حزب غد الثورة

غد الثورة: ضبط النفس لا يعني الصمت والحكمة لا تعني التخاذل

أصدر حزب غد الثورة الليبرالي المصري، برئاسة الدكتور أيمن نور، بيانًا شديد اللهجة رفض فيه تصريحات الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بشأن قناة السويس، واعتبرها “مساسًا مباشرًا بجوهر السيادة المصرية” يتطلب ردًا رسميًا عاجلًا.

وأكد الحزب أن “ضبط النفس لا يعني الصمت، والحكمة لا تعني التخاذل”، محذرًا من أن التجاهل الرسمي لمثل هذه التصريحات يُعدّ “تواطؤًا ضمنيًا وتخليًا عن الواجب الوطني”، وشدد على أن قناة السويس ليست مجرد ممر مائي، بل “رمز نضالي ومقدّس سيادي لا يقبل المساس”.

وطالب الحزب الدولة المصرية بالتحرك الفوري على المستويين الدبلوماسي والدولي، بما في ذلك تقديم مذكرة احتجاج رسمية وتحريك شكوى أمام الأمم المتحدة، مشددًا على أن أي محاولة للمساس بالقناة تُعدّ “تجاوزًا للخطوط الحمراء الوطنية”.

واختتم البيان بالتأكيد على أن “الدول تُقاس بمواقفها لا بكلماتها”، مشيرًا إلى أن “الصمت في مثل هذه اللحظات لا يليق بمصر”، ومحمّلًا السلطات الرسمية مسؤولية “الفراغ السياسي المعيب” في مواجهة الإهانات المتكررة للسيادة المصرية.

وموقع أخبار الغد يقوم بنشر نص البيان كاملاً

بيان من حزب غد الثورة الليبرالي المصري
ضبط النفس لا يعني الصمت
والحكمة لا تعني التخاذل

الصمت حين تكون الكرامة في مهبّ الريح، ليس فضيلة، بل تواطؤ ضمني، وتخلٍّ عن الواجب الوطني في لحظة تتطلب الحسم لا التردد، والوضوح لا الغموض، والموقف لا المراوغة. فما صدر عن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بشأن قناة السويس ليس رأيًا سياسيًا عابرًا، بل مساسٌ مباشرٌ بجوهر السيادة المصرية، يستوجب ردًا رسميًا لا يحتمل التأجيل.

قناة السويس ليست ممرًا مائيًا فحسب، بل هي شاهد على كفاح الشعوب من أجل التحكم بمقدراتها، وسجلٌ من الدماء والتضحيات التي خطّها المصريون بأظافرهم لا بأقلامهم. فحين تُهان هذه القناة بكلمة، ولا يُقابل ذلك إلا بصمت ثقيل، تكون الإهانة قد وقعت مرتين: مرة في التصريح، ومرة في التواطؤ مع الصمت.

ليس من الحكمة أن يُفهم ضبط النفس كنوع من الصمت المدين، الذي يخصم من رصيد الدولة بدلًا من أن يضيف إليه. الحكمة ليست في التراجع، بل في القدرة على اتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب. والموقف الآن ليس اختيارًا، بل التزامٌ سياديّ تجاه الدستور، والشعب، والتاريخ.

الدستور المصري يُلزم الدولة بحماية مقدّراتها، والاتفاقيات الدولية – وعلى رأسها اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 – تُكرّس حيادية القناة وحمايتها. أما التصريحات التي تمسّ هذا الكيان، فهي تُعدّ انتهاكًا واضحًا لكل الأعراف، ويجب أن تُواجه بما يليق بمصر، لا بما يرضي الخصوم أو يستجدي رضاهم.

إننا في حزب غد الثورة الليبرالي المصري نُحمّل الدولة مسؤولية هذا الفراغ السياسي المعيب، ونطالب بتحرك عاجل على المستويين الدبلوماسي والدولي، يشمل تقديم مذكرة احتجاج رسمية،
وتحريك شكوي لدى الأمم المتحدة، والتأكيد على أن أي مساس بالقناة يُعدّ تجاوزًا للخط الأحمر الوطني الذي لا يُسمح لأحد بتجاوزه
فلا يجوز لدولة تحترم نفسها أن تقايض السيادة بالصمت، أو تُسوّق التخاذل على أنه حكمة.
فالدول تُقاس بمواقفها لا بكلماتها، وبقدرتها على ردّ الإهانة لا على التكيّف معها. ونحن في حزبنا، نؤمن أن الدفاع عن قناة السويس اليوم هو دفاع عن كل شبر في هذا الوطن.

نُذكّر من يعنيه الأمر، أن الشعوب لا تنسى، وأن التاريخ لا يغفر للمتخاذلين. وإذا كان الصمت موقفًا، فهو موقف لا يليق بمصر.

رئيس حزب غد الثورة الليبرالي المصري
د. أيمن نور
30 أبريل 2025

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى