أسباب اختيار السابع من يوليو لليوم العالمي للنوبة؟

يأتي اليوم السابع من يوليو كل عام للاحتفال باليوم العالمي للنوبة، بلد الخير والثراء المهملة دوما من قبل الدولة المصرية، وتقام فعاليات الاحتفال في عدد من البلدان والعواصم منها الولايات المتحدة الأميركية والخرطوم والرياض والكويت من قبل الجاليات النوبية المتواجدة فيها.

جاء اختيار هذا اليوم للتأكيد على أهمية الرقم 7 إذ يرتبط هذا الرقم بالعديد من الطقوس والعادات النوبية مثل زيارات المقابر التي تستمر 7 أيام بعد الوفاة، ومرور الأم على البخور الذي يتكون من 7 أنواع بعد الولادة 7 أشواط، وفي يومه السابع يغسل وجه المولود 7 مرات بمياه النيل.

اشتق اسم النوبة من قبائل النوبة البدو أو “النوبادي” والذين استقروا في المنطقة في القرن الرابع الميلادي بعد انهيار مملكة “كوش” بعاصمتها “مروي”، ويذكر أن اسمها اشتق من كلمة “نوب” وتعني الذهب لوجود أكبر مناجم الذهب في أرضها وخاصة في منطقة العلاقي جنوب أسوان بمصر.

تعتبر بلاد النوبة هي المنطقة التاريخية الممتدة على طول نهر النيل من الشلال الأول جنوب أسوان شمالا إلى جنوبي التقاء النيلين الأزرق والأبيض جنوبا، وكانت مقرا لواحدة من أقدم الحضارات في أفريقيا وهي حضارة كرمة التي استمرت من حوالي 2500 ق.م حتى غزوها من قبل المملكة المصرية الحديثة تحت حكم تحتمس الأول حوالي 1500 ق.م وإلى تفكك المملكة في 1070 ق.م.

حقوق مهدرة

النوبيون من أقدم الشعوب المتحضرة في العالم، حيث تمركزوا حول نهر النيل لآلاف السنين، فيما يعرف الآن بجنوب مصر وشمال السودان. بدأ تهجير النوبيين عام 1902، عندما بدأ المصريون العمل في “خزان أسوان” لحل مشكلة فيضان النيل، لكن التهجير الأساسي وقع عام 1963، عندما بدأت الحكومة المصرية في العمل على بناء السد العالي حيث تم تهجير 43 قرية نوبية.

وبالتزامن مع اليوم العالمي للنوبة، نعيد تذكير المواطنين بقضية النوبة ومطالب أهلها بحقهم في الأرض. وفقا للمادة 236 من الدستور المصري التي تؤكد على حقهم وعودتهم إلى مناطقهم الأصلية، وتنص المادة 236 : تكفل الدولة وضع وتنفيذ خطة للتنمية الاقتصادية، والعمرانية الشاملة للمناطق الحدودية والمحرومة، ومنها الصعيد وسيناء ومطروح ومناطق النوبة، وذلك بمشاركة أهلها فى مشروعات التنمية وفى أولوية الاستفادة منها، مع مراعاة الأنماط الثقافية والبيئية للمجتمع المحلى، خلال عشر سنوات من تاريخ العمل بهذا الدستور وذلك على النحو الذى ينظمه القانون. وتعمل الدولة على وضع وتنفيذ مشروعات تعيد سكان النوبة إلي مناطقهم الأصلية وتنميتها خلال عشر سنوات، وذلك على النحو الذى ينظمه القانون.

حق العودة حلم لدى النوبيين حق أصيل يدافعون عنه ويطالبون به باستمرار، ففي الرابع من سبتمبر 2017، اعتقلت قوات الأمن 24 من أبناء النوبة، عقب تنظيمهم مسيرة سلمية مستخدمين الدفوف وأغاني التراث النوبي، للتأكيد على مطالبهم التاريخية المتعلقة بحق العودة.