العالم العربي

مئات المتضامنين مع فلسطين ينظمون وقفة احتجاجية أمام شبكة “غلوبو” الإعلامية في ساو باولو

نظم مئات المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، وقفة احتجاجية أمام مقر شبكة “غلوبو” الإعلامية في ساو باولو، معبرين عن استنكارهم للتواطؤ الإعلامي مع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

شارك في الوقفة مئات من نشطاء المجتمع المدني والمناصرين للقضية الفلسطينية، حيث رُفعت لافتات عديدة تدعو إلى تسليط الضوء على الأوضاع المأساوية للفلسطينيين وتندد بالتحريف الإعلامي الذي يمارسه بعض وسائل الإعلام البرازيلية الكبرى، مثل “غلوبو” و”SBT”. وأعرب المحتجون عن قلقهم من الإجراءات الإعلامية التي تساهم في تبرير الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

وقال أحد المحتجين: “يجب أن يكون واضحا أننا لن نقبل بعد الآن السرديات الإعلامية التي تجرد الأجساد العربية من إنسانيتها، وتطبع مع الخطاب الصهيوني”. وأضاف آخر: “وسائل الإعلام الكبرى التي تصمت أو تبرر الجرائم الإسرائيلية، تتحمل المسؤولية الأخلاقية عن استمرار الإبادة الجماعية”.

تأتي هذه الفعالية في إطار تحركات دولية واسعة دعت إليها المقاومة الفلسطينية، حيث تم تنظيم وقفات مماثلة أمام سفارات وقنصليات الولايات المتحدة و”إسرائيل” في مختلف دول العالم للمطالبة بوقف العدوان على غزة.

المتظاهرون، الذين احتشدوا في ساو باولو، أعربوا عن استنكارهم للجرائم التي وقعت منذ 7 أكتوبر 2023، حيث أودت بحياة أكثر من 55 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة أكثر من 120 ألف. وذكروا أن الانتهاكات تتواصل وسط قصف يومي وحصار يمنع دخول المساعدات الإنسانية.

وطالب المتظاهرون الحكومة البرازيلية بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين على ضرورة فرض حظر عسكري عليها. كما استدعى المحتجون دعم القنوات الإعلامية لتحمل مسؤوليتها في إيصال الحقيقة للعالم، معربين عن تضامنهم البولندي مع تضحيات الصحفيين الفلسطينيين الذين واجهوا الخطر خلال تغطياتهم للواقع في غزة.

وفي تصريحات صحفية، قالت منسقة “جبهة التضامن مع فلسطين في ساو باولو”، ثريا مصلح: “نحن هنا لنواصل نضالنا من أجل الفلسطينيين الذين يتعرضون للهولوكوست المستمر منذ أكثر من 18 عامًا، والذي أدى إلى مقتل 14% من سكان غزة”. وذكرت مصلح أن “وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أعلنت أنها لم تعد تملك أي فتات من الطعام داخل قطاع غزة، بينما يتضور الأطفال جوعًا، دون أن تحظى هذه المأساة بأي تغطية إعلامية عادلة”.

وأكدت أن هذه الوقفة تهدف إلى “التنديد بتواطؤ الإعلام، والدعوة إلى تحمّل الصحفيين لمسؤولياتهم، لا سيما في ظل استشهاد أكثر من 250 صحفيًا فلسطينيًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي”.

وأوضحت أن المشاركين يطالبون بـ”إنهاء الإبادة الجماعية، ووقف إطلاق النار فورًا، وإنهاء التطهير العرقي في الضفة الغربية، وفرض حظر عسكري على الاحتلال، إضافة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البرازيل و(إسرائيل)”.

من جهته، قال أحمد هويدي، المدير التنفيذي للمنتدى اللاتيني الفلسطيني، إن الوقفة تأتي في سياق “تحركات مستمرة على مدار 18 شهرا، يشارك فيها فلسطينيون وجاليات عربية وبرازيليون وأحرار العالم داخل البرازيل”.

وأضاف في تصريحات لـ”قدس برس”: “أتينا اليوم لنؤكد من جديد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية. كما أن المجتمع البرازيلي أظهر تضامنًا كبيرًا مع القضية الفلسطينية، وهو ما يتجلى في الفعاليات الأسبوعية التي تُقام في عدة مدن، منها ساو باولو وريو دي جانيرو وبورتو أليغري”.

وأوضح هويدي أن يومي 25 و26 من هذا الشهر شهدا تنظيم أكثر من 20 فعالية تضامنية مع فلسطين في مختلف الولايات البرازيلية.

بدوره، قال فابيو بوسكو، الناشط النقابي، وعضو “جبهة التضامن مع فلسطين في ساو باولو”، في تصريحات لـ”قدس برس”، إن الوقفة أمام مقر شبكة “غلوبو” تهدف إلى “الضغط من أجل تغطية إعلامية عادلة لما يحدث في فلسطين، وإرسال رسالة تضامن واضحة مع الشعب الفلسطيني”.

وأضاف بوسكو أن “وجودنا هنا هو للمطالبة بقطع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، ولدعم صمود الفلسطينيين، حتى تتحقق فلسطين حرة من النهر إلى البحر”.

يُذكر أن حملة “أسطول الحرية – البرازيل” نظمت، منتصف الشهر الجاري، فعالية تحت عنوان “كسر الحصار عن غزة”، بمشاركة شخصيات سياسية وأكاديمية وفنية بارزة، وذلك في مطعم ومركز “الجانية” الثقافي الفلسطيني وسط مدينة ساو باولو.

كما أحيا البرلمان التشريعي لولاية ساو باولو، مطلع الشهر الجاري، “يوم الأرض الفلسطيني”، في جلسة رسمية دعت إليها عضو البرلمان، مونيكا سيشاس، بحضور واسع من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية، إلى جانب عدد من النشطاء والسياسيين والأكاديميين البرازيليين المتضامنين مع القضية الفلسطينية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى