عربي ودولى

ما الذي يعنيه قصف الاحتلال الإسرائيلي لـ “الضاحية الجنوبية” لبيروت؟

قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون إن غارة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت تهدف لكسر قواعد الاشتباك في الجبهة اللبنانية، وتوسيع نطاق الحرب هناك، مما يميزها عن الاستهدافات السابقة.

وأضاف أن “الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أعلن في خطبه الأخيرة أن استهداف الضاحية الجنوبية سيقابله استهداف تل أبيب، وهو إعلان عن حرب. والضربة اليوم تهدف لاستكشاف ردود فعل المقاومة في لبنان.”

واعتبر أن “الضربة تأتي في إطار محاولة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الظهور بمظهر الزعيم القوي، وأن جيش الاحتلال قادر على كبح المقاومة في لبنان.”

وأشار إلى أن “هذا تطور خطير، مع وجود سيناريوهات متعددة للرد من المقاومة في لبنان، وأتوقع أن يكون الرد قوياً بما يتناسب مع حجم العدوان وموقع الغارة، مما يعني أن الرد ينبغي أن يكون في مدن المركز، وليس في الشمال الفلسطيني المحتل، وفقًا للقواعد التي وضعتها المقاومة.”

ورأى أن “إذا لاحظ جيش الاحتلال تردداً من المقاومة في لبنان في الرد على العدوان، فإن ذلك سيمنحه شجاعة لاستمرار استهدافاته.”

وأكد أن “حزب الله قادر على تحديد أهداف مناسبة تتناسب مع حجم العدوان من حيث الموقع، مع الحفاظ على عدم الانزلاق نحو حرب شاملة على الجبهة اللبنانية.”

هذا وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم غارة على الضاحية الجنوبية في بيروت.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة، دمارا واسعا في عدد من المباني والمركبات في المكان المستهدف.

وتتصاعد حالة التوتر بين “حزب الله” اللبناني والاحتلال، في أعقاب مقتل 12 طفلا بسقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم في بلدة “مجدل شمس” في الجولان المحتل، السبت الماضي.

ووجه الاحتلال الاتهام لـ”حزب الله” بالمسؤولية عن الحادث متوعدا بالرد، في حين أكد “حزب الله” أنه لا علاقة له في القصف، الذي استهدف مجدل شمس، ونفى مسؤوليته عن الحادثة.

ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين “حزب الله” اللبناني، بالتعاون مع “كتائب القسام – لبنان” الجناح العسكري لحركة “حماس”، و”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، و”قوات الفجر” الجناح العسكري لـ “الجماعة الإسلامية” في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.

وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 39 ألفا و400 شهبد، وإصابة 90 ألفا و996 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى