في أعقاب انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق شمالي قطاع غزة، أكّدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم الجمعة أنه تم اكتشاف أعداد كبيرة من جثامين الشهداء في المناطق التي توغّلت فيها الآليات العسكرية الإسرائيلية. وأفادت الجمعية في بيان لها أن طواقم الإنقاذ تواجه صعوبات في انتشال الشهداء من تحت الأنقاض.

وقد استمرت العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة لمدة 20 يومًا، مخلّفةً دمارًا واسعًا غير مسبوق، خاصةً في مخيم جباليا ومحيطه، حيث تم حرق مئات المنازل. وبدأ الهجوم البري الإسرائيلي في 12 أيار/ مايو الجاري، ثم توسّع بعد ثلاثة أيام بعد أن واجهت القوات الإسرائيلية “معارك شرسة” مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

وحذّرت جمعية الهلال الأحمر من أن تعثر عملية انتشال الجثث يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة في مناطق شمال غزة، مؤكدةً أن “الدفاع المدني يحتاج إلى معدات بشكل عاجل لانتشال الشهداء والجثث من تحت الأنقاض”.

وقد علّق السيد محمد الخضري، مدير عام جمعية الهلال الأحمر في غزة، قائلاً: “نحن نواجه وضعًا إنسانيًا كارثيًا في شمال القطاع. فالدمار الهائل والأعداد الكبيرة من الشهداء تحت الأنقاض تتطلب تدخلاً عاجلاً وتوفير معدات خاصة لإنقاذ الجثث قبل فوات الأوان”.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تشنّ إسرائيل حربًا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 118 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة الأطفال والمسنين. وتواصل إسرائيل حربها متجاهلةً القرارات الأممية والأوامر الدولية بوقفها فورًا وتحسين الوضع الإنساني، وكذلك اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق قادتها.