بعد ثورة فبراير عام 2011 إجتمعت كافة مكونات الشعب اليمني وكانت القضية التهامية إحدى مخرجات الحوار الوطني وتم أقلمة اليمن إلى ستة أقاليم من بينها تهامة ذات الموقع إلاستراتيجي المهم ولديها عدة موانئ بحرية وطريق بري دولي يربط السعودية باليمن ومتعددة مصادر الدخل كالثروة السمكية والزراعية والحيوانية حيث تعد تهامة هي سلة غذاء اليمن.
كان الإنقلاب الحوثي عام 2014 سبباً في عدم نجاح مخرجات الحوار الوطني والذي عاد بالقضية التهامية لنقطة الصفر وزادت نسبة الإستيلاء على الأراضي والمزارع وتهجير السكان وذلك من قبل رجال أعمال وشيوخ القبائل وقياديين في الدولة من وزراء وبرلمانيين وعسكريين وذلك بعده طرق منها نشر الشائعات حول وجود ديدان داخل المحاصيل الزراعية لكي يتعرض أصحاب الأراضي الزراعية للخسائر الناجمة عن عزوف المواطنين على شراء المنتجات الزراعية والتي يجبر بعدها صاحب الأرض الزراعية على بيعها بثمن بخس والتحول من صاحب ومالك العمل إلى مجرد عامل باليومية !
هذا وبالإضافة إلى نهب إيرادات الموانئ وزراعة الألغام وقطع خدمات الماء والكهرباء والغاز وعدم دفع الرواتب والسجن والإخفاء القسري والتجنيد الإجباري.
هذا بالإضافة إلى إرتفاع نسبة البطالة بعد هجمات البحر الأحمر حيث أن غالبية السكان يمتهنون مهنة الصيد وفي ظل الظروف الراهنة فأن التحالف الدولي لايتردد في ضرب كل هدف في البحر مما يعرض الصيادين لخطر الموت.
كانت الهضبة الزيدية قد زادت من ظلم ومعاناة منطقة تهامة لعشرات السنوات وذلك بشكلٍ متعمد وواضح وصريح من قبلهم حيث عانت تهامة من تهميش وإقصاء تاريخي وفقر وجهل وبطالة وتفشي الأمراض والأوبئة.
وهوجمت إعلامياً ونفسياً من قبل الهضبة الزيدية حيث يتم الاستهزاء بهم ورسم عنهم صورة نمطية عنصرية لا يقبلها دين أو شرع وذلك بأنهم مجرد ” أخدام – مولدين ” بمعنى أنهم مواطنين درجة ثانية هذا أن كانوا يحسبون ضمن نطاق المواطنة ومبادئ حقوق الإنسان، التي لم يروا منها أي شيء.
وهذا بإلإضافة إلى الحرب الإعلامية التي تروج لها المسلسلات التلفزيونية والتي تروج أن الشخصية التهامية ساذجة ضعيفة الشخصية تسعى فقط خلف قوت يومها ولا تحسن التخطيط والتفكير والإدارة وتجاهلوا تاريخ النضال ضد قوى الاستعمار العثماني والبريطاني والإمامي وأيضاً لم يسلطوا الضوء على معاناتهم المستمرة من الظلم والنهب والسرقة والتهميش والتهجير.
عملت كل من الحكومة الشرعية والحوثيين على حد سواء في رفع أسم منطقة تهامة فقط لدى المنظمات الدولية والخيرية في محاولةً منهم في نهب المساعدات الخارجية وإستخدامها لصالحهم دون النظر للحاجة الماسة التي تعاني منها المنطقة من فقر وجهل ومرض وعدم توفر أدنى متطلبات الحياة الكريمة، عمداً منهم في إستمرار وضع منطقة تهامة على ماهو عليه وذلك لتحقيق مكاسب شخصية.
أن الهضبة الزيدية تحمل فكر كهنوتي سلالي طائفي عنصري على أساس عرقي تضرر منها الشجر والحجر، الإنسان والجماد على حد سواء كيف لا وهي تؤمن بأن الولاية والسيادة حق إلهي للحكم دون غيرهم متجاهلين حقوق المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية ومبادئ حقوق الإنسان.
إن الحقوق تنتزع ولا تمنح ولا توهب تؤخذ ولا تعطى !
ولذلك فأن القضية التهامية تحتاج وبشكل جدي إلى توحيد الصف والجهود وعدم السماح وإستبعاد لبعض النخب التهامية التي أعمت الأنانية قلبوهم وأبصارهم وغيروا أهدافهم واستخدموا القضية التهامية وحققوا مصالحهم الشخصية ولم يكونوا عوناً ولا سنداً في خدمة القضية التهامية.
وأخيراً يجب على الحكومة الشرعية التي هي حكومة كل اليمنيين إيقاف الظلم والتهميش المتعمد لمنطقة تهامة وتعيين النخب والكوادر التهامية السياسية والعسكرية والتعليمية منهم في مناصب تليق بهم وتكريماً لهم.
فمن غير الممكن أن تظل تهامة الأكثر فقراً وتهميشاً وظلماً تعاني رغم تعدد الثروات والإيرادات ووجود كوادر وطنية قادرة على تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تعود بالنفع والفائدة على الوطن والمواطن.