مقالات ورأى

محمد أبوغزالة يكتب: دولة الطرق والكباري.. ليست للغلابة ولا المصريين

لا يتوقف النظام عن التغني بإنجازاته والتي بلغ الغناء حد النشازالناشر لكل الأمراض النفسية والعصبية والجسدية حتى، فبينما تطالب نائبة بافتتاح متحف لإنجازات الزعيم يستيقظ المصريون على كارثة متكررة بشكل مأساوي.

الضحايا نساء وأطفال وفتيات بعمر الزهور قتلهم النظام مرات عديدة بالفقر والغلاء والإهمال والتهميش ثم استكمل فصول جريمته حين تركهن يواجهن الموت غرقًا في غياب وسائل التأمين والحماية ابتداءا وفقدان وسائل الإنقاذ والإغاثة بالنهاية.

فيتكرر غرق سيارة محملة بعاملات خلال عبور النيل بواسطة معدية من قرية”أبوغالب” بمنشأة القناطر، من بينهن أطفال بعمر الزهور خرجوا بسبب الفقر والحاجة بحثا عن عمل في المزارع، وفي حصيلة أولية يموت “16”فتاة وسيدة غرقًا ويصاب “9”آخرين.

ليست الحادثة الأولى فالأمر متكرر ففي فبراير عام 2024 ، مات “10” عمال في غرق معدية تحمل عمالا من إحدى قرى منشأة القناطر وأًصيب “5” آخرين، سلسلة لا تتوقف ولا تنتهي من الحوادث المتشابهة منها فاجعة فلا ينسى أهل مصر وجه الطفلة شروق آخر ضحايا غرق سيارة ربع نقل محملة ب”23″ عامل أغلبهم أطفال لدى عودتهم من العمل بإحدى مزارع المنوفية في يناير عام 2022 .

مأساة مستمرة تعتبر أحد نتائج ارتفاع الفقر بمصر والذي وصل بحسب آخر إحصاء رسمي معلن لقرابة ال 30% من الشعب المصري، إلا أن دراسة مستقلة أعدتها مستشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء”هبة الليثي” كشفت ارتفاع نسبة الفقر ل 33.7 بالمئة في 2022، ما يعني أن هناك أكثر من 35 مليون مصري يعانون من الفقر.

ومع زيادة الفقر بمصر تتجه العائلات الفقيرة لتشغيل الأطفال وبعض من الأعمال التي يتلحقون بها تكون خطيرة على صحتهم الجسدية والنفسية ،فبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فإن 1.6 مليون طفل مصري عاملين، ما يعني طفلا من كل عشرة بمصر،بينهم 900 ألف طفل يعملون في ظروف عمل سيئة وغير آمنة، كما تخرج السيدات لأعمال غير مناسبة ولا تلبي الاحتياجات الأساسية للأسر، ما يرفع من مشاكل ملايين المصريين.

يأتي ذلك في ظل دولة تنفق ببذخ لكنها لا تنفق على الاحتياجات المهمة لمصر والمصريين، فبينما تنفق المليارات على بنية تحتية لعاصمة الأغنياء الإدراية وغيرها في العلمين، تترك المصريين يواجهون الموت غرقًا بلا كباري ولا نقل آمن ولا تلبية للحد الأدنى لمتطلبات حياتهم التي يفقدونها غرقا في معديات الموت أو على طرق الموت.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى