الولايات المتحدة تُعلن عن 800 ضربة عسكرية لليمن وتتعهد بمواصلة العمليات العسكرية

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” عن تنفيذ أكثر من 800 ضربة عسكرية في اليمن منذ منتصف مارس الماضي، وذلك في إطار حملة موجهة ضد جماعة الحوثي. يأتي هذا الإعلان في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة بعد مقتل 68 مهاجراً في غارات أمريكية استهدفت مركز إيواء بمحافظة صعدة.
وقالت “سنتكوم” في بيان نشر عبر منصة “إكس” الاجتماعية، إن هذه الحملة “المكثفة والمستمرة” تعكس التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة واستقرارها، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية تهدف إلى تقويض قدرات الحوثيين وتحسين الأمن الإقليمي.
وقد أثار هذا التصعيد العسكري قلقاً واسعاً، خاصة بعد التقارير التي نشرتها قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين، والتي أفادت بإصابة 47 شخصاً بجراح جراء الغارات الأخيرة. تسلط هذه الحوادث الضوء على الأثر الإنساني المؤلم للنزاع وتزايد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وأضافت القيادة المركزية الأمريكية أنهم سيواصلون العمليات العسكرية في اليمن، مشددة على أن هذه الإجراءات ليست فقط ضد الحوثيين بل تهدف كذلك إلى حماية حياة المدنيين واستعادة الأمن في المنطقة.
وفي 15 مارس استأنفت الولايات المتحدة هجماتها ضد اليمن، عقب أوامر أصدرها الرئيس دونالد ترامب لجيش بلاده بشن “هجوم كبير” ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ”القضاء عليها تماما”.
لكن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب واستأنفت قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس الماضي، حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
“سنتكوم” ادعت أيضا أنها نفذت عملياتها بـ”استخدام معلومات استخباراتية مفصلة وشاملة، لضمان تأثيرات مميتة ضد الحوثيين، مع تقليل المخاطر على المدنيين”.
غير أن جماعة الحوثي أعلنت، الجمعة الماضي، “مقتل وجرح مئات المدنيين” جراء أكثر من 1200 غارة وقصف أمريكي على اليمن منذ منتصف مارس الماضي.
كما أسفرت الغارات عن تدمير أعيان مدنية بأحياء سكنية وموانئ ومرافق صحية وخزانات مياه ومواقع أثرية، “في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، حسب الحوثيين.
ومتوعدةً بمواصلة عدوانها عل اليمن، قالت “سنتكوم”: “سنواصل زيادة الضغط وتفكيك قدرات الحوثيين بشكل أكبر ما داموا يواصلون عرقلة حرية الملاحة”.
وقالت إنه “منذ انطلاق عملية (عدوان) “الفارس الخشن”، شنت القيادة المركزية الأمريكية أكثر من 800 ضربة”.
وادعت أن “هذه الضربات أسفرت عن مقتل مئات من مقاتلي الحوثي والعديد من قادتهم، بمَن فيهم مسؤولون كبار بمجال الصواريخ والطائرات المسيّرة”.
وتابعت: كما “دمّرت الضربات العديد من منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق تصنيع الأسلحة المتقدمة، ومواقع تخزين الأسلحة المتطورة”.
وأردفت أنه “رغم استمرار الحوثيين في مهاجمة سفننا، إلا أن عملياتنا أضعفت وتيرة وفعالية هجماتهم، إذ انخفضت عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية بنسبة 69 بالمئة، كما انخفضت هجمات الطائرات المسيّرة بنسبة 55 بالمئة”.
كما “دمرت الضربات الأمريكية قدرة ميناء رأس عيسى (على ساحل البحر الأحمر بمحافظة الحديدة) على استقبال الوقود، مما سيؤثر على قدرة الحوثيين في تنفيذ العمليات”، وفق “سنتكوم”.
واعتبرت أن “إيران لا تزال تقدم الدعم للحوثيين”.
وحتى الساعة 08:40 “ت.غ” لم يعقب الحوثيون على بيان “سنتكوم”، لكن الجماعة تؤكد عدم تأثرها بالضربات الأمريكية واستمرار عملياتها لحين إنهاء الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.