ضربات روسية تدمر مبنى كاملًا في كييف وتكشف ضعف أنظمة الدفاع الجوي

هاجم الجيش الروسي العاصمة الأوكرانية كييف مستخدما صاروخا باليستيا تسبب في تدمير مبنى سكني كامل في حي سفياتوشينسكي وأدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 87 آخرين بجروح متفاوتة
كشف الخبراء أن الصاروخ المستخدم كان من طراز كي إن-23 الكوري الشمالي المطور بدقة عالية وفشلت أنظمة الدفاع الجوية الأوكرانية بما فيها نظام باتريوت الأميركي المتطور في اعتراضه
اعتمدت القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة على تكتيك جديد يرتكز على تركيز الضربات على مدينة أو مقاطعة واحدة بشكل مكثف ومن جهات متعددة مما أدى إلى رفع نسبة نجاح الهجمات من 30% بداية عام 2024 إلى أكثر من 60% مؤخرا
تعمدت أوكرانيا تقليل استخدام منظومات باتريوت وإيريس الألمانية بسبب تكلفتها العالية حيث خصصتها فقط لاعتراض الصواريخ الباليستية والمجنحة والفرط صوتية دون التعامل مع المسيّرات الهجومية منخفضة التكلفة
أوضح خبراء الدفاع أن روسيا طورت صواريخها الباليستية لتعزيز قدرتها على المناورة واستخدام المسارات الملتوية مما يصعب عملية اعتراضها إضافة إلى دمج أجسام خادعة تصل إلى 6 أجسام مع كل صاروخ لتشتيت أنظمة الدفاع الجوي
استغل الروس كذلك عيباً رئيسياً في نظام باتريوت الذي يعمل بزاوية 90 درجة فقط قبل أن يغير اتجاه الرصد مما يمنح الصواريخ المهاجمة فرصة أكبر للوصول إلى أهدافها دون اعتراض فعال
ارتفعت تكلفة منظومة باتريوت الواحدة من 1.5 مليار دولار إلى 1.8 مليار دولار حتى فبراير 2025 مما صعّب على أوكرانيا شراء المزيد منها خاصة مع توقف المساعدات العسكرية الجديدة من الولايات المتحدة وتردد بعض الحلفاء الغربيين
تواصلت المطالب الأوكرانية للحصول على مزيد من أنظمة الدفاع الجوي إلا أن اعتماد الميزانية بشكل كبير على الدعم الغربي جعل تحقيق هذا الهدف مرهوناً بالظروف السياسية الدولية
بدأت أوكرانيا محاولة تطوير أنظمة دفاعية محلية شبيهة بنظام باتريوت في ظل تعثر الحصول على أنظمة جاهزة من الخارج مستفيدة من خبراتها التي اكتسبتها في تصنيع المسيّرات الهجومية بنسبة 96% منذ بداية الحرب
توقعت تقارير متخصصة أن تتمكن أوكرانيا خلال السنوات القادمة من تحقيق طفرة نوعية في أنظمة الدفاع الجوي المحلية إذا استمرت في الاستثمار ببرامج البحث والتطوير بالرغم من التحديات المالية والتقنية الكبيرة التي تواجهها
اختتمت كييف يومها الصاخب في حالة من الحزن والصمت بعد مشاهد الدمار والدماء التي خلفتها الضربة الروسية الأخيرة والتي اعتبرها كثيرون من سكان المدينة من أكثر الهجمات إيلاما منذ بداية الغزو الروسي