كلمة الشيباني أمام مجلس الأمن تفتح أبواب النقاش حول السياسة السورية تجاه إسرائيل

أثارت كلمة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أمام مجلس الأمن الدولي ردود فعل متباينة بين الشارع السوري والعربي، حيث تعددت الآراء حول موقف سوريا من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.
في الخطاب الذي ألقاه الشيباني من مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم الثلاثاء، حذر من أن “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة تمثل انتهاكاً لسيادتنا وتعيق استقرار سوريا”. وأكد أن “سوريا الجديدة لن تكون مصدراً لعدم الاستقرار لأي طرف في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل”، مشيراً إلى أن “الاعتداءات العسكرية المتكررة على الأراضي السورية تشكل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي”.
هذا التصريح أثار جدلاً بين الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن تصريحاته تعكس استسلاماً لدولة الاحتلال، فيما دافع آخرون عنها معتبرين أن الطرح يعكس واقع الظروف الحالية التي تمر بها سوريا، بعد سنوات من الصراع المتواصل.
وعلق أحد المغردين قائلاً: “هناك ألف سؤال يرد في خاطري عن ‘دبلوماسية’ وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع إسرائيل. لا يمكن للدولة السورية أن تخوض حرباً مع إسرائيل الآن بالنظر إلى عوامل كثيرة، وهذا مفهوم (دولة فقيرة، مُفلسة، مدمرة — هكذا تركها نظام الأسد). ولكن عدم خوض الحرب لا يبرر التعاطي بمنطق ‘الاسترضاء’ مع دولة الاحتلال. التاريخ يثبت أن التعامل بهذا المنطق مع إسرائيل لا يؤدي إلا إلى المزيد من القتل والتوسع واحتلال الأراضي”.
إن هذه التصريحات تثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل السياسة السورية تجاه إسرائيل، ومدى تأثير الظروف الحالية على اتخاذ القرارات السياسية.
وكتب مغرد أن الشيباني يؤكد أن سوريا لن تشكل تهديدا لإسرائيل “بينما الواقع أن إسرائيل هي الخطر الأكبر على سوريا الجديدة، وغاراتها الوحشية بعد سقوط نظام الأسد خير دليل”.
من جهة أخرى، أشار ناشطون إلى أن إسرائيل “لا تعرف الاستقرار إلا على أنقاض الشعوب، ولا تنعم بالأمن إلا بإخضاع المنطقة كلها بالقوة والعدوان”.
وطالبوا الحكومة السورية “بمراجعة خطابها وتصحيح المسار بما يليق بتاريخ سوريا وتضحيات شعبها، مع رفض أي محاولات لشرعنة الاحتلال أو طمأنته على حساب الحقوق الوطنية”.
على الجانب الآخر، استغرب بعض المدونين هذا الهجوم على وزير الخارجية السوري.
فتساءل أحدهم: “لماذا تُغضب بعض العرب تصريحات الشيباني بأن سوريا لن تكون مصدر تهديد لأي أحد؟ هل هو البكاء على أطلال الأسد والحنين لشعاراته؟ هل تريدون من سوريا اليوم محاربة إسرائيل ببنادق السوفييت؟”.
ورأى آخرون أن موقف الشيباني طبيعي لدولة خارجة من 13 عاما من الحرب، مؤكدين أن سوريا يحق لها اتخاذ سياسات تخدم مصلحتها، ولكنهم أبدوا تخوفهم من أن تتحول هذه السياسات إلى رضوخ لضغوط التطبيع مع إسرائيل.
من جهة أخرى، لفت ناشطون إلى أن خطاب الشيباني، رغم تحفظ بعضهم عليه، يشير بوضوح إلى أن إسرائيل هي المعتدية.
وأوضح هؤلاء أن تصريح الشيباني بأن سوريا لن تشكل تهديدا لأي أحد هو موجه بالأساس إلى العالم الغربي الداعم لإسرائيل، في محاولة لتوضيح أن سوريا ليست هي المبادِرة بالاعتداء، بل هي الضحية.
وأكدوا أن هذا الأسلوب يُعد جزءا من العمل الدبلوماسي، معتبرين أنه ليس من المتوقع أن يصرح الشيباني بمعاداة إسرائيل في هذه المرحلة الحساسة.