العالم العربيمقالات وآراء

نصر القفاص يكتب هوامش على دفتر السفلة والسفهاء!! حكاية “جرذان الصحافة” 23

مازلت أذكر المرة الأولى التى دخلت فيها “نقابة الصحفيين”, وكانت تشهد انتخابات ساخنة بين “يوسف السباعى” و”يوسف إدريس” على منصب النقيب – لاحظ أن كليهما أهرامى – وأتذكر أول مرة دخلت فيها جريدة “الأهرام”

وكانت لزيارة “عبد الوهاب مطاوع” وقت رئاسته للقسم الاقتصادى.. وقتها كنت صحفيا – تحت التمرين – فى جريدة “الجمهورية” وأتطلع إلى “الأهرام” باعتبارها كانت حلم أبناء جيلى! مشوارى فى مهنة الصحافة كان طويلا وعريضا وعميقا.. تنقلت خلاله بين صحف: دار التحرير “المساء والجمهورية” وفترة قصيرة فى “روزاليوسف” ومثلها بمجلة “المصور” ثم انطلقت مع تجربة “مايو” منذ تأسيسها باختيار “إبراهيم سعدة” رئيس تحريرها ورئيس تحرير “أخبار اليوم” فى الوقت نفسه.. وغادرت مصر إلى السعودية للعمل بمجلة “الشرق” فى الدمام لنحو عام ونصف.. بعد عودتى انتقلت إلى “الأهرام” كأحد مؤسسى مجلة “الأهرام الرياضى” مع الصديق “إبراهيم حجازى”.. وداخل “الأهرام” شاركت فى تأسيس “الأهرام المسائى” و”الأهرام العربى”

حتى أخذنى مشوارى المهنى إلى عضوية “الدسك المركزى” بالجريدة الأكبر والأعرق فى العالم العربى.. وابتعدت لنحو سبع سنوات كمراسل ثم مديرا لمكتب “الأهرام” فى الجزائر.. وبعد عودتى توليت الإشراف على الطبعات العربية “مديرا للتحرير”.. وخلال مشوارى المهنى عملت كمندوب أخبار.. محقق صحفى.. محرر برلمانى.. محرر رياضى.. محرر شئون عربية.. غير العمل فى عدة صحف عربية شرقا وغربا.. وكل هذه التجارب تحمل بصمة متواضعة لجهدى الصحفى..

ويشرفنى عدد لا بأس به من الصحفيين المرموقين, وبعضهم اختار طريق السفلة, بأنهم بدأوا تجاربهم الصحفية فى ظل مواقع قيادية شغلتها.. وكل تجربة أضافت لى خبرات وعلمتنى الكثير.. إستمتعت كما تألمت طوال مشوارى, حتى وجدتنى “على رصيف” المهنة وقت أن تولى أمر قيادة الصحف أولئك الذين يصعب عليهم العيش دون التنفس عبر “الأجهزة” وكلهم نعرفهم كصحفيين جيدا!! عملت لسنوات فى الإعلام التليفزيونى, لأنال قدر من النجاح عبر برامج قدمتها فى قنوات: “الأهلى”, “المحور”, “الحياة”, و”اون فى فى”.. ولما ذهب الإعلام إلى “طريق الندامة” إستقر بى المقام فى بيتى.. لم أتوقف عن الكتابة والاجتهاد, عبر مواقع التواصل الاجتماعى “الفيسبوك” لأقدم مقالات وسلاسل من التحقيقات التى تحفظها ذاكرة صفحتى..

كنت أتحول إلى ناشر لما يعجبنى من كتابات الآخرين إذا خاصمتنى الرغبة فى الكتابة!! أتذكر الصديق “جورج ساسين” وكان صحفيا لبنانيا مرموقا, عملت معه فى واحدة من تجاربى.. كان يداعبنى قائلا أن أكبر عيوب الصحفى المصرى أنه باحث عن “لقمة العيش” دون إدراك أنه يعمل فى “بلاط صاحبة الجلالة” التى تعطى الكثير لكل من يملك أدواته كصحفى..

ومازلت أذكر ضحكاته وهو يقول: “أن تكون صحفيا يجب أن تفكر فى الجاتوه والسومون فيميه والسيارة والسكن الممتاز.. وتستطيع أن تحصل على كل هذا من القارئ”!!.. وهنا أتذكر صديقي وأستاذى “محمود عوض” فى قوله “إن قضية الصحفى الأولى هى الدفاع عن حريته.. لأنها تمثل حرية مجتمع”.. كان يقول لى لا تشغل نفسك بغير سيدك, القارئ!!.. وقد علمنى أستاذى وصديقى “جلال سرحان” فى بداية مشوارى أن استقلالية الصحفى هى القلعة التى تحميه.. وحريته هى أقوى أسلحته.. دروس كثيرة وخبرات أتشرف بأننى أحملها على ظهرى, جمعتها من تجارب عمل مباشرة مع “محسن محمد”, و”إبراهيم نافع”, و”إبراهيم سعدة”, و”أنيس منصور”, و”عباس الطرابيلى”, و”محمد عبد المنعم”..

غير ما تعلمته من اقتراب من أساتذة أعتز بهم بينهم: “إبراهيم يونس”, و”كامل زهيرى”, و”مصطفى شردى”, و”إحسان بكر”، وجلال عارف.. مع اعتذارى لكثيرين لا يتسع المجال لذكرهم.. لكن اقترابى من الدكتور “يوسف إدريس” علمنى عدم الاكتراث بالصعاليك فى محراب الصحافة, وأن أحتفل بمحاولات هؤلاء رشقى بالحجارة والافتراءات.. بل وحتى بالسباب لأنهم عجزة, يمارسون التسول داخل دهاليز الصحافة!! يهمنى أننى كنت – ومازلت – صحفيا.. لا يهمنى موقع شغلته

وقد شغلت مواقع قيادية عديدة.. ربما لأننى تأثرت بما كان يفخر به الأستاذ “محمد حسنين هيكل” أنه “جورنالجى” وكفى!!.. وعشت لأضطر لمقاطعة قراءة الصحف, إستجابة لنصائح الأطباء.. ثم نصحونى بتجنب مشاهدة برامج التليفزيون التى سيطر على تقديمها “سفهاء وسفلة” لا يهمهم المشاهد.. ربما لأن ما يشغلهم اتصالهم بأجهزة “التنفس الصناعى” التى تضمن استمرارهم!! إبتعدت عن “نقابة الصحفيين” كثيرا.. ثم عدت أراقبها وأتابعها بعد المفاجأة المدوية التى فجرتها أجيال جديدة بانتخاب “خالد البلشى” نقيبا للصحفيين.. كان مذهلا أن هذا الجسد الصحفى المنهك, يقدر على إعلان رفض اليأس والإحباط والاستسلام.. وعلاقتى بالزميل “خالد البلشى” لا تتجاوز أنه كان ضيفى فى إحدى حلقات برنامج “الجورنال” الذى كنت أقدمه على شاشة “الحياة” وقت أن كانت تقدم إعلاما.. وأتذكر إعجابى وقتها بهذا الشاب,

الذى حدثنى على الهواء بحكمة وخبرات الكبار من الذين عرفتهم فى مشوارى المهنى.. وعن بعد تابعت آداءه النقابى, ليجدد أملى فى مستقبل صحفى نتمنى أن نعبر له من حالة ظلام ويأس شديدين!! وأشهد له أنه نقيب بحجم مهنة أفخر بانتمائى لها مهما تعرضت لمحاولات تشويه أو هدم.. أشفق عليه أحيانا, وأتمنى أن يستمر فى قتاله – وهو يفعل – دون استجابة لأولئك الذين قال عنهم “نجيب سرور” فى لحظة غضب “جرذان الصحافة”.. وقد أطلق هذا التوصيف على الذين راحوا يطلقون سمومهم وسفالاتهم تجاه “يوسف إدريس” وقت أن غضب عليه “أنور السادات” لمجرد أنه كان قادرا على الدفاع عن حرية الصحافة.. وقتها نعتوه ومن معه بوصف “شلة اليسار” و”شلة الشيوعيين”!! أتابع ما تشهده معركة انتخابات “نقابة الصحفيين” وأتابع “جرذان الصحافة”

وهم يملئون الأجواء بالطاعون دفاعا عن مرشحهم المدعوم “بأجهزة التنفس الصناعى”!! رغم أنه حقق فشلا غير مسبوق فى تجربته كنقيب للصحفيين سابقا, وهى التى حملته لرئاسة مجلس إدارة “الأهرام” وخلالها حقق فشلا غير مسبوق.. فقد كانت أبرز إنجازاته تصفية جريدة “الأهرام المسائى” وأنهى علاقة القراء بكل مطبوعات “الأهرام”.. وطوال مشواره المهنى لا يذكر له القارئ تجربة مهنية يمكن أن يشار إليها.. لا يذكر له القارئ مقالا أو موقفا واحدا يجوز التوقف عنده.. ولما كنت أعرفه حق المعرفة, يصعب أن أقف صامتا لأكون “شيطانا أخرس” لأن الحق يفرض على الصحفى الدفاع عنه.. وهنا سأذكر فقط تجربتى مع “مرشح أجهزة التنفس الصناعى

الذى حرمنى لسنوات من حقى فى الحصول على معاشى ومستحقاتى, بعد أن خدعنى طالبا التنازل عن قضايا كنت قد رفعتها لأحصل على حقى.. المؤسف أننى صدقته وتنازلت.. فوجئت بعدها أنه كلف الشئون القانونية أن تتخذ ضدى إجراءات الفصل, بعد بلوغى سن المعاش!!.. لم يكتف بذلك بل خاطب رئاسة الجمهورية, ليزعم أننى ليست لى أى مستحقات, باعتبار أن أمرى معروض على القضاء.. وهذا خطاب اطلعت عليه بتوقيعه.. وكم أزعجنى امتلاكه تلك الجرأة, ثم تفاخر بأنه مدعوم من أكبر رأس فى “أجهزة التنفس الصناعى” التى أدخلته المهنة وعاش عليها طوال مشواره.. وكم أدهشنى أيضا قدرته على أن ينحنى عندما صدرت التعليمات بإنهاء أزمتى.. يشهد على ذلك المهندس “عبد الصادق الشوربجى” رئيس الهيئة الوطنية للصحافة الذى تدخل لأسباب لا داعى لذكرها.. تناسى المرشح نقيبا للصحفيين مؤامرته التى استمرت لسنوات

وأنهى صاغرا كل الإجراءات لأحصل على مستحقاتى.. ويشهد على تفاصيل ذلك الزملاء وليد عبد العزيز وأحمد مختار وسامح عبد الله.. ويشهدون أننى رفضت قبول رجاؤه بالحضور لمصافحتى ومصالحتى.. وأكثر من ذلك, فقد بالغ فى تنفيذ ما قال أنها تعليمات, ليحرم زميلتى – زوجتى – إيمان إمبابى من حقوقها فى الترقية والنشر والمستحقات.. وخلال ساعات قام صاغرا بتصحيح كل الأوضاع, إستجابة لقرار المهندس “عبد الصادق الشوربجى”.. وتفاصيل كل ذلك يعلمها “خالد البلشى” النقيب المحترم, الذى لم يشر لأى شئ عن حكايتى خلال معركته الانتخابية.. أما أدق التفاصيل فيعلمها صديقى “يحيى قلاش” الذى نفخر به كنقيب للصحفيين من جيلى!! لا يهمنى أن “عبد المحسن سلامة” نجح فى الحصول على شقق أو أراضى زراعية ولا وعوده بزيادة مستحقات الصحفيين من بدلات..

وكل هذا لا علاقة له به, لأنه عبارة عن دعم من “أجهزة التنفس الصناعى” التى تتحدى جموع الصحفيين بمحاولة إبعاد “خالد البلشى” عن موقع النقيب لمجرد أنه صحفى ومهنى وصاحب موقف.. خاصة أنه لم يغامر بالمهنة ولا بأعضاء النقابة, رغم حرصه على استقلالية المهنة وقدسيتها.. وللحقيقة فإننى أحسده على سعة صدره وصبره, باحتماله ما لا يحتمل من جانب “جرذان الصحافة” الذين يتأهبون لنشر طاعونهم فى الجسد الصحفى.. ولعلى أعتذر للصديق “أكرم السعدنى” إذا كنت قد أطلت.. وأتمنى أن يصدقنى بأننى اختصرت إلى حد الابتسار, لأننى لو كتبت عن “عبد المحسن سلامة” وحكايته سأحتاج لحلقات!!

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى