أخبار العالم

دونالد ترامب يعين توم باراك اللبناني الأصل سفيراً أمريكياً لدى تركيا رسمياً

أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في ديسمبر 2024 عن تعيين توم باراك اللبناني الأصل سفيراً للولايات المتحدة في تركيا مؤكداً نجاح باراك في إدارة شركة عالمية متخصصة في رؤوس الأموال واستناداً إلى خبراته المتراكمة وعلاقاته الواسعة في عالمي السياسة والأعما

أوضح الرئيس الأمريكي أن توم باراك نشأ في مدينة كلفر سيتي بولاية كاليفورنيا بعد أن هاجر أجداده المسيحيون اللبنانيون من مدينة زحلة اللبنانية إلى الولايات المتحدة عام 1900 لافتاً إلى أن والده كان بائع بقالة بينما عملت والدته كسكرتيرة

حصل باراك عام 1969 على شهادة البكالوريوس من جامعة جنوب كاليفورنيا وشارك خلالها ضمن فريق الرجبي ثم التحق بكلية جولد للقانون بنفس الجامعة قبل أن يكمل دراسته ويحصل عام 1972 على درجة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة سان دييغو

بدأ باراك مسيرته المهنية في شركة المحاماة التي كان يملكها هربرت كالمباك المحامي الشخصي للرئيس ريتشارد نيكسون ثم أُرسل عام 1972 إلى المملكة العربية السعودية ضمن وفد لإبرام عقد لإنشاء مصنع للغاز السائل مع الحكومة السعودية

تعرف باراك خلال وجوده في السعودية على شخصية بدوية تعمل مديرا في شركة أرامكو وقام بدعوتها إلى مزرعته بكاليفورنيا ليتوسط لاحقاً لصالح أرامكو في شراء 375 حافلة مدرسية وبعد ذلك وظفه أبناء الملك فيصل بن عبد العزيز ليكون ممثلهم في الولايات المتحدة الأمريكية

شهد عام 1974 توسط باراك في صفقة بين أميرين سعوديين ورجل أعمال أمريكي لشراء قطعة أرض في هايتي لإقامة مصفاة تكرير نفط بالتعاون مع حاكم البلاد جان كلود دوفالييه بغرض بيع النفط بأسعار مخفضة

عمل باراك عام 1982 بمنصب نائب وكيل وزارة الداخلية الأمريكية تحت إدارة جيمس وات خلال رئاسة رونالد ريغان مشيراً إلى أن الحرس السري الأمريكي كان يحتفظ بخيوله في مزرعته عندما كان الرئيس ريغان يقيم في مزرعته المجاورة رانشو دل سييلو

توماس جوسف باراك

أعرب باراك عن خيبة أمله من العمل الحكومي بعد طلب الإدلاء بشهادته أمام لجنة من الكونغرس إثر دفعه هدية لمشتري منزل المدعي العام الأمريكي إدون ميس وهو ما أدى لاحقاً إلى إعلان وات استقالته من مزرعة باراك

تعود علاقة باراك بدونالد ترامب إلى عام 1987 عندما توسط في صفقة استحواذ ترامب على نسبة 20 بالمئة من أسهم شركة تمتلك سلسلة متاجر أمريكية ولاحقاً عام 1988 لعب دوراً رئيسياً في مساعدة ترامب على شراء فندق بلازا بنيويورك بمبلغ 410 ملايين دولار نقداً

نشأت صداقة متينة بين الرجلين مع مرور السنوات حيث أصبح باراك أحد المقربين لترامپ ممن يمكنهم معارضته أو تصحيح آرائه كما ساعد ترامب خلال أزمته المالية في التسعينيات عبر السعي لجذب استثمارات من الشرق الأوسط

تواصل بنك تشيز مانهاتن مع باراك عام 1994 لمساعدتهم في أزمة ديون ترامب التي بلغت آنذاك 100 مليون دولار مستعرضاً تحركات باراك في الشرق الأوسط لجلب دعم مالي لترامب رغم توصل ترامب لاحقاً إلى اتفاق مع مستثمرين من هونغ كونغ

كذلك استثمر باراك في مشاريع صهر ترامب جاريد كوشنر وتحدثت نيويورك تايمز عن قدرة باراك على تعريف كوشنر بحكام الخليج بفضل صداقاته القديمة معهم

ترأس باراك لجنة تنصيب ترامب الرئاسية عام 2016 كما كان مستشاراً بارزاً لحملته الانتخابية وواحداً من كبار جامعي التبرعات لدعمه السياسي

واجه توم باراك عام 2021 تهماً بالعمل كعميل أجنبي غير مسجل وعرقلة سير العدالة والإدلاء بتصريحات كاذبة حيث سُجن يومين ثم أطلق سراحه مقابل كفالة بلغت 250 مليون دولار مضمونة بدفع 5 ملايين دولار نقداً

شملت التحقيقات اتهامات لباراك بمحاولة استقطاب مئات الملايين من الاستثمارات من دولة الإمارات العربية المتحدة خلال فترة عمله كمستشار لترامب عبر ممارسة ضغوط لصالح المصالح الإماراتية

زعموا ممثلي الادعاء أن صناديق سيادية إماراتية استثمرت 374 مليون دولار في مشاريع شركة كولوني كابيتال التي كان يرأسها باراك رغم ادعاء محاميه راندال جاكسون أن هذا المبلغ يمثل أقل من واحد بالمئة من حجم ميزانية الشركة

أشار الادعاء إلى تقديم باراك وعوداً للمسؤولين الإماراتيين بإمكانية الوصول إلى حملة ترامب الانتخابية عام 2016 مضيفاً أنه في أكتوبر 2022 خلال مقابلة مع وزارة الخارجية لم يكشف باراك عن الأسماء الإماراتية الأربعة التي كانت تربطه بهم علاقات وثيقة

والأسماء التي ذكرها باراك خلال المقابلة تضمنت الوليد بن طلال آل سعود ورجل الأعمال ناتشو فيغيراس والمصرفي روبرتو هرنانديز راميريز دون تقديم تفاصيل إضافية

وفي الرابع من نوفمبر 2022 تمت تبرئة توم باراك ومساعده ماثيو جرايمز من جميع التهم الموجهة إليهما حيث عبر باراك لاحقاً عن دعوته لإنهاء الانقسامات السياسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية مؤكداً احترامه لأي رئيس منتخب

والدور الذي لعبه توم باراك طوال العقود الماضية عبر بناء شبكة علاقات واسعة مع شخصيات خليجية بارزة من بينها يوسف العتيبة سفير الإمارات السابق لدى واشنطن والذي تربطه بباراك صداقة شخصية قوية ساعدت في بناء الجسور بين قادة الخليج والإدارة الأمريكية

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى