أردوغان يعلن عودة 200 ألف سوري من تركيا مع تقدم الأوضاع في بلادهم

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في فعالية خاصة بإدارة الهجرة في إسطنبول، أن عدد السوريين العائدين من تركيا إلى وطنهم منذ سقوط نظام الأسد بلغ 200 ألف شخص، مشدداً على أن هذه الأعداد في تزايد كلما تحسنت الظروف في سوريا.
في كلمة له، أشار أردوغان إلى أن “نحو 200 ألف سوري قد عادوا إلى بلادهم منذ 9 ديسمبر 2024″، معرباً عن تفاؤله بتحسن الأوضاع الأمنية والمعيشية في سوريا، وتوقع أن يستمر هذا الاتجاه الإيجابي في المستقبل. كما أكد أن الحكومة التركية قد اتخذت خطوات فعالة لمواجهة تحديات الهجرة ولضمان سلامة جميع المهاجرين.
وأضاف أردوغان أن “سوريا ماضية نحو التعافي رغم الصعوبات والعقبات وأعمال التخريب”، مبرزاً أن استضافة تركيا لأعداد كبيرة من اللاجئين تأتي في سياق دعم الإنسانية. ولفت إلى أن “بين كل 100 لاجئ حول العالم، فإن 75 لاجئاً تستضيفهم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل”، مؤكداً التزام تركيا بسياسات إنسانية للمهاجرين.
كما كشف عن جهود الحكومة التركية في منع 270 ألف مهاجر غير نظامي من العبور إلى داخل تركيا خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أهمية تنظيم الهجرة والتعامل مع المهاجرين بشكل إنساني بعيداً عن معايير الدول الغربية.
وعلى صعيد متصل بالهجرة، لفت الرئيس التركي إلى تسبب سياسات القوى الغربية باضطرار المهاجرين إلى الهجرة من بلدانهم.
وشدد على أن القوى الغربية تتوارى عن الأنظار عندما يحين الوقت لتقاسم أعباء المهاجرين.
وأوضح في هذا الإطار أن البلدان ذات الموارد المحدود تتحمل عبئا يفوق قدراتها بكثير في استضافة اللاجئين، بينما تستغل البلدان الغربية المآسي الإنسانية لللاجئين باستخدامها مواد دعائية بعد استقبال مئات قليلة منهم.
وأشار إلى أن من بين كل 100 لاجئ حول العالم، 75 لاجئا تستضيفهم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ولفت إلى أن معطيات المنظمة الدولية للهجرة تشير إلى وجود أكثر من 280 مليون مهاجر حول العالم، فيما يفوق عدد المهاجرين العمّال 165 مليونا.
وبيّن أن الغالبية العظمى من السوريين الفارين من الاضطهاد لجأوا إلى البلدان المجاورة، إلى جانب هجرة جزء كبي رمن بين 11 مليون سوداني بسبب الحرب إلى الدول المجاورة.
وذات المشهد تنطبق بحسب أردوغان على الهاربين من المجازر في ميانمار وعلى الهاربين من الحروب الأهلية في منطقة إفريقيا الوسطى.
أوضح أن الهجرة تربعت خلال السنوات الأخيرة على جدول انشغالات العالم باعتبارها ظاهرة عالمية، مشيرا إلى اضطرار الملايين إلى مغادرة أوطانهم سنويا نتيجة الصعوبات الناجمة عن الحروب وعدم الاستقرار والإرهاب والفقر وتغير المناخ.
ولفت إلى أن عدد اللاجئين وصل إلى 120 مليونا حول العالم في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة، مصحوبا بتأثيرات الحروب، وسط اضطرار ما لا يقل عن 20 شخصا إلى الهجرة كل دقيقة بسب الصراعات والاضطهاد والإرهاب.
وأضاف أن منطقة الأناضول كانت دائما موطنا للمهاجرين عبر التاريخ، واستقبلت الفارين من الاضطهاد والقمع العنف، ابتداء من اليهود الفارين من محاكم التفتيش، والمسيحيين من أوروبا الشرقية، والمسلمين من القوقاز والبلقان وصولا إلى الفارين من الاضطهاد النازي.
وكما كان الوضع عبر التاريخ، أشار الرئيس التركي أن بلاده تعتبر أول وجهة لكل من وقعت ضائقة على رأسه لما يجده في تركيا من أمان.
ونفى الرئيس ما تدعيه المعارضة التركية بوجود مبالغة بأعداد المهاجرين في تركيا، مؤكدا أن بلاده لا تهمل مكافحة الهجرة غير النظامية والمهربين.
وأوضح في هذا الإطار أنه جرى منع دخول 270 ألف مهاجر غير نظامي من العبور إلى داخل تركيا خلال العامين الماضيين، وترحيل 263 ألف شخص دخلوا البلاد بطريقة غير نظامية.
وشدد على أن تركيا عازمة على عدم السماح لسلوكيات غير إنسانية مثل سوء معاملة المهاجرين على غرار ما تشهده البلدان الغربية بشكل متكرر.
ووفق منشور لرئاسة إدارة الهجرة منتصف أبريل/ نيسان، يبلغ عدد السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة في تركيا مليونين و782 ألفا و733 سوريا، فيما يبلغ إجمالي عدد الأجانب المقيمين في تركيا 4 ملايين و43 ألفا 215 أجنبيا بمن فيهم السوريون الخاضعون للحماية.