رويترز: القوات الإسرائيلية تتوغل في شمال وجنوب قطاع غزة
توغلت قوات إسرائيلية يوم الاثنين بعمق وسط الأنقاض في شمال قطاع غزة لإعادة السيطرة على منطقة قالت قبل شهور إنها ألحقت فيها الهزيمة بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بينما توغلت دبابات وقوات على الجانب الآخر من القطاع عبر طريق سريع يؤدي إلى رفح.
ومع وقوع بعض من أعنف المعارك منذ أسابيع على الأطراف الشمالية والجنوبية لقطاع غزة، فر مئات الآلاف من الفلسطينيين مرة أخرى فيما حذرت جماعات الإغاثة من أن الأزمة الإنسانية قد تتفاقم بشكل حاد.
ووصفت إسرائيل عودتها الأحدث إلى الشمال، الذي سحبت منه معظم قواتها قبل خمسة أشهر، بأنها جزء من مرحلة “التطهير” في الحرب لمنع المقاتلين من العودة. وقالت إن مثل هذه العمليات دائما ما كانت جزءا من استراتيجيتها. ويقول الفلسطينيون إن الحاجة إلى مواصلة القتال وسط الأنقاض التي خلفتها معارك سابقة لهي دليل على أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية عصية على التحقق.
وفي جباليا، تحاول الدبابات التقدم باتجاه وسط المخيم، وهو أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في غزة. وقال سكان إن قذائف الدبابات تسقط في وسط المخيم وإن الضربات الجوية دمرت عددا من المنازل.
وشوهدت من الحدود الإسرائيلية يوم الأحد سحب كثيفة من الدخان الأسود الناجم عن الانفجارات تتصاعد فوق شمال قطاع غزة.
وتسعى القوات الإسرائيلية إلى القضاء على حماس التي تقول إن هدفها تدمير إسرائيل. وقادت الجماعة المسلحة هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أدى بحسب الإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب تجاوز حتى الآن 35 ألفا وإن هناك مخاوف من فقدان آلاف آخرين تحت الأنقاض. وأدى القتال كذلك إلى تدمير القطاع الساحلي وتسبب في أزمة إنسانية طاحنة. وحذرت وزارة الصحة في غزة في بيان يوم الاثنين من أن النظام الطبي على وشك الانهيار بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل مولدات الطاقة وسيارات الإسعاف.
وذكر مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني يوم الاثنين أنهم انتشلوا حتى الآن 20 جثة لفلسطينيين قتلوا في الغارات الجوية التي استهدفت جباليا الليلة الماضية في حين أصيب العشرات.
وفي رفح بالقرب من الحدود مع مصر كثفت إسرائيل القصف الجوي والبري على المناطق الشرقية من المدينة. وسقط قتلى في ضربة جوية على منزل في حي البرازيل.
وأمرت إسرائيل السكان بالخروج من شرق المدينة قبل أيام ثم وسعت نطاق هذا الأمر ليشمل المناطق الوسطى مما دفع مئات الألوف من الناس، ومعظمهم نازحون، إلى الفرار بحثا عن ملاذات أخرى.
وقال سكان إن القصف الجوي والبري يشتد وإن دبابات إسرائيلية قطعت طريق صلاح الدين الذي يقسم الجزء الشرقي من المدينة.
وقال بسام (57 عاما)، وهو من حي الشابورة في رفح، “الدبابات قطعت طريق صلاح الدين شرق المدينة، وقوات الجيش الآن في الجنوب الشرقي، بيحشدوا قريب من المناطق المأهولة، الوضع صعب جدا جدا وأصوات الانفجارات ما بتوقف”.
وأضاف لرويترز عبر تطبيق للتراسل “الناس ما زالت بتنزح من رفح حتى المناطق الغربية ولا مكان آمن حاليا. الناس بتحاول تطلع الآن مشان ما تغادر في آخر لحظة، خاصة إذا الدبابات ممكن تجتاح فجأة والحركة راح تكون متأخرة”.
وقدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة أن نحو 360 ألفا فروا من المدينة الواقعة بجنوب القطاع منذ أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر الإخلاء.