ثقافة وتاريخ

الذكرى 95 لميلاد الفنانة سناء جميل أيقونة الفن المصري وأسطورة المسرح والسينما

تحل اليوم الذكرى الخامسة والتسعين لميلاد الفنانة الراحلة سناء جميل، التي وُلدت في السابع والعشرين من أبريل عام 1930 في محافظة المنيا، لتظل واحدة من أبرز الأسماء التي تركت بصمتها في عالم الفن المصري.

قدّمت الفنانة الراحلة سناء جميل إرثًا فنيًا غزيرًا امتد لما يقارب خمسة عقود، حيث تنقلت بين السينما والمسرح والتليفزيون، وكان لها تأثير كبير في أوساط الفن العربي بشكل عام.

بدأت سناء جميل مسيرتها الفنية في وقت مبكر من حياتها، حيث نشأت في أسرة انتقلت للعيش في القاهرة. درست في مدرسة فرنسية حتى المرحلة الثانوية، لتكشف عن رغبتها الكبيرة في عالم الفن.

في مرحلة ما، اختارت الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في سرية تامة، مما أدى إلى قطع علاقتها بشقيقها وأسرتها. كانت تلك الخطوة بدايةً لمسيرتها الفنية المليئة بالتحديات والنجاحات.

كانت بداية انطلاق سناء جميل الحقيقية في عام 1960، عندما حصلت على فرصة لتجسيد شخصية “نفيسة” في فيلم “بداية ونهاية”، وهو فيلم مقتبس من رواية الكاتب الكبير نجيب محفوظ.

في هذا الفيلم، قدمت دورًا مؤثرًا جعلها تحظى بشعبية كبيرة. لم يكن هذا العمل الوحيد الذي لفت الأنظار إلى موهبتها، بل توالت بعده مشاركاتها في أعمال فنية أخرى متميزة.

شاركت في العديد من الأفلام الشهيرة مثل “الزوجة الثانية” و”إضحك الصورة تطلع حلوة”، لتؤكد بذلك قدراتها الفائقة على أداء الأدوار الكوميدية والدرامية على حد سواء.

توجت سناء جميل شهرتها الكبيرة في الدراما المصرية من خلال دورها في مسلسل “الراية البيضا” عام 1988، حيث قدمت شخصية “فضة المعداوي”، وهي امرأة طامعة في الثراء، مما جعل هذا العمل يعد من أبرز محطاتها الفنية.

هذا الدور الذي تجسد فيه الطموح الزائد وحب المال، قد أضاف إليها مزيدًا من الشهرة وأكد حضورها القوي في الساحة الفنية المصرية.

تعددت أعمال سناء جميل بين السينما والمسرح والتليفزيون، وقد قدّمت نحو 65 عملاً فنيًا في مجالات متعددة. استطاعت أن تجسد العديد من الشخصيات المتنوعة التي أثرت في المشاهدين بشكل كبير، بفضل تميزها في أداء الأدوار المركبة والمختلفة.

لم تقتصر شهرتها على الأفلام والمسلسلات فحسب، بل امتد تأثيرها إلى المسرح، حيث شاركت في العديد من المسرحيات التي أثرت في حركة المسرح المصري والعربي.

لكن حياة سناء جميل لم تخلُ من الجدل، فقد أثارت وفاتها في عام 2002 جدلاً آخر في الوسط الفني. بعد صراع طويل مع سرطان الرئة، رحلت عن عمر ناهز 72 عامًا، وقد شهدت وفاتها موقفًا مثيرًا عندما أرجأ زوجها دفنها لمدة ثلاثة أيام على أمل حضور أسرتها، إلا أنه تم دفن جثمانها في النهاية دون حضورهم، وهو ما أثار كثيرًا من التساؤلات والدهشة في الأوساط الفنية والإعلامية.

رغم رحيلها، بقيت سناء جميل واحدة من الأيقونات الخالدة في ذاكرة الفن المصري. تركت وراءها إرثًا فنيًا غزيرًا سيكون حاضراً في ذاكرة الأجيال المقبلة.

لقد قدمت العديد من الأدوار التي ستظل محفورة في الأذهان، وحافظت على مكانتها كإحدى أعظم الفنانات في تاريخ السينما والمسرح المصري. تعتبر سناء جميل بمثابة مثال للفنانة التي لا يقتصر حضورها على الشاشة فحسب، بل يمتد إلى التأثير العميق في الحياة الثقافية والفنية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى