ملفات وتقارير

ترامب يسعى للضغط على مصر بسبب رفضها تهجير الفلسطينيين، مستخدمًا قناة السويس كوسيلة للابتزاز

  • ترامب يدعو لعبور السفن الأمريكية مجانًا عبر قناتي السويس وبنما: ردود فعل غاضبة من السياسيين المصريين
  • دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عبور السفن الأمريكية عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم، مما أثار ردود فعل سلبية من مختلف الأوساط السياسية والإعلامية في مصر.
  • في خطوة غير مسبوقة لرئيس أمريكي، أعرب ترامب عن موقفه بأن القناتين لم تكونا لتوجد لولا بلاده. وقد تعهد رئيس الوزراء المصري بالاجتماع لبحث العلاقات المتعلقة بقناة السويس، مُشددًا على أهمية القناة في الاقتصاد المصري.
  • الخلافات حول هذا الطلب بدأت تتزايد، حيث صرح أستاذ القانون الدولي أيمن سلامة أن مطالبة ترامب “تفتقر لأي أساس قانوني أو منطقي” وأنها تستند على “منطق القوة والنفوذ”. من جانبه، وصف النائب مصطفى بكري ذلك بأنه “محاولة للتحرش بمصر وقيادتها” التي تتصدى لمخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن ذلك “ابتزاز مرفوض”.
  • بينما صرحت الإعلامية لميس الحديدي، بأن “مصر لم تطلب من الولايات المتحدة شن ضربات على الحوثيين حتى تدفع ثمنها”، مشيرة إلى مواقفها الثابتة تجاه الأزمات الإقليمية.
  • تجدر الإشارة إلى أن قناة السويس تمثل أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وقد تأثرت بشكل سلبي جراء تغيير بعض شركات الشحن لمسارات سفنها إلى رأس الرجاء الصالح. كما تتوقع التقارير انخفاض إيرادات القناة بمقدار 7 مليارات دولار خلال عام 2024 بسبب التطورات السلبية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

طلب ترامب هو الأول من نوعه على لسان رئيس أمريكي، وتتجاهله مصر رسميا حتى الآن، وإن عقد رئيس وزرائها اجتماعا أكد فيه أهمية القناة باعتبارها “بوابة لوجستية مهمة تربط بين الشرق والغرب”.

ومساء السبت، كتب ترامب عبر منصة تروث سوشيال: “يجب السماح للسفن الأمريكية، العسكرية والتجارية على السواء، بالمرور بحرية (مجانا) عبر قناتي بنما والسويس”.

انتقادات مصرية حادة لطلب ترامب بشأن قناة السويس

في ظل تصاعد التوترات، توجهت الأنظار نحو التصريحات الأمريكية التي دعا فيها الرئيس السابق دونالد ترامب وزير خارجيته للتدخل في الشؤون المرتبطة بقناة السويس. يأتي هذا في وقت يعي فيه الجميع الأهمية الاستراتيجية للقناة التي تعد أحد أبرز المعابر التجارية في العالم.

وكان ترامب قد أعلن في منشور له بأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تتولى المسؤولية عن أمرين رئيسيين متعلقين بالقناة، مما أثار استنكاراً واسعاً داخل الأوساط السياسية والشعبية في مصر. وقد علق مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز على ذلك عبر منصة إكس، مشيراً إلى أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تدفع ثمن شيء تدافع عنه.

ورغم أن مصر لم تصدر بياناً رسمياً بشأن الطلب، إلا أن الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مع رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين يعكس استعداد الحكومة للرد على الأمور المتعلقة بالقناة. وأكد المدبولي على أهمية هذه المنطقة كونها “بوابة لوجستية مهمة تربط بين الشرق والغرب، وتوفر فرصاً واعدة للمستثمرين بفضل موقعها الاستراتيجي”.

وقد انتشرت في مصر ردود فعل سلبية تجاه طلب ترامب، حيث أطلق نشطاء حملة عبر منصة “إكس” تحت هاشتاغ #قناة_السويس_خط_أحمر، معبرين بذلك عن رفضهم لأي تدخل خارجي في شؤونهم الوطنية.

أيمن سلامة: قناة السويس ليست للبيع وحقوق مصر السيادية فوق نزوات ترامب

انتقد أستاذ القانون الدولي أيمن سلامة في بيان صدر يوم الأحد، التصريحات الأمريكية التي تتعلق بقناة السويس، مؤكداً أن هذه التصريحات تمثل تجاوزاً لمبادئ القانون الدولي وتجاهلاً للحقوق السيادية لجمهورية مصر العربية.

في سياق حديثه، أوضح سلامة أن “قناة السويس شريانا حيوياً للتجارة العالمية، وهي خاضعة لنظام قانوني مصري راسخ”. وأكد أنه لا يوجد في التشريعات المصرية أي بند يمنح الولايات المتحدة الأمريكية أو أي دولة أخرى استثناء خاصاً من دفع رسوم العبور.

وأضاف سلامة: “مطالبة ترامب باستثناء الولايات المتحدة وحدها من دفع الرسوم تفتقر إلى أي أساس قانوني أو منطقي.. يبدو أنها تستند إلى منطق القوة والنفوذ”.

وواصل سلامة حديثه قائلاً: “قناة السويس ليست ملكاً لأحد غير مصر، ولا يمكن لأي تصريحات أو مطالب غير قانونية أن تنتقص من هذا الحق السيادي أو تفرض استثناءات غير مبررة”.

مصطفى بكري يرد على تصريحات ترامب حول قناة السويس: “محاولات ابتزاز”

أعرب النائب البرلماني مصطفى بكري عن استيائه من التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ادعى فيها أن قناة السويس لم تكن لتوجد لولا الولايات المتحدة الأمريكية.

في رسالته عبر منصات التواصل الاجتماعي، قال بكري: “يقول ترامب: لولا أمريكا ما كانت قناة السويس. بأمارة إيه (بأي دليل؟!)”، مشدداً على أن حفر القناة تم من قبل المصريين بين عامي 1859 و1869، عندما كانت الولايات المتحدة لا تزال في بداياتها.

كما أضاف بكري في منشور آخر: “لا أستطيع أن أفهم على أي أساس يطالب الرئيس الأمريكي ترامب بذلك. هناك سبب واحد في تقديري، يتمثل في سياسة البلطجة الأمريكية، ومحاولات ابتزاز الدول ذات سيادة،” مؤكدًا على ضرورة احترام التاريخ والحقائق دون تدخلات أو تفسيرات غير دقيقة.

“إن تصريحات ترامب تعكس محاولة للتقليل من قيمة الإنجازات المصرية والتاريخ العظيم للقناة التي تعد شرياناً حيوياً للتجارة العالمية”، اختتم بكري.

واستطرد: “يا سيد ترامب، نحن لسنا من جمهوريات الموز، أو لسنا ولاية أمريكية جديدة”.

وأردف: “حذرت منذ أيام من أن ما يجري في البحر الأحمر واليمن (العدوان العسكري الأمريكي) ليس هدفه الحوثيين، لصالح الشرعية اليمنية، وإنما هدفه عسكرة البحر الأحمر والسيطرة عليه والتحكم في مضيق باب المندب، وها هو ترامب يؤكد ذلك”.

وفي 15 مارس/ آذار الماضي، استأنفت الولايات المتحدة هجماتها ضد اليمن بعد أوامر أصدرها ترامب لجيش بلاده بشن “هجوم كبير” ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ”القضاء عليها تماما”.

لكن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس الماضي، حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

والاثنين، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” عبر “إكس”، أنها وجهت أكثر من 800 ضربة عسكرية لليمن، وتوعدت بمواصلة عدوانها.

وشدد بكري على أن “سيناريو الابتزاز الأمريكي (..) محاوله للتحرش بمصر وقيادتها التي تصدت لمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وهو أمر مرفوض وغير مقبول جملة وتفصيلا”.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/ آذار الماضي، وتهدف لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.

لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

لميس الحديدي: أمريكا ليست لها دور في قناة السويس وتوقعات بتراجع ترامب عن تصريحاته

تتنبأ الإعلامية المصرية لميس الحديدي، القريبة من السلطات، بتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تصريحاته الأخيرة حول قناة السويس. جاء ذلك في تغريدة عبر منصة “إكس”، حيث أوضحت مدى عدم فهم ترامب لأهمية القناة مقارنةً بقناة بنما.

وأشارت الحديدي إلى أن “لا دور لأمريكا على الإطلاق في حفر أو تشغيل أو حماية قناة السويس”، مما يبرز الفهم الخاطئ الذي يقع فيه ترامب حول الفروقات بين القناتين التاريخيتين. ووصفت الضربات الأمريكية ضد الحوثيين بأنها تصب في إطار المصالح الأمريكية الإسرائيلية، مُؤكدةً أن مصر لم تطلب هذه التدخلات ولم تكن السبب في اتخاذ أي خطوات بهذا الشأن.

كما أوضحت أنه من الواضح أن تلك التصريحات تأتي في سياق بداية للتفاوض من أجل الحصول على معاملة تفضيلية للسفن الأمريكية، وهو ما يتطلب من السيناتور ماركو روبيو تذكير رئيسه بتاريخ قناة السويس وأهميتها لأمريكا وللعالم، مشيرةً إلى ضرورة توضيحه له الفرق بين القناتين على الخريطة.

أحمد موسى يحذر من تصريحات ترامب حول قناة السويس: “خط أحمر” لن تقبل به مصر

حذر الإعلامي أحمد موسى من تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مشدداً على أنها تتسم بالخطر والسخافة. جاء ذلك في تغريدة له عبر “إكس”، حيث اعتبر أن هذا النوع من الحديث يمس بشكل مباشر السيادة المصرية ويستفز الشعور الوطني.

وفي تفاصيل التصريحات، قال موسى إن ترامب يتعمد تشويه التاريخ، مؤكداً أن الولايات المتحدة لم تلعب أي دور تاريخي في حفر أو تشغيل قناة السويس منذ تأسيسها قبل 160 عاماً. ووضح أن “دفع رسوم عبور السفن منصوص عليه في القوانين المصرية والدولية والاتفاقيات المنظمة للعبور”، معتبرًا أن ما قاله ترامب تجاوز شديد يستدعي التصحيح.

وأضاف موسى أن “العلاقات بين مصر والولايات المتحدة استراتيجية لا يمكن التضحية بها من قِبل أي رئيس أمريكي”، مشيرًا إلى أن “قناة السويس بالنسبة لكل مصري خط أحمر ولن تسمح مصر لأحد الاقتراب من هذا الأمر”.

وفي نفس السياق، انتقد الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية مقرر المحور السياسي بالحوار الوطني، ما صرح به ترامب أيضًا. حيث أوضح في تصريحات متلفزة أن طلب ترامب “يخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية القسطنطينية لعام 1888، ويتسم بعدم الدقة ويخالف الأنظمة المعمول بها فيما يخص مرور السفن في القناة”.

حزب الوفد وحزب الوعي المصري يصدان تصريحات ترامب بشأن قناة السويس

أعرب رئيس حزب الوفد، عبد السند يمامة، عن تأكيده الراسخ على أن قناة السويس ستبقى ملكًا خالصًا للشعب المصري، مشددًا على أهمية السيادة الوطنية في إدارة هذه المعلمة الاستراتيجية.

في بيان رسمي، عبر يمامة عن استياءه من التصريحات التي صدرت عن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بخصوص فرض رسوماً على المرور عبر قناة السويس. وأكد أن القناة “خاضعة للسيادة الوطنية الكاملة للدولة المصرية، ولا يجوز لأي جهة أو دولة التدخل في سياسات إدارتها أو تحديد رسوم عبورها”.

وأشار يمامة إلى أن فرض الرسوم يتبع “اتفاقيات دولية ومعايير اقتصادية عادلة”، موضحاً أنه “لا تمييز في تطبيق هذه الرسوم بين الدول”، وأن ذلك يعكس التزام مصر بمبادئ حرية الملاحة التي نصت عليها الاتفاقات الدولية، وخاصة اتفاقية القسطنطينية لعام 1888.

من جانبه، أدان حزب الوعي المصري تصريحات ترامب في بيان خاص، معبراً عن “استهجان شعبي شديد” وتحذير من “خطر الخطاب الذي يسعى لتطبيع فكرة المرور المجاني تحت ضغوط سياسية أو عسكرية”. وأكد الحزب أن “مصر، بكل قواها الوطنية والشعبية والحزبية، سترفض بحسم أي محاولة للمساس بسيادتها أو النيل من حقوقها التاريخية والقانونية”.

قناة السويس تواجه تحديات جديدة بفعل الأحداث الإقليمية وتأثيراتها على الملاحة العالمية

تواجه قناة السويس، الممر المائي الاستراتيجي الذي يمثل 10% من التجارة العالمية، تحديات جديدة نتيجة الأحداث الأخيرة في المنطقة، مما يؤثر سلباً على إيراداتها وقدرتها على جذب السفن.

حيث تمثل قناة السويس أقصر الطرق البحرية التي تربط دول أوروبا مع دول المحيط الهندي، وفي ظل الظروف المتغيرة عالمياً، تمثل القناة أهمية كبيرة كمصدر رئيسي للعملة الصعبة لمصر. لكن، ازدادت صعوبة موقف القناة بعد اندلاع الحرب في غزة وبداية الهجمات الحوثية على السفن التابعة لإسرائيل، مما دفع العديد من شركات الشحن العالمية لتغيير مسارها إلى أسفل رأس الرجاء الصالح، ومما أثر سلباً على إيرادات القناة.

وقد أشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريح له إلى أن مصر تخسر حوالي 800 مليون دولار شهرياً نتيجة الأوضاع الراهنة. كما ذكرت الرئاسة المصرية أن إيرادات القناة فقدت 7 مليارات دولار في العام 2024 بسبب الأحداث في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

“هذه التحديات تتطلب منا إعادة تقييم استراتيجياتنا لجذب السفن والحفاظ على مكانة قناة السويس كأحد أكبر الممرات المائية في العالم”، قال أحد المتحدثين باسم هيئة قناة السويس.

أن هذه التحديات تأتي في وقت حساس، حيث كانت إيرادات القناة قد وصلت إلى 10.25 مليار دولار في العام 2023، وقد يكون من الضروري وضع استراتيجيات جديدة لتعزيز العملية التجارية واستمرار الحركة الملاحية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى