السعودية وسلطنة عمان تعززان التعاون الثنائي خلال لقاء وزيري خارجيتهما في مسقط

شهدت العاصمة العمانية مسقط لقاءً تاريخياً بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ونظيره العماني بدر بوسعيدي، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية مستجدة.
ناقش الوزيران خلال اجتماعهما استراتيجيات تعميق التعاون الثنائي بين البلدين، بالإضافة إلى الوسائل الممكنة لمعالجة القضايا الإقليمية والدولية. وقد أعرب الجانبان عن أهمية هذه المناقشات في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفقًا للبيان الصادر عن وزارة الخارجية العمانية، استقبل بدر بوسعيدي الوزير فيصل بن فرحان فور وصوله إلى مسقط، مما يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين. وجرى خلال الاجتماع استعراض آخر التطورات المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية، حيث تم الاتفاق على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية والسياسية لمعالجة التحديات المشتركة.
قال الوزير فيصل بن فرحان: “إن تعزيز العلاقات مع سلطنة عمان يأتي في إطار رؤيتنا المشتركة لتحقيق الاستقرار في المنطقة. نحن ملتزمون بالعمل سوياً لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية”.
وعلق بدر بوسعيدي قائلاً: “إن اللقاء يمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز التعاون بين بلدينا، ونؤكد على أهمية الحوار الدائم لمواجهة القضايا التي تهم شعبينا والمنطقة”.
وأكد الوزيران على “أهمية استمرار التنسيق والتشاور بينهما وتكثيف التعاون المشترك بما يعود بمزيد من المنافع على البلدين وسائر دول المنطقة، ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين ويدعم جهود التنمية المستدامة”.
من جانبها، أفادت الخارجية السعودية في بيان، بأن الوزيرين استعرضا “العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وناقشا مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها”.
ووفق بياني الخارجيتين العمانية والسعودية زار الوزيران منفذ الربع الخالي الحدودي الرابط بين المملكة والسلطنة، واطلعا على التجهيزات الحديثة التي تشمل صالات إنهاء إجراءات المسافرين، إضافة إلى التسهيلات اللوجستية والإدارية لتيسير حركة العبور بهدف تعزيز الزيارات والتبادل بين البلدين.
وقبل زيارته لمسقط، تلقى وزير الخارجية السعودي اتصالا هاتفيا من نظيره الإيراني عباس عراقجي، بحثا خلاله “مستجدات المحادثات التي ترعاها سلطنة عمان بين إيران والولايات المتحدة، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك”، وفق بيان سابق للخارجية السعودية.
والسبت، استضافت سلطنة عمان جولة ثالثة من مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
وسبق أن انطلقت الجولة الأولى من المفاوضات بسلطنة عمان في 12 أبريل/ نيسان الجاري، ولاقت ترحيبا عربيا، ووصفها البيت الأبيض بأنها “إيجابية للغاية وبناءة”.
وفي عام 2015، وقّعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا اتفاقا مع إيران، فرض قيودا على برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات الدولية عنها.
لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021)، انسحب من الاتفاق عام 2018، معتبر أنه “سيئ وغير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية”.
وعقب تسمله ولايته الثانية الحالية في يناير/ كانون الثاني الماضي، أعاد ترامب فرض عقوبات أمريكية على طهران لإجبارها على إعادة التفاوض من أجل اتفاق موسع، فيما التزمت طهران بالاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترامب، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا.