أمي الحبيبة،
أمسكت بقلمي اليوم لأكتب لك عن مشاعري بكل الحب والحنين والشوق، في ذكرى رحيلك يا أمي عن هذه الحياة والذي يصادف هذا اليوم قبل 6 سنوات عام 2018.
فلقد كانت لحظة رحيلك صدمة كبيرة بالنسبة لي، حيث لم أتمكن من حضور جنازتك بسبب سفري خارج مصر في ذلك الوقت.
وكانت هذه فاجعة كبيرة لي ومؤلمة للغاية تسببت في تمزق قلبي واضطراب عقلي بسبب فراقك ولا يمكنني أن أصف بالكلمات مدى الحزن الذي شعرت به وما زال يؤثر على حياتي حتى يومنا هذا.
وأشتاق إليكِ كثيرًا، وأتمنى لو أنني كنت بقربك في أوقاتك الأخيرة ومع ذلك، فأنا أعرف بأنك تشاهدينني من السماء وتبتسمين لي وأعتقد بأنني حفظت جميع الدروس التي علمتيني إياها، وأحاول بذل قصارى جهدي لأكون لأبنائي مثلما كنتِ لي.
وبعد رحيلك، شعرت بفراغ كبير في حياتي، ولم أكن أستطيع تجاوز شعور الفقدان لكن للأسف لم يكن بإمكاني وتركتي وراءك الكثير من الذكريات الجميلة والعبر التي استمدها من تربيتك وحبك الدافئ.
ولكن بغض النظر عن مدى التأثير الذي تركه رحيلك في حياتي، فإنني ممتن لكِ على كل شيء وأنتِ كنز لا يمكن أن أقدر قيمته بالكلمات وسأظل أفتقدك وأتذكرك في كل لحظة وأعتبر نفسي محظوظ لأنني كنت جزءًا من حياتك
وفي عام 2023، توفي أبي “أبا يوسف كما كان يحب أن أناديه” مما جعلني أشعر بالوحدة والحزن فقد رحل كل منكما وتركتوني وحيدًا في هذا العالم.
وأدرك أنني لم أعبر عن حزني العميق على رحيلك وعلى رحيل أبي بشكل كافٍ، ولكن اليوم أردت أن أكتب لك هذه الرسالة لأعبر عن مدى حبي وحنيني لكما ورحيلكما ترك فراغًا كبيرًا في حياتي وأتمنى لو أنني أستطيع قول “أحبك” لكِ ولأبي مرة أخرى.
يا ليت أنني استطيع إعادة الزمن للوراء وتقديم لكما كل الحب والرعاية التي تستحقينهما ودعائي يظل معكما دائمًا وأتمنى أن تكونوا في سلام الآن وأن تعلموا أنكم تشكلون دائماً جزءًا من قلبي وذكرياتي.
أحبكما وأشتاق إليكما وأن تعلما أنكما ستظلين في قلبي إلى الأبد
وأختم رسالتي بالدعاء إليكما .. يا رب عاملهما بما أنت أهله ولا تعاملهما بما هما أهله، وأجزهما عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفوًا وغفرانا، اللهم أنظر إليهما نظرة رضا فإن من تنظر إليه نظرة رضا لا تعذبه أبدا
أبنك
يوسف عبداللطيف