العالم العربي

السعودية وإيران تستعرضان مستجدات المحادثات النووية خلال اتصال هاتفي

تبادل وزيرا الخارجية السعودي والإيراني آراءهما حول التطورات المستجدة في المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية.

شهد يوم الاثنين اتصالاً هاتفياً بين وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الإيراني، عباس عراقجي، حيث تم خلاله بحث العلاقات الثنائية واستعراض مستجدات المحادثات الجارية برعاية سلطنة عمان. وتركز النقاش على أهمية التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك والتأكيد على ضرورة التهدئة في المنطقة.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيانها أن هذا الاتصال يأتي في سياق الجهود المبذولة لتعزيز الحوار بين البلدين. كما تم تناول القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي، مع التأكيد على أهمية استراتيجية التعاون في مواجهة التحديات المشتركة.

وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان: “إن الحوار الدائم بين البلدين هو السبيل لتعزيز السلام والأمن في المنطقة، ونؤكد على أهمية استمرار المشاورات البحثية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني”.

وأضاف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي: “نسعى إلى تعزيز العلاقات مع السعودية وتبادل الآراء حول القضايا الهامة، ونتطلع إلى نتائج إيجابية من المحادثات النووية بما يساهم في استقرار المنطقة”.

ومنذ أشهر، تتكثف وتيرة التواصل بين قادة ومسؤولي السعودية وإيران، عبر لقاءات واتصالات ورسائل، وتركز على بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، وتبادل وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية، ولا سيما استقرار المنطقة.

وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.

وتعد إسرائيل الدولة الوحيد في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لراقبة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان.

وعقب جولة ثالثة من مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بسلطنة عمان، أعرب عراقجي السبت عن ارتياحه حيال “التقدم السريع” في المفاوضات.

وأضاف أن الجانبين أصبحا يناقشان قضايا “أكثر جدية”، لكن “لا تزال هناك خلافات في القضايا والتفاصيل العامة. بعض الخلافات جادة وبعضها أقل جدية”.

وعبَّر عن تفاؤله بشأن تحقيق تقدم، مشددا في الوقت نفسه على أن طهران “ستستمر في توخي الحذر الشديد”.

وقبل نحو أسبوع استضافت إيطاليا جولة ثانية من هذه المفاوضات، بمشاركة كل من عراقجي والمبعوث الرئاسي الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وانطلقت الجولة الأولى من المفاوضات بسلطنة عمان في 12 أبريل/ نيسان الجاري، ولاقت ترحيبا عربيا، ووصفها البيت الأبيض بأنها “إيجابية للغاية وبناءة”.

وفي عام 2015، وقّعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا اتفاقا مع إيران، فرض قيودا على برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات الدولية عنها.

لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021)، انسحب من الاتفاق عام 2018، معتبر أنه “سيئ وغير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية”.

وأعاد ترامب فرض عقوبات أمريكية على طهران لإجبارها على إعادة التفاوض من أجل اتفاق موسع، فيما التزمت طهران بالاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترامب، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى