العالم العربي

قوات الدعم السريع تمارس العنف الجنسي الواسع ضد فتيات سودانيات بسن صغيرة

مارست قوات الدعم السريع انتهاكات جنسية واسعة النطاق ضد النساء والفتيات في السودان خلال الحرب الأهلية التي استمرت عامين

حيث استهدفت الفتيات ابتداءً من سن الخامسة عشرة بهدف الإذلال والتشريد وكسر إرادة المجتمعات المحلية المنتشرة في جميع أقاليم البلاد

كشف البحث الميداني الموثق أن الضحايا تعرضن لهذه الفظائع دون أن تتلقى أي منهن رعاية صحية مناسبة أو خدمات دعم نفسي أو حتى إمكانية الإبلاغ عن الجرائم المرتكبة بحقهن بسبب استمرار أعمال العنف المسلح وصعوبة الوصول إلى المنشآت الطبية أو مراكز الشرطة

أوضح الرصد الميداني أن الخوف من وصمة العار وردود الفعل الانتقامية منع الناجيات من طلب المساعدة حيث أصبحت ظروف الحرب المتدهورة عائقًا رئيسيًا أمام النساء والفتيات للحصول على أي دعم طبي أو قانوني ضروري عقب الجرائم الجنسية التي تعرضن لها

أكدت التحريات الميدانية أن العديد من الناجيات يقمن الآن في مخيمات للاجئين في دول الجوار مثل أوغندا مع غياب شبه كامل لأي برامج دعم مخصصة لضحايا العنف الجنسي رغم الحاجة الماسة لذلك وخصوصًا مع بلوغ الحرب السودانية عامها الثاني منذ اندلاعها في الخامس عشر من أبريل

نوهت التقارير الميدانية إلى أن هذه الجرائم لم تكن حالات فردية بل وقعت ضمن نمط منظم ومنهجي مما يعكس استخدام العنف الجنسي كأداة حرب لإرهاب المجتمعات المحلية وفرض السيطرة المسلحة عليها ودفعها إلى النزوح القسري خارج المناطق التي كانت مسرحًا للاشتباكات

استعرض الرصد أن المتأثرات بهذه الانتهاكات يعانين من تبعات صحية ونفسية جسيمة تشمل إصابات جسدية وأمراض مزمنة واضطرابات نفسية عميقة بالإضافة إلى الأثر الاجتماعي المدمر الناتج عن الاغتصاب الجماعي وتشريد آلاف الأسر من مناطقها الأصلية

أشار البحث الحقوقي إلى الحاجة الماسة لتحرك دولي عاجل لتأمين حماية النساء والفتيات السودانيات وتقديم خدمات الرعاية الطبية والنفسية لهن مع ضرورة محاسبة المتورطين في ارتكاب هذه الجرائم وفقًا للقوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والنزاعات المسلحة

أعلن التوثيق الميداني أن الوضع الإنساني في السودان يزداد سوءًا مع استمرار القتال العنيف وفشل المبادرات الدولية حتى الآن في إيقاف الحرب التي ألقت بظلالها الثقيلة على كل جوانب الحياة في البلاد

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى