مهندسو الذكاء الاصطناعي في بريطانيا يشكون جوجل بشأن دعمها للاحتلال الإسرائيلي

احتجاجًا على تورطها مع الاحتلال الإسرائيلي، يسعى موظفو شركة جوجل ديب مايند في بريطانيا لإنشاء اتحاد يهدف إلى مواجهة العلاقات التكنولوجية بين الشركة والحكومة الإسرائيلية. تأتي هذه الخطوة في إطار قرار الشركة ببيع تقنيات الذكاء الاصطناعي لمجموعات الدفاع التابعة للجيش الإسرائيلي، مما أثار قلق المهندسين الذين يعتبرون هذه الممارسات غير أخلاقية.
تجمع مهندسو الذكاء الاصطناعي في بريطانيا كلمتهم، معربين عن استيائهم من الدمج بين التقنية والأغراض العسكرية، خاصةً في سياق الوضع المتوتر في الشرق الأوسط. في بيان أصدره المحتجون، قالوا: “نحن نؤمن بأن التكنولوجيا يجب أن تستخدم لتعزيز السلام والعدل، وليس لدعم الاحتلال أو تعزيز الحروب.”
يعمل الفريق على تنظيم ورش عمل ومناقشات داخلية لرفع الوعي بين العاملين في الشركة حول هذه القضية الحرجة. كما يسعون إلى تشجيع المزيد من التفاعل مع المهنيين في مجال التكنولوجيا بشكل عام، للنظر في الممارسات الأخلاقية في صناعة التقنية ودورهم في المجتمع
في حديثها إلى صحيفة فاينانشيال تايمز، أشارت شخصيات قريبة من جهود تنظيم الاتحاد إلى أن ما يقرب من 300 موظف داخل Google DeepMind، وهو مكتب الذكاء الاصطناعي التابع للشركة في لندن، يرغبون في الانضمام إلى نقابة عمال الاتصالات (CWU).
من المتوقع أن تكون جوجل مضطرة للاعتراف بالاتحاد والتعامل معه، فهو يضم معظم من يعمل في قسم الذكاء الاصطناعي التابع لها وهم حوالي 2000 شخص
أوضح أحد المهندسين المشاركين في جهود تشكيل النقابات بالقول: “نحن نجمع بين الاثنين ونعتقد أن التكنولوجيا التي نقوم بتطويرها تُستخدم في الصراع في غزة، فهذا في الأساس هو الذكاء الاصطناعي المتطور الذي نقدمه، ولكن لا يريد الناس أن يتم استخدام عملهم بهذه الطريقة”.
صرح أشخاص آخرون مشاركون في التنظيم المرتقب لصحيفة فاينانشيال تايمز، بأن التقارير الإعلامية حول استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي لشن حربها على غزة وشراكتها المستمرة مع جوجل، قد حفزت الموظفين في DeepMind على التفكير في الانضمام إلى الاتحاد النقابي، حيث أبرمت الحكومة الإسرائيلية اتفاقية للحوسبة السحابية بقيمة 1.2 مليار دولار مع جوجل وأمازون تسمى مشروع نيمبوس في السنوات الأخيرة.
تُظهر المراسلات التي اطلعت عليها “فاينانشيال تايمز” أيضاً بأن 5 أشخاص كانوا قد تركوا شركة DeepMind في الشهرين الماضيين، وذلك بسبب تورط الشركة مع إسرائيل وتراجعها عن التزاماتها فيما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض الدفاع.
من المتوقع أن تكون جوجل مضطرة للاعتراف بالاتحاد والتعامل معه، فهو يضم معظم من يعمل في قسم الذكاء الاصطناعي التابع لها وهم حوالي 2000 شخص.
وفقًا لأحد الموظفين، إذا ما اعترفت شركة جوجل بالنقابة، فسوف يطلب العمال عقد اجتماع مع الإدارة لخفض صفقاتها الدفاعية، وإذا ما فشل هذا، فإن الموظفين سوف يفكرون في الإضراب.
وعلى الجانب الآخر، أشار متحدث باسم شركة جوجل لصحيفة فاينانشيال تايمز بأن الشركة تمتثل لمبادئ الذكاء الاصطناعي الخاصة بها من أجل التنمية المسؤولة، لكن المشهد تغير منذ تعهدها في عام 2018 ضد أسلحة الذكاء الاصطناعي والمراقبة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها حصول احتجاجات بين موظفي جوجل، ففي شهر مايو عام 2024، وقع ما يقرب من 200 موظف في شركة DeepMind على رسالة مفتوحة تدعو شركة جوجل إلى إسقاط عقودها مع المنظمات العسكرية، كما قامت الشركة في موقف آخر بطرد العديد من الموظفين الذين احتجوا على مشروع نيمبوس.
وفي عام 2018، وقع الآلاف من موظفي جوجل على عريضة للاحتجاج على مشروع مافن، وهو عقد كان قد تم إبرامه مع الجيش الأمريكي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين ضربات الطائرات بدون طيار، ولكن جوجل لم تجدد عقدها مع البنتاغون بعد ذلك وتعهدت بعدم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للدفاع.