تقارير

لوموند الفرنسية: العرجاني كان مهربًا وتمكن من الصعود إلي منصب رئيسي

وتم ترقية العرجاني لرئاسة اتحاد قبائل سيناء المسؤول عن تأمين حدود البلاد، وهذا يثير العديد من الأسئلة.

وإبراهيم العرجاني هو شخص كان يمارس التمرد ولكن تحول إلى التعاون والشراكة مع السلطات المصرية والعسكرية والاقتصادية في سيناء.

وأصبح لديه إمبراطورية تجارية ضخمة تشمل العديد من القطاعات مثل البناء وتعدين المحاجر والسفر والضيافة والأمن الخاص.

ويمتلك نفوذا كبيرا على معبر رفح ويتحكم في دخول المساعدات إلى غزة المحاصرة. ويستولي على أموال أهالي غزة الراغبين بالخروج من القطاع للنجاة من ويلات الحرب والحصار.

فقد أصبح إبراهيم العرجاني، شخصية رئيسية في نظام عبد الفتاح السيسي في مصر. وبعد سيطرة الاحتلال على معبر رفح، حصل العرجاني على شبه احتكار لإدارة المداخل والمخارج مع القطاع الفلسطيني وأصبح يلقب بـ”ملك معبر رفح”.

وفي عام 2019، قدمت شركته “هلا” خدمة للفلسطينيين الأثرياء لتجاوز العقبات الأمنية والبيروقراطية في المعبر. وبعد اندلاع الحرب، أصبحت الشركة وسيطًا إلزاميًا للمدنيين الفارين من القتال، وكان عليهم دفع مبلغ 5000 دولار لكل شخص بالغ.

ومن جهة أخرى، جمعت شركة “أبناء سيناء” مئات الآلاف من الدولارات من الضرائب للإشراف على عبور السلع والمساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.

ووفقًا لدراسة استقصائية، حققت أعمال معبر رفح “للعرجاني جروب” أرباحًا تقدر بـ 88 مليون دولار على الأقل. بالإضافة إلى ذلك، يقود العرجاني مجموعة مسلحة تعمل كميليشيا وتتألف من اتحاد قبائل سيناء.

وتم تعيين إبراهيم العرجاني رئيسا لـ “اتحاد القبائل العربية” في 1 مايو، وهو تنظيم يضم قادة قبائل بدوية في مصر.

والهدف الرئيسي للمنظمة هو الدفاع عن سيادة البلاد وحماية حدودها، خاصة مع غزة وربما ليبيا والسودان.

وقد وُلد العرجاني في عام 1974 في منطقة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء وينحدر من قبيلة الترابين. بدأ حياته المهنية كسائق سيارة أجرة وعمل في مجالي المقاولات والمحاجر، وكان متورطًا في أنشطة التهريب بين غزة وإسرائيل وكما حصل على أموال من فرض رسوم على رجال الأعمال في سيناء

وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تعرضت سيناء لهجمات إرهابية وتم اعتقال أفراد من البدو بشكل عشوائي. وردا على ذلك، نظم العرجاني اعتصامات للشباب البدو للتصدي للقمع وانتهاكات الشرطة في المنطقة.

في الفترة بين عامي 2004 و2006، قامت السلطات المصرية بتكثيف الإجراءات الأمنية في سيناء بعد وقوع هجمات إرهابية في طابا وشرم الشيخ ودهب.

وتمت هذه الإجراءات من خلال حملة اعتقالات ومداهمات في مناطق محددة استهدفت رجال القبائل. وقد تسببت هذه الإجراءات المبالغ فيها في احتجاجات من البدو واتهامهم بالتورط في قضايا تهريب السلاح والمخدرات مع إسرائيل. وقد أدت هذه الحملة القمعية إلى تنظيم سلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات في عام 2007 تحت اسم حركة “ودنا نعيش”.

وإبراهيم العرجاني الذي كان يقوم بدور الوساطة وتبادل المصالح مع الأجهزة الأمنية، ولكن تغيرت علاقته مع الدولة بعد مقتل 3 أفراد من قبيلة الترابين عام 2008.

ففي نوفمبر 2008، قتل العرجاني شقيقه واثنين من رفاقه بالرصاص في نقطة للشرطة وتم العثور على جثثهم في مكب النفايات. ورداً على ذلك، قام العرجاني واثنان من القادة البدو الآخرين بمهاجمة مراكز الشرطة واختطاف اثني عشر ضابط شرطة بسيناء، واستولوا على الأسلحة

وتم إطلاق سراح الضباط في اليوم التالي وتم اعتقال العرجاني بتهمة احتجاز قوات الأمن ولكن تم الإفراج عنه في وقت لاحق بسبب ظروف صحية. اتهم العرجاني كبار ضباط الشرطة بالتعذيب وانتهى بإصابته بجلطة والشلل الجزئي

وفي عام 2011، وأشاد العرجاني بالاحتجاجات وانتفاضة ميدان التحرير واستفاد من الاضطرابات بعد الثورة للدخول في الأعمال التجارية، حيث أسس مجموعة العرجاني التي تعمل في مجال المحاجر الحجرية وتجارة الرخام في سيناء.

وفي يوليو 2013 تصاعدت الهجمات في سيناء من قبل جماعة أنصار بيت المقدس التي تعلن ولائها لتنظيم داعش. وقام الجيش المصري بتجنيد البدو لمساعدته في محاربة الجهاديين،

ولعب العرجاني وأفراد قبيلته دورا بارزا في هذه المعركة تم تدمير منزله في الشيخ زويد بواسطة قنبلة وضعها الجهاديون،

وبعد عامين تم تعيين “الحاج إبراهيم” كقائد رسمي للميليشيا التي أعيد تسميتها بـ “اتحاد قبائل سيناء”. تحت قيادته،

وحصل كل عضو على سلاح وراتب شهري وأصبح العرجاني حليفا قويا في جهود مكافحة الإرهاب في سيناء

وتميز العرجاني عندما بلغ الثلاثين من عمره بمشاركته في الاحتجاجات على الحدود مع “إسرائيل” ومحاولته اجتياز الأسلاك الشائكة. وكان أيضًا وسيطًا بين الأمن والقبائل في سيناء، وكان له علاقات وثيقة مع القيادة الأمنية بسبب نشاطه في التهريب ومساعدته في ملفات أمنية مثل ضبط المتفجرات وتهريب المتسللين.

والتقرير يصف إبراهيم العرجاني بأنه “نعمة للنظام” حيث يستخدمه السلطة لبناء قاعدة دعم في سيناء ويقوم بالأعمال القذرة التي لا يمكن للجيش أو السلطات القيام بها علنا. يعمل العرجاني جنبا إلى جنب مع الحكومة في تنمية شبه الجزيرة

ويدير معظم المشاريع الاستثمارية الكبرى. ويمتلك شركة “أبناء سيناء” التي تقوم ببناء الطرق والفنادق والبنية التحتية في سيناء. ويمتلك أيضا شراكات مع شركة BMW ونادي الأهلي لكرة القدم.

ويعتبر العرجاني قريبا من رئيس المخابرات ولديه علاقة مميزة مع نائبه، ابن الرئيس. والتوسع الشامل لإمبراطوريته لم يكن ممكنا دون موافقة قمة الدولة المصرية

والظهور المتزايد للعرجاني وميليشياته في ملف غزة، حيث يسيطر على عبور البضائع ويشرف على عمليات إعادة الإعمار بعد الحروب.

ويثير ظهوره قلق الرأي العام المصري والنقاد الذين يرونه طموحًا ومتناسبًا بشكل غير ملائم، ويصفون ميليشياته بأنها مجموعة “فاغنر” المصرية.

ومع ذلك، يرى البعض أنه لا يشكل تهديدًا كبيرًا، حيث تظل مصر دولة قوية ومركزية للغاية. ويعتقد البعض أن الدولة تستغل العرجاني أكثر مما يستخدمه هو نفسه، وإذا انحرف عن النظام فسيتم سحقه.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى