لأول مرة.. اعتقال 2200 مؤيدًا لغزة من الطلاب والعاملين في عدد من الجامعات الأمريكية (فيديو)
نفذت أعداد ضخمة من الشرطة عمليات مداهمة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، رداً على اعتصامات الطلاب السلمية داخل حرم جامعاتهم تضامناً مع الفلسطينيين، وألقت القبض على أكثر من 2000 شخص حتى الآن، في حصيلة وصفت بأنها غير مسبوقة.
واستخدمت الشرطة أحيانًا معدات مكافحة الشغب والقنابل المضيئة والهراوات لإزالة المخيمات والمباني التي اعتصم فيها المحتجون.
وكشفت السلطات يوم الخميس أن أحد الضباط أطلق النار عن طريق الخطأ من مسدسه داخل مبنى إدارة جامعة كولومبيا أثناء إخلاء المتظاهرين المعتصمين داخله، حين كان يحاول استخدام المصباح اليدوي الملحق بمسدسه.
جامعة كولومبيا
في 18 أبريل، قامت شرطة نيويورك بإخلاء مخيم في جامعة كولومبيا، واعتقلت ما يقارب 100 طالب. لكن المتظاهرين أقاموا خياماً جديدة وتحدوا تهديدات قوات الأمن بالإيقاف، وصعّدوا من تحركاتهم في وقت مبكر من يوم الثلاثاء باحتلال قاعة هاملتون، وهو وهو المبنى نفسه الذي سيطر عليه الطلاب عام 1968 احتجاجاً على حرب فيتنام.
وأظهرت لقطات “دراماتيكية” الشرطة وهي تتسلق سلماً لدخول المبنى الذي استولى عليه الطلاب لإخراجهم منه.
وكانت الجامعة قد طلبت في وقت سابق من الطلاب المغادرة أو مواجهة الطرد، فيما يطالب المتظاهرون الجامعة بسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب العملية العسكرية المستمرة في قطاع غزة.
ولم يتعرض المبنى في الاحتجاجات الأخيرة لأضرار كثيرة أثناء احتلال الطلاب له سوى بعض النوافذ التي تعرضت للكسر، وتحريك بعض الأثاث.
وبحسب تقرير في موقع “إنترسبت”، لم تكن الأضرار التي لا تُذكر بالممتلكات هي التي كانت الشرطة تسعى للمحافظة عليها، ولا احتلال الطلاب الحرم الجامعي، فقد فعل الطلاب ذلك من قبل في العقود الأخيرة دون أن يستدعي مديرو جامعاتهم قوة الشرطة العسكرية، إنما كانت رسالة المتظاهرين التي تدين إسرائيل وتدعو إلى تحرير فلسطين هي التي يتم قمعها.
وأظهر إحصاء أجرته وكالة أسوشيتد برس يوم الخميس وجود ما لا يقل عن 50 حادثة اعتقال في 40 كلية أو جامعة أمريكية مختلفة منذ 18 أبريل.
جامعة كاليفورنيا
وعلى غرار ما حدث في جامعة كاليفورنيا، انتشرت خيام المعتصمين الذين يطالبون الجامعات بوقف التعامل مع إسرائيل أو الشركات التي يقولون إنها تدعم الحرب على غزة في جامعات أخرى في جميع أنحاء البلاد، في حركة طلابية لا مثيل لها في هذا القرن.
اقتحم مئات من عناصر الشرطة الأمريكية، فجر أمس الخميس، جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، مجهزين بمعدات لمكافحة الشغب، وفضوا بالقوة اعتصاماً ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعدما فككت مخيم المعتصمين واعتقلت ما لا يقل عن 200 شخص، مستخدمة قنابل الغاز والقنابل الصوتية، فيما تتخذ الاحتجاجات الطلابية منحى تصاعدياً مع تكرار رفع العلم الفلسطيني على ساريات الجامعات، وسط مخاوف من انفلات الوضع وخروجه عن السيطرة.
وتحدى مئات الطلاب الأوامر بالإخلاء، وشكل بعضهم سلاسل بشرية بينما كانت الشرطة تطلق قنابل ضوئية لتفريق الحشود، واستمرت الاشتباكات لساعات.
وفي الوقت نفسه، عملت الشرطة على تفكيك المنصات الخشبية والألواح الخشبية المحيطة بالمخيم وأزالت الخيام، بينما هتف المتظاهرون “فلسطين ستتحرر”.
وقبل ذلك بيوم، هاجمت مجموعة ملثمة مؤيدة لإسرائيل معسكرًا طلابيًا مؤيدًا للفلسطينيين داخل الحرم الجامعي بجامعة كاليفورنيا، وبحسب شهود عيان، فإن الملثمين ألقوا غازاً مسيلاً للدموع وزجاجات مياه… كما أنهم اعتدوا على صحفيين في المكان.
اتساع رقعة الحراك
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وكارولينا الشمالية.
اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات أخرى في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، التي شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.