تقارير

هل تتجه العلاقات بين مصر وإسرائيل إلى أفق مسدود؟

اشتدت وتيرة التصعيد الدبلوماسي بين مصر وإسرائيل على خلفية سيطرة الأخيرة على معبر رفح بالجانب الفلسطيني ونشر قوات عسكرية، بما يخالف اتفاقية كامب ديفيد التى تعتبر رفح منطقة عازلة منزوعة السلاح، وقد امتنعت مصر في بادئ الأمر من التصعيد الدبلوماسي إزراء تلك الخطوة لئلا تُعطّل المفاوضات الجارية في القاهرة، خاصة أنها بقيت المفاوض الرئيسي في الأزمة بعد أن تراجع الدور القطري، والأحد، فاتخذت مصر خطوة رأها البعض رمزية حيث أعلنت الانضمام إلى جنوب أفريقيا في الدعوى التي رفعتها أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جريمة “إبادة جماعية”،  لكن مصادر دبلوماسية ألمحت أن القاهرة تدرس الأن خفض التمثيل الدبلوماسي مع تل أبيب بسبب التجاوزات الإسرائيلية في رفح وتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي. بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال.

وفي تطور لافت ألقى وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس اللوم على مصر فيما تعيشه غزة من أزمة أنسانية لعدم وصول المساعدات، فقال في تغريدة عبر منصة إكس: إن “العالم يحمّل إسرائيل مسؤولية الملف الإنساني، لكن مفتاح منع حدوث أزمة إنسانية في غزة أصبح الآن في أيدي أصدقائنا المصريين، في إشارة إلى أن استمرار إغلاق المعبر بيد مصر وليس بسبب الاعتداءات الإسرائيلية. وأضاف كاتس أن حماس لن تسيطر على معبر رفح، وهذه حاجة أمنية لن نتنازل عنها”.

 في إطار دحض المزاعم الإسرائيلية نقلت مصادر صحفية عن مسؤول مصرى إنه لا صحة لما صرح به وزير خارجية إسرائيل عن مسئولية مصر عن غلق معبر رفح، مضيفًا أن غلق المعبر بسبب التصعيد غير المبرر الذي تقوم به إسرائيل بمدينة رفح الفلسطينية. وأضاف المصدر أن مصر أبلغت إسرائيل بخطورة استمرارها في منع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.بحسب موقع ذات مصر.

دعم وتهديد

من جانبه قال الدكتور عمرو عبد المنعم الباحث في الشأن السياسي إن مصر هددت بسحب السفير المصري من تل أبيب وتعليق اتفاقية السلام ردا على الغطرسة الإسرائيلية، وهناك ضغط من إسرائيل للوقيعة بين مصر وأهل غزة، وأضاف في تصريحات خاصة لـ”موقع أخبار الغد” أن هناك من 300 إلى 400 من أهل غزة يمرون من معبر رفح يوميا للعلاج على نفقة الدولة المصرية، وذلك في مختلف مستشفيات مصر في أكثر من محافظة مثل مستشفى المنصورة العام وهناك من يتعالج في القصر العيني وعين شمس التخصصي وعين شمس العبور.

وأضاف عبد المنعم: بعد فترة العلاج يتم نقل العائلات إلى عمارات سكنية على مستوى الجمهورية وإمدادها بكل ما يلزم، وهم على اتصال دائم بالسفارة الفلسطينية، وهناك تنسيق كامل بين السفارة الفلسطيينية في القاهرة والجهات المسؤولة في مصر، وأشار الباحث السياسي إلى أن من يتهم مصر بالتقصير فهو لا يدري ما يحدث وراء الكواليس. وفيما يتعلق بالمساعدات قال عبد المنعم إن هناك ما يقرب من 600 إلى 1600 شاحنة تدخل من الجانب المصري يوميا وأن المتسبب الرئيسي في منع دخولها هو الكيان الإسرائيلي المحتل.

وبالأمس اتهم وزير الخارجية المصري سامح شكري إسرائيل بأنها المسؤولة عن الأزمة الإنسانية الحالية في قطاع غزة، وذلك تعقيبًا على تصريحات نظيره الإسرائيلي الذي اتهم مصر بأنها هي المسؤولة عن غلق معبر رفح، وشهدت العلاقات بين مصر وإسرائيل توترا عقب سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، إذ رفضت القاهرة التنسيق مع تل أبيب في دخول المساعدات من معبر رفح بسبب “التصعيد الإسرائيلي غير المقبول”، وفق ما نقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية، السبت، عن مسؤول مصري رفيع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى