحقيقه، مُؤكدة على أهمية التواصل مع المواطنين والاستماع إلى همومهم وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجههم.
وفي نهاية الافتتاح، دعت إسماعيل جميع الأشخاص داخل الحزب إلى العمل بروح الفريق، وتعزيز الجهود الجماعية لصياغة ورؤية واضحة تساهم في دفع العمل الحزبي والسياسي للأمام. واتفقت جميع الحضور على أهمية النضال من أجل تعزيز حقوق المواطن وبناء مجتمع مدني قوي، مع الالتزام بالأهداف الاستراتيجية التي يسعى الحزب لتحقيقها خلال الفترة القادمة.
تأتي هذه الجهود في إطار سعي حزب الدستور لتكون لديه خطة سياسية قادرة على مواجهة التحديات ويكون حاضرًا بشكل فعال في الساحة السياسية. إن وجود رؤية واضحة وبرنامج فعَّال سيزيد من دور الحزب في الجهود المدنية والسياسية ولعب دور رئيسي في مسار التغيير في مصر
تسعى ورشة العمل إلى تعزيز المشاركة الفعالة للأعضاء، مما يفتح المجال أمام أفكار جديدة تعكس احتياجات المجتمع.