مقالات ورأى

هلال عبدالحميد يكتب: أنقذوا حي الفنانين بهرم سيتي

(حي الفنانين) بهرم سيتي  حلم بناه سميح ساويرس  ويحاول هدمه بطرس غالي وورثة غبور

مع نسمات ليلة صيفية  بدأت تهل، وبعد مرور بين عدد كبير من المولات التجارية التي أضحت   سمة من سمات مدينة هرم سيتي التي كانت هادئة، فاطلق عليها سكانها مدينة المائة مول، وصلت لحي تبدو عليه الأناقة والجمال،محاط بأشجار ذات زهور متعددة الألوان وبدعوة من بعض  الأصدقاء من الفنانين التشكيليين والنحاتين، دلفت إلى حي الفنانين بشوارعه الهادئة، ومراسمه الجميلة وتماثيله ولوحاته المتناثرة على بوابات المراسم.

بفكرة المهندس المصري الأصيل حسن فتحي ، نشأت  مدينة هرم سيتي

خصصت الحكومة المصرية مساحة ٦٢٥،٩٥ فدانًا بعقد ابتدائي  في ٢٠٠٧ لشركة أوراسكوم للاسكان التعاوني مع وعد بالبيع لبقية الـ ٢٠٠٠ فدان بجنوب طريق الواحات بـ ٦ أكتوبر.

وقع سميح ساويرس صاحب أوراسكوم للإسكان التعاوني بروتوكول تعاون مع وزارة الثقافة المصرية بآنشاء حي للفنانين داخل هرم سيتي ، وكان الحلم أن يكون الحي شبيهًا بالأحياء الفنية بالعالم، ويصبح معرضًا مفتوحًا .

تحول حي الفنانين لتحفة فنية في قلب هرم سيتي بـ ٦ أكتوبر ، واضحت مراسمه قبلة للفنانين التشكيليين والنحاتين.

والشعراء والممثلين ،وتميز باجوائه المبهجة وأشجاره المزهرة ولوحاته الفنية وتماثيلة المنحوته بانامل فنانيه المبدعين.

 ولكن سرعان ما تحول الحلم لكابوس مزعج وكما طالت يد رأس المال الغاشم جوانب هرم سيتي لتحطم حلم ساكنيه في مدينة هادئة،ووسط شوارع واسعة ومليئة بالخضرة والجمال ، وبيوت صغيرة لا تتعدى الطوابق الثلاثة بقبابها  الجميلة، بعدما عدلت الشركة المخطط العمراني المعتمد لتلتهم كل المساحات الخضراء وتبيعها ارضًا لبناء مولات ومقاهي بين بيوت السكان،وتحول حياتهم لجحيم، وكما تحاول الشركة أيضا الاستيلاء لنفسها على الأراضي المخصصة لبناء وحدات صناعية وبعد ان باعتها لمستثمرين ترفض استخراج التراخيص لكفي محاولة لاسترداد الأرض وإعادة بيعها، فقد طالت يد رأس المال النهم أيضًا  حي الفنانين

من ساويرس لبطرس غالي وغبور

وبينما طالب  سميح ساويرس من وزارة الثقافة مساعدته في إقامة حي للفنانين بهرم سيتي فقد سارعت الوزارة بالاستجابة وتم توقيع   اتفاقية التعاون بين شركته وبين وزارة الثقافة لإقامة حي الفنانين، ومع ازدهار الحي وهجرة الفنانين اليه وبعد ١٠ سنوات من جهد وابداع الفنانين في تحويل الحي لتحفة فنية رائعة  بدأ من اشتروا شركة سميح ساويرس في الشروع بهدم حي الفنانين

فقد باع ساويرس هرم سيتي شركته ( نيو سيتي للإسكان والتنمية ، أوراسكوم للإسكان التعاوني سابقًا ) بمبلغ ٥٠ مليون دولار للصندوق الإنجليزي للاستثمار لصاحبه بطرس غالي وزير المالية المصري الأسبق ولشركة ( GB C  لأصحابها ورثة غبور

وكانت مهندسة الصفقة ، وشريكة المشترين الجدد الدكتورة منال حسين النائب الأول لوزير المالية الأسبق بطرس غالي وعضو مجلس الشورى الأسبق قبل ثورة يناير، والتي كانت تشغل العضو المنتدب لأوراسكوم للاسكان التعاوني والتي أصبحت رئيس مجلس الإدارة لشركة نيو سيتي التي استحوذ عليها بطرس غالي وورثة  غبور.

 ومع رغبة الشركة الجديدة في بيع الأراضي التي اشترتها أوراسكوم بسعر ١٠،٧٠ قرشًا للمتر لتطويرها، فقد تحولت الشركة الجديدة، لغول لبيع الأراضي وتحويلها لمولات، لتتربح  مئات المليارات من الجنيهات، وبتواطؤ واضح من جهاز حدايق أكتوبر.

طال الطمع حي الفنانين الذي أقامه سميح ساويرس بالاتفاق مع وزارة الثقافة، وبدأت رئيسة مجلس إدارة شركة نيو سيتي تطارد الفنانين بالإنذارات والقضايا لطردهم، وتحويل أرض الحي لاستثمار في المباني.

 بعض الفنانين كانوا قد اشتروا مراسمهم الصغيرة بواقع ١٢٠ ألف جنيهًا للمرسم- المريم ٤٠ مترًاوهو ثمن شقة بالشيخ زايد وقتها -.

وبعضهم كان يتمتع بحق الانتفاع مقابل مبلغ شهري ما بين ١٠٠و١٥٠ أيجار شهري للمرسم -كما جاء بخطاب عمر الهتمي العضو المنتدب لاوراسكوم وقتها – ، ولكن الجميع- من اشتروا ، ومن واصلوا دفع مبلغ الايجار – طالتهم مطاردات وجشع وسلطة  رأس المال، وبدأت شريكة بطرس غالي وورثة غبور في تهديد الفنانين بالطرد، وحاولت الشركة – عقدت الدكتورة منال حسين اجتماعًا مع ممثلين للفنانين منذ ثلاثة أيام  – طرد الفنانين بالتفاوض وطلبت من  الفنانين التنازل عن مراسمهم مقابل وعد بتخصيص شقق في المساكن  الجديدة، ولكن بأسعار جديدة- نصف مليون كحد أدنى وزيادة عدد الطوابق من طابق واحد لعدة طوابق،  وامهلت رئيسة مجلس إدارة نيو سيتي الفنانين  ١٥ يومًا للموافقة والا ستستمر في تنفيذ إجراءات الإخلاء ، ولكنهم رفضوا .

ومع الحكومة الجديدة القديمة، هل يتدخل وزير الثقافة الجديد الدكتور أحمد هنو لإنقاذ حي الفنانين خاصة وان معظم ساكنيه من الفنانين التشكيليين والنحاتين؟!

وهل يتدخل وزير الإسكان المهندس شريف الشربيني من وقف الانتهاكات التي تمارسها شركة نيو سيتي والتي حولت كل المناطق الخضراء بهرم سيتي لمولات بعد أن باعت أراضيها لكل من هب ودب، وبدأت في مطاردة  أكثر من ١٠٠ مبدع من الفنانين لطردهم من مراسمهم، التي حولوا الحي بها لمنطقة فنية رائعة الجمال وشرعت شركة بطرس غالي وورثة غبور وشريكتهم الدكتورة منال حسين باتخاذ الإجراءات لهدم الحي وتحويله لطوب وأسمنت مقابل ( شوية فلوس ).

ولعل وزير المالية الأسبق ونائبته وورثة غبور يعرفون ان وجود حي الفنانين بهرم سيتي من الممكن استثماره كمعارض دائمة للفنون مما يحول هرم سيتي لمدينة جاذبة ويزيد من استثمارات الشركة وتكسب ماديًا من وراء الحي أكثر من مكاسبهم من إزالة الحي وتحويله لوحدات سكنية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى