رويترز : ترامب يجهز صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار للسعودية خلال زيارته المرتقبة للرياض

نقلت وكالة رويترز عن ستة مصادر مطلعة قولها أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم تقديم عرض بيع حزمة أسلحة للسعودية بقيمة 100 مليار دولار خلال زيارته المرتقبة للمملكة في مايو/أيار.
وكان ترامب قد أعلن في مارس/آذار أنه يعتزم القيام بأول زيارة خارجية له إلى السعودية لكنه استدرك بالقول إنه لن يزورها إلا إذا كان هناك حافز مالي للشركات الأمريكية.
وقال ترامب للصحفيين: “لقد عقدت صفقة مع السعودية، قلت إنني سأذهب إذا دفعتم تريليون دولار للشركات الأمريكية، أي شراء بقيمة تريليون دولار على مدى أربع سنوات، وقد وافقوا على ذلك”.
وخلال ولايته الأولى، كانت السعودية أول وجهة لزيارات ترامب الخارجية، حيث رمم العلاقات التي توترت بين الرياض وواشنطن في عهد إدارة أوباما، وقال وقتها إن السعودية تعهدت باستثمارات بقيمة 450 مليار دولار لجذبه في زيارته الأولى.
وأكد البيت الأبيض يوم الثلاثاء أن ترامب سيزور السعودية والإمارات وقطر بين 13 و16 مايو/أيار المقبل.
وأفادت وكالة رويترز أن كبرى شركات صناعة الدفاع الأمريكية، بما فيها لوكهيد مارتن، وآر تي إكس كورب، وبوينغ، ونورثروب غرومان، وجنرال أتوميكس، ستشارك في صفقة الأسلحة.
وتتطلع السعودية إلى شراء العديد من أنظمة الأسلحة المتقدمة أمريكية الصنع، بما في ذلك طائرات مسيرة من طراز إم كيو-9 بي سي جارديان.
ووفقاً للتقرير، فإن من المتوقع أن تناقش السعودية والولايات المتحدة أيضاً صفقة لبيع طائرات إف-35 الحربية المتقدمة.
وكانت إدارة ترامب السابقة قد وعدت الإمارات العربية المتحدة بالحصول على طائرات إف-35 كجزء من صفقة لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال بموجب اتفاقيات إبراهيم، لكن إدارة الرئيس السابق جو بايدن أثارت لاحقاً مخاوف بشأن النفوذ الصيني في الإمارات، الأمر الذي أدى إلى تعثر إتمام الصفقة.
وتمول المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى شراء الأسلحة الأمريكية من صناديقها السيادية الخاصة، لكن مبيعات الأسلحة الكبرى تتطلب مراجعة أعضاء الكونغرس قبل الموافقة عليها.
وتحصل كل من دولة الاحتلال ومصر على معظم أسلحتهما من خلال مساعدات عسكرية أجنبية، مما يعني أن دافعي الضرائب الأمريكيين يشترون الأسلحة نيابةً عنهما.
ومع ذلك، فقد حافظت دولة الاحتلال على قدرتها في ممارسة النفوذ على الأسلحة التي تبيعها الولايات المتحدة للدول العربية، كجزء من عملية الحفاظ على ما يُسمى بالتفوق العسكري النوعي على جيرانها.
فعلى سبيل المثال، كشف موقع ميدل إيست آي أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ضغط على وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لمنع عودة تركيا إلى برنامج طائرات إف-35.
ويقول ترامب إن السعودية ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم، حيث تأتي صفقة الأسلحة في الوقت الذي تتطلع فيه إدارة ترامب إلى اتفاق تطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال.
وصرح ترامب لمجلة تايم في مقابلة نُشرت يوم الجمعة: “أعتقد أن السعودية ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم”، وأضاف، في إشارة إلى الاتفاق: “أعتقد أنه سيكتمل بسرعة كبيرة”.
ويضع ترامب على طاولته عدداً كبيراً من الملفات التي سيناقشها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث شاركت المملكة في قضايا السياسة الخارجية، مثل المحادثات النووية مع إيران، والعملية المقترحة لإعادة إعمار قطاع غزة، والتوسط في محادثات سلام مبكرة بين روسيا وأوكرانيا.
وتمتّع محمد بن سلمان بعلاقات وثيقة مع الدائرة المقربة لترامب خلال ولايته الأولى، فقد أقام صداقة مع مستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنر، واستثمر لاحقًا في شركته للاستثمار الخاص، أفينيتي بارتنرز.
وعلى الرغم من هذا التاريخ من العلاقات، فقد بقيت وحتى وقت قريب نقاط خلاف عالقة في العلاقة بين إدارة ترامب الثانية والمملكة العربية السعودية.
فقد تجاهلت المملكة دعوة ترامب لضخ المزيد من النفط في بداية العام، وقادت منذ ذلك الحين تحالفًا للطاقة مع روسيا ودول أخرى يُعرف باسم أوبك+ لتعزيز الإنتاج.
وقد تراجعت أسعار النفط نتيجةً لإمدادات جديدة ورياح اقتصادية معاكسة ناجمة عن مخاوف بشأن رسوم ترامب الجمركية.
كما فرضت المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى حظرًا على استخدام الولايات المتحدة لمجالها الجوي لشن هجمات على إيران، وفقًا لما أوردته ميدل إيست آي.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أحبط استئناف دولة الاحتلال لحربها على غزة مساعي ترامب لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
واتهم محمد بن سلمان دولة الاحتلال علنًا بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، فيما يحاول دبلوماسيون ومحللون أمريكيون فهم مدى توجيه خطابه للاستهلاك المحلي.
لكن السعودية قالت إن إقامة دولة فلسطينية شرطٌ أساسي للتطبيع مع الدولة العبرية، حيث يقول مسؤولون أمريكيون وعرب إن ترامب يأمل في الحصول على جائزة نوبل للسلام لتوسطه في اتفاق بين الرياض وتل أبيب.
ورغم أن للولايات المتحدة تاريخًا في تزويد السعودية بالأسلحة، إلا أن العلاقة تضررت بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا.
فقد تعهد بايدن بتحويل محمد بن سلمان إلى شخص “منبوذ” بسبب مقتل خاشقجي وقضايا حقوق الإنسان، لكنه اضطر إلى التراجع في ظل ارتفاع أسعار الطاقة والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط.