حزب غد الثورة الليبرالي المصري يحذر: “إلا قناة السويس يا ترامب!”

تابع حزب غد الثورة الليبرالي المصري بمزيج من الغضب والاستهجان، التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، والتي نشرت رسميًا يوم السادس والعشرين من أبريل ٢٠٢٥، حيث أعلن صراحةً أنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان عبور السفن الأمريكية – مدنية وعسكرية – عبر قناة السويس مجانًا، دون دفع أي رسوم أو الخضوع لأي سيادة وطنية مصرية، في تصعيد خطير وغير مسبوق ضد قواعد القانون الدولي واحترام سيادة الدول.
لم تتوقف هذه البلطجة السياسية عند حد تصريحات ترامب، بل دعمها مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز بتصريحات إضافية تحدث فيها عن “استعادة حرية الملاحة” بلغة استعلائية تهدد باستباحة الممرات الدولية بالقوة الغاشمة، مصحوبة بتحركات لتشكيل لجنة تحقيق فدرالية أمريكية بدأت عملها في مارس/أبريل ٢٠٢٥ بشأن أحداث مختلقة تتعلق بالسفن الأمريكية في قناة السويس.
حزب غد الثورة الليبرالي المصري، انطلاقًا من مواقفه الوطنية الثابتة، يعلن رفضه الكامل والمطلق لهذه التصريحات ولأي محاولات لاستعادة منطق الاستعمار القديم تحت ستار الحرية الزائفة.
إن قناة السويس لم تكن يومًا سلعة في سوق السياسة الدولية، ولا ممراً يُنتزع بالتهديد أو الابتزاز. لقد حفرت قناة السويس بدماء عشرات الآلاف من المصريين الذين ضحوا بأرواحهم ليشقوا شريانًا يربط الشرق بالغرب، منذ افتتاحها في عام 1869، وظلت عبر تاريخها رمزًا للسيادة الوطنية والاستقلال الاقتصادي.
نُذكر العالم، ونُذكر ترامب ومستشاريه تحديدًا، أن قواعد القانون الدولي تحكم الملاحة عبر قناة السويس منذ توقيع اتفاقية القسطنطينية عام 1888، والتي نصت صراحة على أن القناة يجب أن تبقى مفتوحة لجميع السفن دون تمييز، في السلم والحرب، مع احترام السيادة الكاملة لمصر على القناة، وحقها المشروع في تنظيم المرور وفرض الرسوم العادلة.
كما أن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 (UNCLOS)، رغم أن الولايات المتحدة لم تصدق عليها، رسّخت مبدأ أساسيًا مفاده أن المرور الحر لا يعفي أبدًا السفن العسكرية أو المدنية من الالتزام بالقوانين المحلية ودفع الرسوم المقررة، واحترام القواعد الأمنية والتنظيمية للدولة الساحلية.
التصريحات الأمريكية الأخيرة تمثل اعتداءً سافرًا على هذه المبادئ، وتهديدًا خطيرًا لاستقرار النظام الدولي المبني على احترام السيادة الوطنية والمساواة بين الدول، بغض النظر عن قوتها العسكرية أو وزنها السياسي.
قناة السويس ليست مزرعة شخصية، ولا ممرًا خاصًا، ولا ملكية استعمارية تنتقل بين أباطرة الزمن. إنها جزء من الأرض المصرية، وسيادتها خط أحمر دونه الدم.
العالم الذي يحترم نفسه، لا يمكن أن يعود إلى عصور العبودية السياسية. فكرة أن تمر السفن الأمريكية عبر قناة السويس مجانًا، بطلب إمبراطوري مريض، هي عودة للمنطق الاستعماري المقيت الذي دفنته الشعوب الحرة تحت أنقاض القرن العشرين، ولن يعود أبدًا.
إن التهديدات، والابتزازات المقنعة بلجان تحقيق صورية، لا تخيف مصر، ولن ترهب شعبها ولا مؤسساته الوطنية. #مصر كانت وستبقى صاحبة السيادة الكاملة على قناة السويس، ولن يسمح أي مصري – كائنًا من كان – بالتفريط في ذرة واحدة من حقه الوطني المشروع.
يدين حزب غد الثورة هذه التصريحات الرعناء، ويدعو كافة القوى الوطنية والعربية والدولية الحرة إلى إعلان التضامن مع مصر، دفاعًا عن مبدأ السيادة الوطنية، ورفضًا لتحويل العالم إلى عزبة يديرها خولي جديد اسمه ترامب، بعقلية استعمارية ظننا أنها ولّت إلى غير رجعة.
نؤكد أن الدفاع عن قناة السويس اليوم، هو دفاع عن قيم العدالة الدولية والمساواة الحقيقية بين الدول. فلا يمكن لعالم يحترم نفسه أن يقبل أن تكون بعض الدول أسيادًا فوق القوانين، وشعوب أخرى مجرد أدوات في مزارعهم الجديدة.
“إلا قناة السويس يا ترامب”… نكتبها اليوم بمداد الكبرياء، ونحفرها على جبين التاريخ، ليعلم القاصي والداني أن شريان الحياة المصري ليس للبيع، ولا للمساومة، ولا للابتزاز.
وسيبقى أبناء مصر، وأحرار العالم، سداً منيعًا أمام كل محاولات الهيمنة والغطرسة.
صدر عن حزب غد الثورة الليبرالي المصري
بتاريخ: 27 أبريل 2025
رئيس الحزب
د. ايمن نور