ترامب والمطالبة بحريات استعمارية: قناة السويس في خطر

في تصعيد غير مسبوق وغير لائق على المستوى الدولي، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات كارثية يوم 26 أبريل 2025، طالب فيها بأن تمر السفن الأمريكية عبر قناة السويس مجانًا، دون دفع أي رسوم أو احترام للسيادة المصرية.
هذه التصريحات كانت بمثابة إعادة فتح جراح الماضي الاستعماري، حيث كانت قناة السويس، التي شيدتها دماء المصريين، أداة للتحكم والاستغلال في أيدي القوى الكبرى.
لكن اليوم، وفي ظل تغيرات جذرية في موازين القوى العالمية، أصبحت هذه التصريحات بمثابة تهديد مباشر للسيادة الوطنية المصرية، وهو ما يستدعي رد فعل قوي من الدولة المصرية والشعب المصري.
التهديد بالهيمنة الأمريكية: بين السيادة والقانون الدولي
أكد الدكتور سامح محمد عبد الله، أستاذ العلاقات الدولية أن تصريحات ترامب تمثل تجاوزًا غير مقبول للسيادة الوطنية المصرية، حيث أن قناة السويس ليست مجرد ممر مائي دولي، بل هي جزء لا يتجزأ من السيادة المصرية.
كما أضاف أنه من غير المعقول أن تُمارس دول مثل أمريكا، التي تدعي احترام القانون الدولي، مثل هذا النوع من الضغوطات. وأوضح أن الدول الكبرى يجب أن تعلم أن السيادة لا يمكن التفاوض عليها، لا سيما في مسائل حساسة مثل قناة السويس.
أشارت إلهام جاد الله، ناشطة حقوقية إلى أن تصريحات ترامب تأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للعلاقات الدولية، وخصوصًا في ظل تغيرات القوى الكبرى في النظام العالمي.
وأكدت أن مصر ليست فقط مالكة للقناة من الناحية القانونية، بل هي أيضًا صاحبة السيادة الكاملة عليها. وأضافت أن هذه التصريحات تأتي في إطار محاولات لفرض الهيمنة على الدول النامية.
أوضح محمود يوسف، المحامي وناشط حقوقي أن قناة السويس هي شريان حيوي ليس فقط للاقتصاد المصري، ولكن أيضًا للاقتصاد العالمي.
كما أكد أن الولايات المتحدة لا يمكنها تجاوز سيادة الدول على أراضيها بهذه الطريقة. واعتبر هذه التصريحات بمثابة استفزاز خطير، لا يمكن أن يمر دون رد فعل قوي من الحكومة المصرية.
قناة السويس: شريان الحياة بين التجارة والكرامة الوطنية
أوضحت الدكتورة نوال فوزي، أستاذة القانون الدولي أن تصريحات ترامب تتنافى مع الاتفاقات الدولية التي تحكم الملاحة عبر قناة السويس، وعلى رأسها اتفاقية القسطنطينية لعام 1888، التي تضمن حرية الملاحة، ولكن في نفس الوقت تحترم سيادة مصر على القناة.
وأضافت أن الولايات المتحدة، رغم قوتها العسكرية والسياسية، لا تستطيع تجاهل هذه القوانين التي تنظم العلاقات بين الدول.
أكد سيد عبد العزيز، مهندس بحري أن التصريحات الأمريكية تضر بالمصالح الاقتصادية لمصر، حيث أن قناة السويس مصدر أساسي للعائدات القومية.
وتساءل كيف يمكن لدولة مثل الولايات المتحدة أن تطالب بالعبور المجاني عبر ممر مائي يحقق إيرادات حيوية لدولة أخرى؟ وأضاف أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى توترات سياسية واقتصادية.
أوضح محمد سعيد، تاجر في السويس أن مطالب ترامب قد تهدد استقرار التجارة العالمية عبر القناة، حيث أن الرسوم التي تفرض على السفن هي مصدر رئيسي لعائدات مصر.
وأضاف أن هذه التصريحات تفتح الباب أمام تقليص السيادة المصرية في إدارة القناة، مما يؤثر على الأمن الاقتصادي الوطني.
السيادة المصرية على القناة: المعركة بين الاستعمار الجديد والاستقلال
أشارت فاطمة حسن، محامية وناشطة متخصصة في الشؤون الدولية إلى أن تصريحات ترامب تتجاوز حدود الاحترام المتبادل بين الدول، وتظهر رغبة الولايات المتحدة في إعادة فرض نفوذها على ممرات مائية حيوية.
وأكدت أن مصر يجب أن تقف حازمة أمام هذه المطالبات، مع تعزيز تحالفاتها مع الدول التي تدعم سيادتها على القناة.
أوضح الدكتور علي عبد الغني، باحث في السياسة الخارجية أن هذه التصريحات من شأنها أن تثير المزيد من الشكوك حول نوايا الولايات المتحدة تجاه مصر.
وأكد أن التهديدات الأمريكية أصبحت أكثر وضوحًا، مشيرًا إلى أن واشنطن تستغل قوتها العسكرية للضغط على الدول الصغيرة والمتوسطة لتقديم تنازلات في قضايا سيادية.
أشارت هالة محمود، مديرة أحد مراكز الدراسات للتنمية إلى أن تصريحات ترامب تتزامن مع تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية على مصر.
وأكدت أن هناك محاولات للحد من قدرة الدول على فرض سيادتها على ممراتها المائية الاستراتيجية، وهو ما يجب على الحكومة المصرية التصدي له.
تصريحات ترامب: ضغوط سياسية تضر بمصالح مصر الوطنية
أوضح علي إبراهيم، ناشط سياسي أن الشعب المصري لا يمكن أن يقبل بأن تتحكم قوى خارجية في شرايينه الاقتصادية والسياسية.
وأكد أن التصريحات الأمريكية تشير إلى محاولة لاستعادة هيمنة استعمارية تحت غطاء حرية الملاحة، وهو ما يرفضه الشعب المصري بكل قوة.
أكد الدكتور مصطفى سعيد، أستاذ الاقتصاد الدولي أن قناة السويس تشكل أحد الأصول الاستراتيجية الهامة في الاقتصاد المصري.
وأضاف أن هذا الهجوم غير المبرر من جانب الولايات المتحدة قد يكون له تداعيات خطيرة على التدفقات التجارية العالمية، مشيرًا إلى أن مصر يجب أن تتخذ تدابير للحفاظ على مصالحها.
أوضح جميل عادل، محلل سياسي أن التصريحات الأمريكية تُظهر رغبة في التوسع في السيطرة على ممرات مائية حيوية في العالم.
وأكد أن مصر يجب أن تظل حريصة في التعامل مع هذه التصريحات، مع التأكيد على موقفها الثابت في الحفاظ على سيادتها.
مستقبل قناة السويس: دفاع حازم ضد محاولات الابتزاز
أكد خالد عبد الله، سياسي مخضرم أن هذه التصريحات تمثل تهديدًا واضحًا لمصر ولحقوقها السيادية، وأضاف أن مصر يجب أن ترد على هذه التهديدات بوسائل دبلوماسية وعملية، وألا تسمح لأي قوة دولية بالتعدي على حقوقها.
أوضح محمود عبد الله، محلل سياسي أن تصريحات ترامب تأتي في إطار سياسة ضغط شديدة ضد الدول التي لا تدور في فلك الولايات المتحدة، وأضاف أن هذه التصريحات تهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي، خاصة في ضوء حساسيات الممرات المائية.
أشارت الدكتورة رانيا إسماعيل، أستاذة السياسة الدولية إلى أن الولايات المتحدة تتبع سياسة فرض الإرادة على دول العالم، وهو ما يتنافى مع مبادئ احترام السيادة الوطنية. وأكدت أن على مصر أن تبادر بتحركات دبلوماسية مع حلفائها في المنطقة والعالم لصد هذه المحاولات.
مصر ترد بعزم: قناة السويس خط أحمر لا للمساومة
إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قناة السويس تشكل تهديدًا جديًا للسيادة الوطنية المصرية، وتكشف عن محاولات لفرض هيمنة استعمارية جديدة على الممرات المائية الحيوية في العالم.
لكن مصر، بكل تاريخها وحضارتها، ستظل حريصة على حماية حقوقها وسيادتها، ولن تسمح بأي محاولة للمساس بأراضيها أو مواردها.
“إلا قناة السويس يا ترامب!“، هذه هي الرسالة التي يجب أن تصل إلى كل من يحاول المساس بمقدرات الشعب المصري.