
في زمن تزوير الحقائق، يخرج عبد الفتاح السيسي ليُحدثنا عن “النزاهة” و”عدم التآمر”، وهو الذي لم يعرف في تاريخه سوى الغدر بالشعب وخيانة الثورة والتفريط بثروات ومقدسات الوطن. من ثورة يناير المجيدة، إلى التنازل عن مياه النيل وأرض سيناء، إلى تحويل مصر لمزرعة تُدار بالأوامر الصهيونية، كان السيسي هو الوجه الأبرز للخيانة والانهيار.
2011: بداية الخيانة على أنقاض الثورة.
حينما انتفض الشعب في 25 يناير 2011، مطالبًا بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ظل عبد الفتاح السيسي، مدير المخابرات الحربية وقتها، مرابطًا في خندق الدولة العميقة. لم ينضم للثوار، ولم يدعم مطالبهم، بل كان ينسج المؤامرات خلف الكواليس لحماية النظام، في انتظار اللحظة المناسبة للانقضاض.
2012: التمويه والانقلاب على أول رئيس منتخب.
عندما انتُخب الدكتور محمد مرسي بإرادة شعبية حرة، تظاهر السيسي بالولاء الزائف، ليحظى بتعيينه وزيرًا للدفاع. لكنه كان قد بدأ، منذ اليوم الأول، بالتنسيق مع أجهزة إقليمية ودولية، وعلى رأسها الإمارات والسعودية وإسرائيل، للتحضير لانقلاب دموي يسحق حلم الديمقراطية الوليد.
2013: الانقلاب الأسود بتمويل خليجي ودعم صهيوني.
في 3 يوليو 2013، قاد السيسي انقلابًا عسكريًا مفضوحًا، ممولًا بمليارات الدولارات من خزائن الخليج. قدرت بعض التقارير أن الإمارات والسعودية والكويت قدمت أكثر من 30 مليار دولار دعمًا للانقلاب وتمويلًا لقمع الإرادة الشعبية.
أما الغطاء السياسي، فقد تولاه اللوبي الصهيوني في واشنطن والعواصم الأوروبية، فرحبوا بالانقلاب باعتباره “تصحيحًا” للديمقراطية، بينما كان في الحقيقة طعنة قاتلة لها.
رابعة والنهضة: مذابح التأسيس للجمهورية
الدموية. بدم بارد، أشرف السيسي على مذابح رابعة والنهضة، التي راح ضحيتها أكثر من 1000 شهيد، بينهم نساء وأطفال واعتقال اكثر من 100 الف معتقل سياسي وبناء عشرات السجون. لم تكن المذبحة مجرد فض اعتصام، بل إعلان ميلاد جمهورية الرعب، التي يحكمها السلاح والخوف والسجون والمشانق.
2014 – 2025: بيع الأوطان وتمويل الأوهام.
تيران وصنافير: في فضيحة مدوية، تنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، مكافأة على دعمهم للانقلاب، ضاربًا عرض الحائط بأحكام القضاء ودماء المصريين التي سالت دفاعًا عن الأرض.
حقول الغاز: تنازل عن حقوق مصرية لصالح إسرائيل واليونان وقبرص، ليتحول شرق المتوسط إلى غنيمة للأعداء.
مشاريع وهمية: أنفق مئات المليارات في مشاريع استعراضية غير مدروسة، مثل تفريعة قناة السويس التي لم تحقق أي عائد يُذكر، والعاصمة الإدارية الجديدة التي ابتلعت عشرات المليارات بينما يعيش ملايين المصريين في فقر مدقع.
ديون خانقة: تحت حكمه، قفز الدين العام المصري إلى أكثر من 400 مليار دولار، محطّمًا كل الأرقام القياسية، ومكبّلًا أجيال المصريين القادمة بالديون.
الفساد والطغيان: طبيعة النظام
عهد السيسي شهد تصاعدًا غير مسبوق لحجم الفساد.. توسع نفوذ المؤسسة العسكرية على الاقتصاد بالكامل، فأصبح الجيش يدير الفنادق والسوبر ماركت ومحطات البنزين والمزارع والمستشفيات، بعيدًا عن أي رقابة أو شفافية. انتشرت المحسوبية والرشوة والنهب المنظم، تحت حماية الأجهزة الأمنية والقضائية الفاسدة.
السد الإثيوبي: جريمة التفريط الكبرى. بدلًا من حماية شريان الحياة لمصر (نهر النيل)، وقّع السيسي اتفاق المبادئ في 2015، مانحًا إثيوبيا اليد العليا في بناء سد النهضة، دون ضمان الحد الأدنى من حقوق مصر المائية. اليوم، باتت مصر مهددة بالعطش والجفاف بسبب خيانة السيسي وسكوته عن الكارثة.
ترامب وقناة السويس: مهانة بلا رد
حين صرح ترامب بأن القطع الأمريكية تمر عبر قناة السويس “بالمجان”، لم يجرؤ السيسي على الاعتراض، في إذلال علني لم يسبق له مثيل، يؤكد أن القرار الوطني لم يعد في يد مصر، بل بات مرهونًا بالعواصم الأجنبية.
2025: مصر على شفا الانهيار.
تضاعفت معدلات الفقر لتطال أكثر من 60% من السكان.
البطالة، خاصة بين الشباب والخريجين، بلغت مستويات كارثية.
الجنيه المصري فقد أكثر من 70% من قيمته في سلسلة انهيارات متتالية.
التعليم والصحة تدهورا حتى صار النظام يعالج مواطنيه بالدعاء بدل الدواء.
الحريات السياسية باتت أثرًا بعد عين، مع استمرار حملات القمع والاعتقال العشوائي.
خاتمة: عبد الفتاح السيسي لم ينجح بشرف كما يدعي، بل تربع على جثة وطن، خان الثورة، خان الإرادة الشعبية، خان الجيش والشعب، خان الأرض والماء، وخان الدم الذي سُفك من أجل الحرية.
تاريخه لا يُقرأ إلا بعنوان واحد: خائن بدرجة “رئيس”.